قصة "حلاق الحمير " مهنة بعيدة عن الأضواء ولا يعرفها إلا أصحابها
ظل متمسك بمهنة أباه وجده ومحافظا عليها وتزوج من عمله فيها وربي بناته الثلاثة وزوجهم من عمله في مهنة حلاقة الحمير بالرغم من دخلها البسيط لكنه محافظ علي تمسكها بها من الإنقراض
"ورثت المهنة من أبويا وجدي وأتقنتها" قالها العم محمد محمد رشاد" 51 سنة من قرية المهدية مركز ههيا بمحافظة الشرقية، وسرد لكاميرا " دوت مصر " قصته قائلا لم أنال حظي من التعليم وكعادة كل الأطفال في زماني تعلم صنعة يأكل منها عيش ولو كان أبيه صاحب صنعة يتعلمها منه، فعلمني جدي وأبويا المهنة منذ كان عمري 12 سنة، بدأت أمسك المقص وأقوم بالحلاقة كاملة للحمير، أول فلوس حصلت عليها كانت 15 قرش أجرة حلاقة الحمار وجنيه أجرة حلاقة الجمل لأنه يأخذ مجهود أكبر، وربنا أكرمني وربت بناتي وزوجتهم من تلك المهنة التي أفخر بها في أي عمل حلال يرفع من شأن صاحبه.
بابتسامة رضا وقناعة تابع العم "محمد" قائلا: المهنة بالرغم من كونها قلت عن زمان لكنها تقف أبيه رافضة الإنقراض، وخاصة في الأرياف حيث يحرص عدد كبير منهم علي شراء حمار ليكون مساعد له في أعمال الحقل وقضاء مشاويره، بالعكس البعض بدأ يستغني عن الحمار بشراء التروسيكل والموتسيكل في الإعانة علي أعماله اليومية وقضاء مشاويره، وزمان كان الطلب كبير علي هذة المهنة، حاليا أصبحت مواسم موسم واحد في السنة وهو فصل الخريف، حيث يحلق الحمار مرة واحدة في السنة، وفي حالة عدم قيام صاحب الحمار بالحلاقة له يصاب ببعض الأمراض الجلدية فالحلاقة دواء وشفاء له من العديد من الأمراض.
"ثمن الحلاقة حاليا ليس ثابت ولكنه تقدر" وعن ثمن كل حلاقة يحصل عليها العم "محمد" قال دي حاجة غير ثابتة وبترجع لتقدير الشخص نفسه، ممكن تكون 30 جنيه أو 35 جنيه، وعمري ما زعلت حد ، ال معاه بيدفع وال مش معاه بصبر عليه.
وعن مخاطر المهنة قال: دي مهنة لها مخاطر زي غيرها من المهن اليدوية، حيث تعرضت اكثر من مرة للعض من الحمير، وكنت أذهب إلي المستشفي أخذ حقنة وربنا كان بيسترها معايا دايما، حاليا بقوم بتكتيف الحمار وضع قطع من الخشب في فمه حتي لا يعض أو يرفس، وحاليا أصبحت إستخدم ماكينة الكهرباء في الحلاقة ولا غني أيضا عن المقص الكبير لتسوية الأجزاء التي تصعب علي الماكينة.
وعن أمنيته في الحياة قال العم "محمد" مستورة والحمد لله زوجت بناتي الثلاثة وعايش مستور بفضل الله، وليس لدي أرض عايش علي الدخل من هذة المهنة التي أصبحت موسمية، ولم أتقاضي أي معاش او راتب شهري، وأتمني ربنا يكبتها لي في القريب العاجل.