التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:59 ص , بتوقيت القاهرة

أسرة بطل واقعة التنمر: تنازلنا عن القضية لأنها حدث فردي.. فيديو

 الطالب جون بطل واقعة التنمر
الطالب جون بطل واقعة التنمر

" إن أكرمكم عند الله اتقاكم "، هكذا أخبرنا المولى عز وجل، ناهيا عن التميز والعنصرية الناتجة عن التعصب الأعمى الجاهلى، أيضا أخبرنا الصادق الأمين رسول ألله أنه " لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى "، كما أخبرنا أن الأفضلية والمكانة العالية للتقوى، فلا مجال في الإسلام للمناصب أو لعصبيات الجاهلية العفنة، أو عصبية العرق والنسب والأرض والموطن واللهجه والجنس ونوعه واللون من ابيض او اسود واللغة ولا اللسان، فطبقا لشرع الله وسنة رسوله تم وضع قاعدة لبناء المجتمع الإسلامي من قبل مئات السنين.

 

واقعة التنمر بالطالب الأفريقى أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا من هذا الفعل النكر، الذى رفضه جميع المصريين وأدان مرتكبيه.

 

" أنا سمحتوهم خلاص عشان أنا بحب مصر وشعبها وكمان أنا بتعلم فيها، مش كل المصرين كده دى اول مرة تحصل معايا، أكثر شئ آلمنى عندما شاهدت الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، بحب الرئيس السيسى وفرحت جدا لما عرفت أنى هحضر مؤتمر الشباب ودعوتى للحضور، نفسى اطلع مغنى "، بصوت رقيق تملأه البراءة تحدث الطالب " جون " بالصف الرابع بطل واقعة التنمر فى منطقة حدائق القبة.

 

 ويضيف " جون " أنه متواجد مع أسرته المكونة من 9 أفراد، 6 أشقاء ووالده ووالدته منذ فترة طويلة فى مصر، بالتحديد فى منطقة حدائق القبة " عزبة مكاوى "، مضيفا أنه يذهب إلى مدرسته كل يوم من نفس الطريق الذى شهد الواقعة، دون أن يتعرض له أى شخص بأى ازاى من أى نوع، موضحا أنه لم يتخيل ابدا للحظة أنه سيتعرض فى يوم لمثل ما تعرض له، مشيرا إلى أنه فوجئ بما حدث معه على خلاف ما يشاهده من الشعب المصري الذى له فيه العديد من الأصدقاء من عمره حيث يلهون سويا دون مشاكل، مضيفا أنه ومع كل ما حدث معه، إلا أنه ما زال وسوف يظل يعشق مصر وشعبها، ولن تتأثر هذه المشاعر بأى شئ.

 

ويكمل بطل واقعة التنمر، أنه يوم الواقعة خرج من منزله فى الصباح كعادته، متجها إلى مدرسته للحاق باليوم الدراسى كما يفعل كل يوم، مضيفا أنه أثناء مروره من أحد الشوارع بالمنطقة، فوجئت ب3 شباب لا اعرفهم من قبل، يلاحقونني، حاول أحدهم بأخذ حقيبة المدرسة الخاصة بى، موضحا أن الشخص الثالث كان يقوم بالتصوير، موضحا أنه وجه لهم سؤال لماذا يفعلون معه هكذا، لافتا إلى أنهم استمروا فى مزاحهم دون أن يراعوا شعوره .

 

ويوضح طالب واقعة التنمر، أن أحد المواطنين أثناء عبوره فى الشارع تدخل ومنعهم من استكمال ما يفعلونه، مضيفا أن هذا الشخص اصطحبه معه وأخرجه إلى الشارع الرئيسي ليجنبه شر هؤلاء الصبية، موضحا أنه ذهب إلى مدرسته فى حالة آسى لما حدث له من تنمر، لافتا إلى أنه لم يضع الأمر فى رأسه وكرس تركيزه لتلقى العلم فقط، مشيرا إلى أنه فوجئ بعد ذلك بانتشار مقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن هذا ما سبب له الم شديد وحزن، مضيفا أنه أيضا لم يعرف الأمر اهتمام كونه صغير ويخشى أن يخبر والده فتصير مشكلة كبيرة.

