التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:30 ص , بتوقيت القاهرة

فى ذكراها.. راشيل كوري.. رسائل حب للعالم دهستها جرافات الاحتلال

راشيل كوري
راشيل كوري
فتاة ذات جسد نحيف، حملت ضميرالعالم فوق رأسها وهى تتصدى لجرافة إسرائيلية تهدم بيوت الفلسطنيين، رفضت التراجع ووقفت صامدة أمامها، لتدهسها الجرافة الإسرائيلية مرتين، ليسطر العدوان الإسرائيلى على جسد راشيل كورى، الناشطة الأمريكية فى مجال حقوق الإنسان، التى تحولت فوراستشهادها لأيقونه فى تاريخ النضال الفلسطينى.
 
راشيل كورى
راشيل كورى
 
قبل وفاتها ظلت تعيش فى بيت متواضع لطبيب فلسطينى مع أسرته، وهى تتألم معهم جراء إعتداءات الكيان الصهيونى، وعندما كانت الأسرة تنام، كانت هى تظل فى غرفتها ليلا تكتب رسائلها إلى أمها لتحكى عن بشاعة الإحتلال تقول فى أحدى الرسائل التى بعثتها لأمها قبل رحيلها: " إني أشهد هذا التطهير العِرقي المزمن وخائفة جدًا، وأراجع معتقداتي الأساسية عن الطبيعة الإنسانية الخيّرة، هذا يجب أن يتوقف، أرى أنها فكرة جيدة أن نترك كل شيء ونكرّس حياتنا لجعل هذا يتوقف، أشعر بالرعب وعدم التصديق".
 
نعى راشيل كورى
نعى راشيل كورى
 
 بدأت تضامن "كورى" مع القضية الفلسطينية فى بداية عام 2003، حيث أنضمت "راشيل" إلى حركة التضامن العالمى المكونة من  أمريكيين وبريطانيين وكنديين، يقومون بالذهاب إلى المناطق المهددة بالهدم لمحاولة منع ذلك، وبالفعل ذهبت «راشيل» مع أصدقائها إلى غزة لمحاولة منع هدم المنازل الفلسطينية، لتعيش مع إحدى العائلات الفلسطينية، قبل أن تلقى حتفها فى 16 مارس، والذى يوافق ذكرى استشهادها فى ذات التاريخ من عام 2003.
 
عائلة راشيل كورى
عائلة راشيل كورى
 
 
السلام الذى حمله قلب "كورى" لم يكن من فراغ، فقد غرسته أسرتها منذ بداية ولادتها فى قرية " أوليمبيا" إحدى قرى مدينة واشنطن بأمريكا، أحبت الشعر وكانت تكتبه وتحلم طول الوقت بسلام يغمر العالم، عبر القصائد التى كانت تكتبها، لكن بموتها حفرت ما هو أهم من الشعارات.
ظلت تكتب من غزة إلى واشنطن عن مرارة الإحتلال وهى تقول فى احدى رسائلها:"هذا يجب أن ينتهي، يجب علينا أن نترك كل شيء آخر ونكرس حياتنا للتوصل إلى إنهاء هذا الوضع، لا أظن أن هناك ما هو أشد إلحاحًا، أرغب في التمكن من الرقص، وأن يكون لي أصدقاء ومحبون، وأن أرسم قصصًا لأصدقائي، لكنني أريد قبل أي شيء آخرأن ينتهي هذا الوضع".
 
لحظة قتل راشيل كورى
لحظة قتل راشيل كورى
 
تأملت كثيرا، وهى ترى دماء الفلسطينين أمامها تسيل، وهم نائمين فى سلام فى بيوتهم، والجرافات الإسرائيلية تهدم البيوت على رؤوسهم، كانت لا تجد غير الكتابة لتحكى عن بشاعة الاحتلال للعالم
 
تقول فى إحدى رسائلها :"ما أشعر به يسمى عدم تصديق ورعب، خيبة أمل، أشعر بالانقباض من التفكير في أن هذه هي الحقيقة الأساسية في عالمنا وأننا جميعنا نساهم عمليًا فيما يحدث، لم يكن هذا هو ما أردته عندما جئت إلى هذه الحياة، ليس هذا ما كان ينتظره الناس هنا عندما جاءوا إلى الحياة، وليس هذا هو العالم الذي أردتِ أنت وأبي أن آت إليه عندما قرّرتما إنجابي".
 
راشيل كورى دوت مصر
راشيل كورى 
 
لذا اختارت الرحيل عن هذا العالم الذى وصفته بالبشع، وهى تقف لمدة ساعتين لرفض عملية الهدم الذى تقوم به إحدى الجرافات الإسرائيلية، وهى ترفض التراجع، فقام سائقها بحملها، وهى تحاول صعود الجرافة وهو يملأها بتراب أحدى المنزل الفلسطينية، ثم يعيد طرحها على الأرض ليدهسها مرتين.
 
وبوفاتها تحولت إلى نقطة نور فى قلب كل فلسطينى، وفى كل إنسان له ضمير حى فى العالم، فخلد إسمعها، وأطلق اسمها على سفينة مساعدات إيرلندية إلى قطاع غزة، كما نُشرت العديد من الأفلام التي تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة باسمها.