قبل عرضه.. شاهد الفيلم الوثائقى عن ترميم المعبد اليهودى بالإسكندرية
ينشر"دوت مصر" الفيلم الوثائقى المقرر عرضه خلال افتتاح المعبد اليهودى "الياهو هانبى"، بعد انتهاء أعمال ترميمه، حيث يفتتحه الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، بتكلفة وصلت لـ 67 مليون جنيه، ومعبد "الياهو هانبى" يعد من أشهر المعابد اليهودية بالإسكندرية ويقع بشارع النبى دنيال، مجاورًا لعدد من المعالم الأثرية الهامة، ينسب المعبد لنبى "الياهو هانبى" أحد أنبياء بنى إسرائيل الذى عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد شيدته الجالية اليهودية 1354 من الميلاد، وتعرض المعبد للتدمير خلال الحملة الفرنسية، بسبب اعتراضه مسار نيران المدفعية عام 1798م.
أعيد بناء المعبد اليهودى مرة أخرى عام 1850م، فى عصر والى مصر عباس حلمى الأول، كما أعيد بناء المعبد عام 1881م، فى عهد الخديو توفيق، وتبلغ مساحة المعبد 4200 متر مربع، وهو عبارة عن طابقين، الأول للرجال، والثانى للسيدات، ويحتوى المعبد على مكتبة مركزية قيمة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر من الميلاد.
كما يضم المعبد اليهودى مقاعد خشبية تسع 700 شخص، وصنديق من الرخام مخصصة لجمع التبرعات، وعددًا من المكاتب الخدمية الخاصة بالطائفة اليهودية.
وقد اتخذت الدولة ممثلة فى وزارة السياحة والآثار قرار الترميم عقب سقوط سقف السلم الخاص بالسيدات، فبدأت أعمال التوثيق والترميم فى أغسطس عام 2017م، وأسندت الشركة الخاصة بالترميم لشركة المقاولون العرب التى شملت توثيق المعبد وعمل التحاليل والفحوصات، وبحث مسببات مصادر التلف، وتوصف مظاهر التلف للعناصر الانشائية والمعمارية والزخرافية، كما تم التعامل مع محافظة الإسكندرية، لرصد شبكات المرافق المرتبطة بالمعبد.
وبدأت أعمال الترميم برصد الصروخ والعناصر المعمارية الانشائية الحرجة وإعداد الخطط لترميمها، وكذلك فك ورفع العناصر المنقولة التى اشتملت على المقاعد الأثرية والأبواب والتجليد الخشبية، ووحدات الإضاءة مثل النجف والمشاعل ومقتنيات أداء الشعائر الدينية اليهودية.
كما تم إعداد الطبعات والقوالب والتشكيلات والعناصر الزخرافية وعمل نسخ احترازية منها، تلى ذلك مراحل التنفيذ التى شملت مراحل التدعيم والأساسات والأرضيات والأسقف، وقسم محاور ترميم المعبد إلى عدة محاور تتمثل فى الترميم الإنشائى والمعمارى والترميم الدقيق والتنسيق للموقع العام.
ومن الأعمال التى تطلبت دقة فى التنفيذ إعادة السلم المنهار بعد أن ادت عوامل التلف إلى انهياره، حيث يبلغ عدد درجات السلم 42 درجة، وتمثلت الصعوبة فى تنفيذ تلك المرحلة فى الوصول لنوعية الرخام المستخدم، وتقنية التنفيذ التى تمت بدقة، ثم جاءت مراحل الترميم الدقيق للعناصر المنقولة والثابتة مثل "الزجاج المعشق بالرصاص، والمشغولات النحاسية، والمشغولات الخشبية، وبلاط الرخام ومازيكو والشواهد الأثرية الباقية من المعبد القديم، وتم إعداد الدراسات التفصيلية لعرض الشواهد الأثرية لآثار المعبد القديم تحت الإشراف الأثرى والهندسى لوزارة الآثار حتى يتم الزار لمعرفة التطوير الأثرى للمعبد منذ وقت إنشاءه حتى وقتنا الحالى، وعقب الترميم تم تزويد المبنى بأحدث اجهزة إنذار للحريق وأنسب وسائل الإضاءة التى تلاءم طبيعة المبنى الدينية والأثرية.