شباب شمال سيناء يتحدون مافيا الدروس الخصوصية
نجحت مجموعة من المتطوعين الشباب بشمال سيناء فى تحدى مافيا الدروس الخصوصية، وأطلقوا من مركز شباب ضاحية السلام مبادرة "تعلم بالمجان" استهدفت توفير جرعات تعليمية وتقوية مستويات لكافة المراحل التعليمية ومن يعانون قصور فى مستواهم الدراسة، فضلا عن توفير دورات لتعليم علوم الحاسب والبرمجة وكل هذا بالمجان مستهدفين كل الأعمار.
وقالت"رضوة حسنى إسماعيل"، قائد فريق التطوع بالمركز، أن انطلاقتهم بدأت مع التفكير فى إحياء الأنشطة بمركز شباب ضاحية السلام، الذى يخدم كتلة سكنية من أكبر مناطق العريش، وتعرض للإهمال بسبب صعوبة الوصول اليه فى السنوات الأخيرة وعزوف مرتاديه عن ممارسة أنشطة به.
وتابعت بقولها:"قرر أبناء المنطقة الانطلاق من هذا الموقع الذي وفرت فيه الدولة الإمكانيات بتنفيذ دعوات الحكومة لمحاربة الدروس الخصوصية ، وتم توافق عددا من الشباب من اهل التخصصات على إطلاق مبادرة " تعلم بالمجان" وبدورها وافقت قيادات مديرية الشباب والرياضة وشجعت الفكرة، ووفرت لها المكان والأدوات اللازمة بقاعات المركز، وتم دعوة طلبة المدارس والجامعات من خلال برامج تقوية دراسية بالمراحل الابتدائية والاعدادية وبرامج دورات برمجة ولغة إنجليزية لطلبة المراحل الاعدادية والثانوية والمعاهد والجامعات ، وتم إضافة برامج تعليم اخرى لتحسين مستوى من يعانون صعوبات التعلم، وأيضا تدريبات على تصنيع اعمال حرفية بسيطة مثل الخياطة وغيرها .
وأضافت قائدة فريق العمل: "كل هذا بالمجان، وفى نهاية الاسبوع ينظم يوم ترفيهي للمشاركين فى ملاعب مركز الشباب يتضمن ألعاب ترفيهية للصغار ورياضية للشباب" .
وأشارت إلى أن التجربة انطلقت منذ بداية العام الدراسى ، وتحول المكان الذى لموقع خلية عمل يوميا ،وأسعدهم هذا النجاح أصبح محط اهتمام كل المعنيين وماتتمناه أن يتكرر نموذج عملهم لكل مراكز شباب مصر.
وقال رفيق احمد توفيق معلم أول لغة انجليزية ، أحد المشاركين فى تنفيذ المبادرة ، أنه يقتطع من وقته ساعتين فى يومين اسبوعيا لتحسين مستوى الطلبة ابناء المنطقة فى اللغة الانجليزية تحدثا وقراءة وكتابة ومن يشارك فيها طلبة مدارس وشباب جامعات ومعاهد .
وأضاف أنه سعيد بهذه التجربة الجديدة من نوعها فى شمال سيناء بما تعكسه من أثر على الدارسين وتحسن مستواهم لافتا إلى أن أعداد الدارسين تبلغ 40 طالبا.
وقال اشرف أبو العلا أخصائى نظم معلومات بالهيئة القومية للبريد، إنه قرر المشاركة بما يملكه من خبرة، فى تعليم الشباب أسس وبرامج الحاسب الآلي والبرمجة.
وأضاف أنه يواظب على الحضور والمشاركة فى تدريب 11من طلبة مدارس ثانوية وجامعات يتم تدريبهم بنظام كورسات اسبوعية خلال فترة المساء.
وقالت هبة فرحات مدرسة لغة عربية حاصلة على الماجستير فى التخاطب إنها قررت استثمار خبرتها وتخصصها العلمى فى تقديم العون مجانا لمن يعانون صعوبات فى التعلم والنطق وبالفعل بدأت العمل مع عدد من الحالات لتلاميذ مدارس صغار من ابناء المنطقة فى دورات متقطعة على مدار الأسبوع داخل المركز ضمن نشاط مبادرة " تعلم بالمجان".
وأضافت شيماء غنيم، أنها تشارك فى الدورة كمتطوعة بتقديم نشاط ترفيهي للاطفال نهاية الأسبوع ويشمل عروض فنية ومسرح عرائس، ومشاركة كطالبة علم تحرص على حضور مجموعات تعليم اللغة الانجليزية وتستفيد منها لتقوية مهاراتها فى اجادة التحدث بها.
وأشارت أنغام محمد، إلى أنها تقوم بنشاط تطوعي بتعليم الشباب وخصوصا الفتيات، حرف يدوية منها الخياطة وغيرها، وعدد المستفيدات 30 مشاركة يتم توفير الأدوات اللازمة لتعليمهن المهارة بالمجان ضمن أنشطة المبادرة.
وقال ضياء عبدالعزيز ، مسئول الانشطة الرياضية، ان دوره انتظار المشاركين فى الدورات نهاية كل اسبوع وإشراكهم فى انشطة رياضية ترفيهية تشمل كل الألعاب بملاعب مركز الشباب .
وقالت التلميذة هند محمود سيد بالصف السادس الابتدائى إنها تحضر لمركز الشباب ويتم تقويتها فى مواد اللغة العربية والدراسات الاجتماعية والعلوم إضافة لتعلم الموسيقى وأنشطة ترفيهية.
وقال الدكتور محمد حسين ، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة العريش، إن نجله يشارك كمتدرب فى مجال البرمجة ، وهى تجربة رائدة وفريدة من نوعها.
وبدوره قال الطالب كريم محمد ، بالصف الثالث الإعدادي ، أنه لم يكن يعرف اى نشاط لمركز الشباب ووجد اعلان عن دورات البرمجة مجانا على مواقع التواصل وقرر خوض التجربة التى حققت له معارف فاقت طموحه.
وقال محمد محمود على ، طالب بكلية التربية بالعريش ، إنه يستفيد من الدورة تعلم لغة البرمجة ، وتعرف عليها عن طريق أصدقائه ، لافتا إلى أنها تجربة استثمروا فيها وقتهم فى تعلم مهارة عصرية بالمجان.
وقال محسن متولي ، مدير خدمات الشباب بمديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، إنه فور تلقى مقترح المبادرة تم تقديم كل الدعم لها رسميا وتشجيع الشباب الذين قدموا نموذج فريد من نوعه فى تقديم خدمة مجانية مهمة لأولياء الأمور والطلبة وهى التجربة التى يريد عددا من القائمين على مراكز الشباب تكرارها عندهم .
وبدوره أشار إيهاب حسن عبد الوهاب، مدير مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، أن تفرد التجربة ونجاحها يأتى انه أعاد الروح لمركز شباب فرضت عليه الظروف المحيطة به توقف كثير من الانشطة داخله، وتحدى شباب شمال سيناء لكل صعب وقيام مركز الشباب بدوره المجتمعى معتمدا على جهود شبابية.
وتابع مدير الشباب والرياضة بشمال سيناء، أن هذه التجربة لاقت نجاحا ، وكان لها رد فعل حتى على مستوى أداء مراكز الشباب على مستوى الجمهورية وأصبحت من المبادرات النموذجية .