 

ويستكمل " جون " أنه لم يقم بإبلاغ رجال الشرطة بالواقعة، موضحا أنه فوجئ برجال الشرطة هم من بحثوا عنه حتى توصلوا إليه، واخبروه بأنهم سوف يلقون القبض على ال3 متهمين، مشيرا إلى أن رجال الأمن اكدوا له استعادة حقه منهم بالقانون، لافتا إلى أنه بعد ذلك اصطحبه والده إلى مقر نيابة حدائق القبة، وقررت التنازل عن القضية ومسامحة المتهمين، حبا فى مصر وشعبها، وخوفا على مستقبلهم.

 

من جانبه قال والد " جون " أنه لم يكن يعلم شئ عن الواقعة تماما، حتى رأى مقطع الفيديو نجله على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال أحد اصدقائه، الذى أخبره بتفاصيل الواقعة، مضيفا أنه كان ينتوى أن لا يقوم باتخاذ اى اجراء، وأن يترك الأمر لله وحده يتصرف فيه كيفما يشاء، موضحا أنه بعد ذلك فوجئ برجال الشرطة يطلبونه ويخبرونه بإلقاء القبض على المتهمين، مشيرا إلى. أنهم أخبروه أن المتهمين سوف يتم ترحيلهم للنيابة لسماع أقوالهم فى الواقعة.

 

ويضيف والد ضحية التنمر، أنه قابل الشباب الذين قاموا بالاعتداء على نجله وطلبت منهم أن يوعوا أبنائهم على عدم الاستهزاء بالاخرين، واحترام المغتربين فى مصر، لافتا إلى أنه لا أحد يعلم لماذا هذا المغترب ترك وطنه وسافر إلى بلد اخرى، موضحا أنه أتى إلى مصر بالتحديد بسبب الأمن والامان بها.

 

ويستكمل والد الطفل " جون "، أنهم تنازلوا عن القضية لحبهم الشديد لمصر، مضيفا أنه سعد كثيرا عندما علم بدعوته هو ونجله " جون " إلى حضور فاعليات منتدى الشباب تحت رعاية الرئيس السيسى، موضحا أنه يحترم الرئيس السيسى، ويرى أنه شخص ناجح جدا، حيث استطاع الرئيس السيسى أن يقود مسيرة مصر فى وقت صعب، عاشه هو بنفسه وشاهد على احداثه، موضحا أنه يعيش فى مصر منذ ما يقرب من 19 عام لم يحدث له ولا لأبنائه ما حدث لحوم.

 

فيما أعلن مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الخير، إن إدارة منتدى شباب العالم تواصلت مع الشاب السودانى صاحب واقعة التنمر فى رسالة للعالم بأن مصر تحترم الإنسان وكل الضيوف الذين يعيشون معنا، وأضاف، أنه تم التواصل مع الشاب السودانى صاحب واقعة التمرد وتمت الموافقة من رئاسة الجمهورية على حضوره جلسات المنتدى.

 

وكانت نيابة حدائق القبة، بإشراف المستشار هادى عزب المحامى العام لنيابات غرب القاهرة، أمرت بحجز المتهمين فى واقعة فيديو التنمر، على ذمة تحريات المباحث، بتهمة البلطجة.

 

واستمعت النيابة إلى أقوال الطالب الأفريقى، وواجهته بالمتهمين الثلاثة الذين ظهروا بالفيديو وتعرف عليهم، وقال المتهمين أنهم كانوا يمزحون مع الطالب، ولم يقصدوا ايذاءه أو الاستهزاء به، وأنهم اعتادوا على تصوير أنفسهم مع جارهم الأفريقى، كنوع من الدعابة وليس السخرية منه، و لم يتوقعوا أن ينتشر الفيديو بهذه الطريقة على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك".

 

وكشفت التحريات، أن المتهمين استوقفوا شابا أفريقيا، أثناء سيره بمنطقة حدائق القبة، للإستهزاء به، بعدما طلبوا منه التصوير معه بنوع من السخرية، حيث طلب الشاب تركه لتأخره على ميعاد المدرسة، ولكن المتهمين اعترضوا طريقه واستمروا فى مضايقته، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.