كانت مقراً لجيش الاحتلال الإنجليزي.. "العقاد" أقدم مدرسة فى أسوان
"هذه صورة بوابة المدرسة قد دعمت ببوابة أخرى فرعونية احتفالا بزيارة جلالة الملك فاروق لأسوان فى عام 1939".. هذه الكلمات مدونة فى سجل تاريخى لزيارات مدرسة عباس محمود العقاد الثانوية بمدينة أسوان، والتى تعد أقدم مدرسة ثانوية بمحافظة أسوان.
"دوت مصر" يأخذ قراءة فى جولة داخل المدرسة التى تأسست قبل 120 سنة، بعد أن كانت مقراً عسكرياً لجيش الاحتلال الإنجليزى، ثم أطلق عليها اسم عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد تخليداً لذكراه.
تقع مدرسة العقاد الثانوية وسط مدينة أسوان فى شارع أبطال التحرير الموازى لكورنيش النيل، وتبدو المدرسة هيئتها كأحد القلاع التاريخية التى تشير إلى تراثية المكان وعبق التاريخ الذى تخرج منه العديد من الرواد والقادة فى مصر وخارجها، ولا تزال المدرسة تحتفظ بهيكلها ونوافذها وأسوارها الخشبية وسقفها العالى وغير ذلك من ملامح تعيد إلى الذاكرة مصر القديمة.
ومع ذلك فإن المدرسة دخلت مرحلة التطوير واستخدام أساليب التعليم الحديثة ومنها السبورة الإلكترونية، واستخدام نظام المدرجات فى الفصول، وشاشة العرض "البروجيكتور" فى المعامل التى تستخدم أيضاً أساليب التعلم والتدريب الحديثة.
قال على حسن الهوارى مدير المدرسة، لـ"اليوم السابع"، إن مدرسة عباس محمود العقاد الثانوية العسكرية بنين، بدأ البناء فيها عام 1892 وانتهى 1898، وكانت معسكر قديم لجيش الاحتلال الإنجليزى ثم تحولت إلى مدرسة ابتدائية، وعندما كثر رغبة التحاق الطلاب بالثانوية تحولت إلى أول مدرسة ثانوى من عام 1927 وحتى اليوم، وتعد أول مدرسة ثانوية فى أسوان.
وأضاف حسن الهوارى، أن مدرسة العقاد تعتبر نبراس العلم بمحافظة أسوان، وسبب تسميتها باسم العقاد تخليداً لذكرى عملاق الأدب العربى بعد وفاته 1964، وتغير اسمها القديم من "صوان الثانوية"، إلى "العقاد الثانوية".
وأشار إلى أن مدرسة العقاد الثانوية تعتبر أحد أكبر قلاع التعليم فى أسوان ودائماً ما تلقى اهتماماً سواء من المحافظ او وكيل الوزارة، موضحاً بأن مدرسة العقاد خرجت آلاف الأجيال على مدار تاريخها إلى الآن، وكل عام تخرج أكثر من 600 و700 طالب ثانوية، وطلاب المدرسة يتبوؤون أعلى المناصب سواء داخل مصر أو خارجها بالوطن العربى ومنهم قياديان مهمان، وكان من بين هؤلاء: "الكابتن محمد لطيف الذى كان يوجه على التربية الرياضية بالمدرسة قديماً، والفنان حماده سلطان، موجه تربية موسيقية على المدرسة، والدكتور عبد السلام عبد الغفار وزير التربية والتعليم السابق خلال الفترة 1984-1985 والذى كان أحد أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة، والدكتور منصور حسين وزير التعليم السابق، والذى كان أحد طلاب مدرسة العقاد وأحد المعلمين بالمدرسة"، وغيرهم العديد من الأسماء البارزة والوزراء والمسئولين الذين مروا بالمدرسة سواء كانوا ضمن التلاميذ بها أو أعضاء هيئة التدريس داخل المدرسة.
وأوضح المدير، بأن المدرسة كانت مطلة على كورنيش النيل "شارع البحر سبقاً"، ولكن اقتطع جزء من مساحة المدرسة لصالح الهيئة العامة لقصور الثقافة لإنشاء مكتبة العقاد، مضيفاً أن المدرسة مبنية على حوائط حاملة عرض الجدار يزيد عن 30 سم، المدرسة مكون من ثلاثة طوابق، يشمل الطابق الأرضى: إدارة المدرسة والمعامل والمدرجات والمكاتب الإدارية، والطابق الثانى: يحتوى على حجرات الحاسب الآلى ومناهل المعرفة ونحو 7 فصول دراسية، والطابق الثالث: يحتوى على 10 فصول دراسية بالنسبة للمبنى الغربى، بينما يضم المبنى الشرقى المكون من طابقين، الأرضى: شئون إدارية وأعضاء هيئة التدريس وحجرات المجال الصناعى والمجال الفنى، والطابق العلوى: فصول وميدان تربية عسكرية.
ولفت إلى أن المدرسة تضم حالياً 20 فصلاً بقوة 850 طالباً من البنين خلال الفترة الصباحية، وهناك حصص تربية عسكرية وميدان تربية عسكرية يميز المدرسة عن غيرها تحت إشراف من المنطقة الجنوبية العسكرية، والطلاب ملتزمون بالزى المدرسى القميص اللبنى والبانطلون الكحلى والكاب الكحلى، بعد أن كان الطلاب يلبسون الطربوش والزى الرسمى القديم.
وأكد "الهوارى"، أن المدرسة تعتبر أقدم مدرسة فى أسوان وعليها إقبال كبير، وكانت أى مدرسة ثانوية تنشأ فى أسوان تلحق بمدرسة العقاد لحين اكتمال صفوفها الثلاث وتستقل، ولا تزال مدرسة العقاد تحظى بزيارة شخصيات من دول أجنبية كان بعضهم طلاب فى هذه المدرسة أو معلمين بها، ويلتقطون الصور التذكارية فيها استرجاعاً للذكريات القديمة، ويتم ذلك بالتنسيق مع التربية والتعليم.