بعد الدعوة لمقاطعة "روسيا 2018".. شبح المونديال يطارد قطر من جديد
لعلها المرة الأولى التي تثار فيها كلمة "مقاطعة" تجاه الحدث الأكبر في كرة القدم، حيث أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أن الحكومة البريطانية سوف تقوم بمقاطعة كأس العالم، والمقرر عقده في روسيا هذا العام، وذلك على خلفية التوتر في العلاقات بين البلدين إثر اتهام روسيا بتسميم الجاسوس الروسي سكريبال والذي يعيش في إنجلترا.
وعلى الرغم من أن القرار البريطاني يقتصر على مسئولي الحكومة البريطانية، بالإضافة إلى أفراد العائلة المالكة، إلا أن قطاع كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تناولوا القرار بشكل مختلف، حيث أنهم رأوا أن القرار قد يشمل مقاطعة منتخب انجلترا للمونديال الروسي.
توسيع دائرة الدعوة
إلا أن محاولات توسيع دائرة الدعوة البريطانية بمقاطعة المونديال، لتصل إلى حد مقاطعة المنتخب الانجليزي، لم تقتصر على مجرد مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما شملت بعض الإعلاميين الأوروبيين الذين أبدوا حماسة كبيرة نحو الفكرة.
يقول رئيس تحرير صحيفة "بيلد" الألمانية جوليان رايشلت، في حديث لأحد البرامج التلفزيونية البارزة، أن هناك أشياء أعمق وأكثر أهمية من كرة القدم، موضحا أنه إذا قدمت رئيسة الوزراء البريطانية طلبا لمقاطعة المونديال إلى الحلفاء الأوروبيين وأعضاء حلف الناتو، فمن المتوقع أن يجد طلبها صدى واسع وكبير.
وأضاف الصحفي البارز أن مثل هذه الدعوة سوف تجد دعما كبيرا من الصحف الأوروبية المؤثرة، من بينها صحيفة "تابلويد" الألمانية، فإن ذلك سوف يترك أثرا كبيرا على دول الاتحاد الأوروبي التي ربما تتجه لدعم الدعوة البريطانية بمقاطعة المونديال في ظل حالة الاستياء الكبير بين الأوروبيين للسياسات الروسية.
سابقة تهدد قطر
ولكن يبقى طرح فكرة مقاطعة المونديال مثارا للتساؤل حول ما إذا كانت مثل هذه الدعوة سوف تمثل سابقة يمكن تكرارها مع قطر، والتي من المقرر أن تستضيف مونديال 2022، في ضوء التحفظات الكبيرة على استضافة الإمارة الخليجية للحدث الأبرز في كرة القدم بعد أربعة سنوات.
ولعل أهم التحفظات تدور حول شبهات الفساد التي أحاطت باختيار قطر لتنظيم المونديال، حيث أثارت العديد من التحقيقات التي أجراها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تورط العديد من مسئولي قطر في شراء الأصوات من أجل الفوز بشرف تنظيم مونديال 2022.
تكهنات متواترة
إلا أن مسألة الفساد ليست التحفظ الوحيد على استضافة قطر للحدث العالمي، حيث هناك قضايا أخرى تتعلق بالانتهاكات التي ترتكبها الإمارة الخليجية بحق العمالة الوافدة التي تشارك في مشروعات البناء المرتبطة بالمونديال، بالإضافة إلى التوتر في العلاقات بين قطر وجيرانها الخليجيين، وهو الأمر الذي أثار تكهنات متواترة تدور في معظمها حول احتمالات تغيير وجهة مونديال 2022.
كانت صحيفة "ميرور" البريطانية قد نشرت تقريرا في أواخر فبراير الماضي، حول زيادة احتمالات استبعاد قطر من استضافة مونديال 2022، موضحة أن الولايات المتحدة وبريطانيا ربما يمثلان أقوى المرشحين لاستضافة الحدث العالمي.