إما قاتلا أو مقتولا.. هل تحاول قطر اغتيال سيف الإسلام على غرار والده؟
ترشح سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية في ليبيا، يمثل منعطفًا مهمًا في المرحلة الراهنة، في ضوء حالة عدم الاستقرار التي تشهدها ليبيا منذ بداية الانتفاضة التي ضربت البلاد في عام 2011، والتي أدت إلى مقتل والده على يد عناصر من المتمردين الليبيين الموالين لإمارة قطر.
يبدو أن الدور السلبي الذي لعبته قطر منذ بداية الربيع العربي سواء بالنسبة لعائلة القذافي من جانب، أو على الساحة الليبية على المستوى العام لم يغب عن عقلية سيف الإسلام والذي سبق وأن أبرز موقفه الرافض للدور الذي تلعبه الإمارة الخليجية في زعزعة استقرار ليبيا طيلة السنوات الماضية، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الانتقام من قطر سيكون أحد الأولويات في أجندة نجل الزعيم الليبي الراحل.
الخطوات التي اتخذها القذافي الإبن وعائلته بصدد قطر، ربما بدأت قبل إعلان ترشحه للرئاسة، وهو الأمر الذي يثير العديد من التكهنات حول إجراءات انتقامية أكثر حدة تجاه الإمارة الخليجية في حال فوز القذافي بمنصب الرئيس في الانتخابات القادمة، حيث أنه من المتوقع أن يحمل سيف الإسلام موقفا قويا تجاه الإمارة الخليجية
إجراء قضائي
لعل أول الخطوات التي اتخذتها عائلة القذافي تجاه قطر، تتمثل في مقاضاتها دوليا، حيث أعلن محامي عائلة القذافي أن هناك فريق من 5 محامين دوليين لمقاضاة شخصيات قطرية أمام محكمة الجنايات الدولية، وذلك في شهر أكتوبر الماضي، بتهمة دعم الإرهاب والتسبب في تشريد الليبيين.
إلا أن الخطوة الليبية ربما تحظى بدعم أكبر، إذا ما تمكن سيف الإسلام من الوصول إلى الرئاسة في ليبيا، وذلك بعدما أعلن عن نيته الترشح للرئاسة في الانتخابات الرئاسية القادمة.
إدانة سياسية
لم تتوقف خطوات القذافي على المسار القضائي، ولكنها امتدت كذلك إلى المسار السياسي حيث اتهم نجل العقيد الليبي الراحل الدور القطري فيما أسماه "إرباك المشهد الليبي" عبر فبركة حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسمه بهدف تضليل الرأي العام.
كانت حسابات وهمية، حملت اسم نجل الزعيم الليبي السابق، قد نشرت تصريحات منسوبة له، وهو الأمر الذي تنشيط حالة الفوضى التي ضربت المشهد الليبي طيلة السنوات الماضية، وهو ما حرص سيف الإسلام إلى نفيه رسميا عبر محاميه.
خطوة استباقية
ولكن تبقى التكهنات حول انتقام سيف الإسلام من قتلة والده، والمدعومين من قطر، بالإضافة إلى توجهه نحو إجراءات قوية تجاه تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، تثير التساؤلات حول ما إذا كانت الإمارة الخليجية سوف تحاول اتخاذ خطوة استباقية لاستهداف القذافي الإبن، كما سبق وأن فعلت مع والده من قبل.
كانت أصابع الاتهام قد أشارت بقوة نحو دور قطري بارز في العديد من عمليات الاغتيالات السياسية، في العديد من دول المنطقة، وفي القلب منها الداخل الليبي، من بينها اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس، وزير الداخلية الليبي، بالإضافة إلى محاولاتها المتواترة لاستهداف قائد الجيش الليبي اللواء خليفة حفتر.