صور.. في الدرب الأحمر.. عندما يلتقي الماضي بالحاضر
"المواد المصنعة المتواجدة في أي مكان بالعالم، تجدها لدى فقراء القاهرة يقومون بفرزها والاتجار بها".. هكذا قال الرحالة إيفيليا سيليبي، منذ أكثر من 350 عاما، إلا أن هذه المقولة يبدو وأنها مازالت واقعية حتى الآن، بحسب ما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، خاصة في منطقة الدرب الأحمر بالعاصمة المصرية القاهرة.
منطقة الدرب الأحمر
الحي الفقير، والذي يقطنه أكثر من مائة ألف نسمة، يعج بالحرفيين، الذين لديهم القدرة على صناعة كل شيء، بدءا من الصناديق، والخيام والفوانيس النحاسية، والآواني وصولا إلى السجاد، بينما تبقى روح التجارة مهيمنة على المشهد داخل الشارع المصري التاريخي، خاصة بين "الخيامية" أو صناع الخيام، حيث تجد مناطقهم وكأنها غرف عمل الممتلئة بالتصميمات المزخرفة.
أحد الحرفيين
وأوضحت "جارديان" أن صناعة الخيام ترجع إلى عصر الفراعنة، بينما يبقى عدد من العاملين بهذه المهنة في المرحلة الراهنة، من أبناء أولئك الصناع الذين شاركوا في صناعة كسوة الكعبة التي كانت تقدمها مصر سنويا للمملكة العربية السعودية، بينما يقوم بعضهم بنسج ملابس الإحرام حتى الآن للحجاج.
ألصناعات الحرفية تهيمن على الدرب الأحمر
وأضافت الصحيفة البريطانية أن تلك المنطقة التي لا تتجاوز مساحتها ميل مربع، تحتوي على أكثر من 40 أثرا، ترجع إلى العصور الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، بينما يبقى الشباب المسلم القادم من إندونيسيا هم الفئة الوحيدة من الأجانب المتواجدين في المنطقة، في الوقت الراهن.
الدرب الأحمر
ويقول كاتب التقرير هاري جونستون إنه بالرغم ما يثار حول المخاوف الأمنية، فإنه يشعر بالأمان أثناء تجوله في المنطقة، مضيفا: "هناك تجد عددا لا يحصى من المسنين الذي يجلسون على المقاهي، بينما يشربون أكوابا من القهوة أو الشاي، وهم يرحبون بك قائلين أهلا وسهلا".
الحرف لا تقتصر على الرجال ولكنها تمتد للنساء أيضا
ولعل السمة السائدة في هذا الحي، بحسب الكاتب، هي حالة الاعتزاز بالتاريخ لدى الحرفيين المتواجدين في المنطقة، حيث إنهم دائما ما يحرصون على إحياء ثقافتهم بشكل يومي، عبر صناعتهم وممارساتهم المختلفة.
الصناعات اليدوية أساس الحياة في الدرب الاحمر