التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 11:39 م , بتوقيت القاهرة

بعد لقائه مع بن سلمان.. ما هي رسالة ترامب لـ"تنظيم الحمدين"؟

الزيارة التي يجريها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، ولقاءه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ربما جاءت لتقدم دليلا دامغا على خسارة قطر لرهانها على الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الغربية الأخرى، لحل أزمتها مع جيرانها، بل وربما أعطت رسالة تكررت كثيرا منذ بداية الأزمة، مفادها أن حل أزمة قطر في الرياض، وليس في نيويورك.

ولعل حفاوة الاستقبال التي تلقاها ولي عهد المملكة العربية السعودية من قبل الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، بالإضافة إلى فشل المحاولات التي قادها بعض أعضاء الكونجرس في وقف الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية العربية، بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن، كانت بمثابة صفعات واضحة تلقاها تنظيم "الحمدين" في قطر، وذلك بعد حملات إعلامية قادتها الإمارة الخليجية من أجل تشويه صورة الرياض في الولايات المتحدة، وبعض الدول الغربية الأخرى.

أزمة صغيرة جدا

يبدو أن التصريحات المتواترة التي أدلى بها عدد كبير من مسؤولي المملكة العربية السعودية، حول أزمة قطر، والتي وصفوها بأنها "صغيرة جدا"، ترجمتها الزيارات الأخيرة التي أجراها ولي العهد السعودي، سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة، حيث لم تذكر أية بيانات صحفية أن قطر كانت على أجندة المفاوضات بين الأمير الشاب ومسؤولي الدول التي زارها.

ويقول المستشار بالديوان الملكي السعودي سعود القحطاني إن قطر "أصغر من أن يتم حتى ذكر اسمها في زيارة الكبير لبريطانيا وواشنطن"، موضحا أنه يعد بمثابة درس جديد لكي يعرف الصغار حجمهم الطبيعي.

وأضاف القحطاني، على حسابه بموقع "تويتر"، "أما في زيارات الصغير فلا حديث له أو رجاء إلا بطلب شفاعة الشرق والغرب في سماح الكبير عليه".

غياب كامل عن المشهد

إلا أن الأمر ربما لا يقتصر على تجاهل قطر من قبل ولي العهد السعودي، ولكن امتد إلى موقف الإدارة الأمريكية نفسها، حيث لم تخرج أية تصريحات منذ بداية الزيارة من الجانب الأمريكي حول الأزمة الخليجية، على عكس ما كان عليه الوضع قبل أسابيع، في ظل وجود وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، والذي كان دائما ما يدلي بالتصريحات الداعمة لقطر.

ويرى العديد من الخبراء الأمريكيين أن خروج تيلرسون من الإدارة الأمريكية كان أكبر صفعة تلقتها قطر في الآونة الأخيرة، حيث كانت الإمارة الخليجية تعول بصورة كبيرة على المسؤول الأمريكي ليكون بمثابة صوتها داخل أروقة إدارة ترامب، خاصة وأن تيلرسون لعب الدور الأبرز في إطلاق أول حوار استراتيجي بين قطر والولايات المتحدة في أواخر يناير الماضي، وهو الأمر الذي اعتبره أنصار تنظيم الحمدين انتصارا دبلوماسيا كبيرا في ذلك الوقت.

الرياض.. كلمة السر

ولعل غياب قطر عن أجندة أعمال مسؤولي السعودية، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي ليس بالأمر الجديد تماما، حيث سبق له وأن تجاهل القضية القطرية في مختلف الأنشطة الدبلوماسية التي قام بها في الأيام الماضية، والتي شملت عدة زيارات خارجية أهمها إلى مصر وبريطانيا وأخيرا زيارته الحالية للولايات المتحدة.

بينما تبقى القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، غير راضية على السياسات القطرية سواء المرتبطة بدعم الإرهاب، أو التقارب مع إيران، خاصة وأن هذه السياسات تمثل خروجا واضحا عن مخرجات قمة الرياض التي عقدت في مايو الماضي، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالتالي فتصبح "الرياض" هي مفتاح الحل السحري إذا ما أرادت قطر إنهاء أزمتها سواء على مستوى السياسات التي ينبغي أن تتوافق مع مخرجات القمة المذكورة، أو على مستوى المفاوضات، حيث ينبغي على الساسة القطريين تغيير وجهتهم للتفاوض مع الدول العربية، من الرياض وليس من العواصم الغربية، من أجل إنهاء الأزمة.