شقيقة جنة: تيتة ربطتنا فى السرير عشان ما نشربش بالليل.. فيديو
كشف أقارب وجيران الطفلة "جنة" ضحية التعذيب في قرية "بساط كريم الدين" بمحافظة الدقهلية، مفاجآت وأسرار جديدة حول أن "طبق أرز" وراء الجريمة، وقصة منع الجدة لحفيدتها من شربة ماء تروى بها ظمأها.
قبل 8 أعوام من الآن، كان لا حديث يعلو في قرية "بساط كريم الدين" سوى قصة زواج شاب كفيف من فتاة تعاني من نفس الأمر، حيث رأى الأهالي بالقرية أن هذه الزيجة ستكون الأكثر انسجاماً، في ظل تشابه ظروف العروسين، وبعد قدوم طفلتين "أمانى" و"جنة" زادت التوقعات باستمرار هذا الزواج بشكل طبيعي، لكن أتت الرياح بعكس ما توقعه الأهالي، حيث عصفت الخلافات مبكراً بالزواج، ووصلت لأروقة المحاكم، لينتهي الأمر بالطلاق.
الأمر لم يتوقف عند الطلاق ـ على حد كلام "محمد.ع" جار الأسرة ـ وإنما تخطى ذلك وصولاً لإقامة قضايا نفقة من أسرة المطلقة التي أصرت على وجود الطفلتين معها لتربيتهما، ووصل الأمر للتعدي على الأب بالضرب لدى محاولته الاطمئنان على بنتيه وزيارتهما.
داخل منازل قرية "بساط كريم الدين" البسيطة المتراصة بجوار بعضها البعض، والتي تبعد نحو 10 كيلو مترات عن مدينة شربين ويقطنها نحو 25 ألف نسمة، بدأت قصة الكفيفين تتداول مرة أخرى، عندما استيقظ أهالي القرية على فاجعة لم يألفوها من قبل، باكتشافهم تعذيب الطفلة "جنة" ابنة الكفيفين على يد جدتها لأمها في أماكن متفرقة من الجسم حتى فارقت الحياة.
تجولنا داخل القرية، حيث الملابس السوداء تتشح بها السيدات، والحزن مرسوم على الوجوه، والجميع يتجاذب قصة الطفلة "جنة" قتيلة التعذيب على يد جدتها.
وحول كيفية اكتشاف الجريمة، يقول "محمد.ع" أحد أعمام الطفلة وجارهم، اكتشفنا بالصدفة البحتة تعذيب الطفلة على يد جدتها وأبلغنا الشرطة، وتم القبض عليها، وإيداع الطفلة بمستشفى شربين بعدما فقدت الوعى، ومنها تم نقلها لمستشفى المنصورة العام الجديد الدولى بسبب سوء حالتها الصحية، حيث أوضح التقرير الطبي أن ممارسة الجدة للكى والحروق المتكررة دون علاج أصاب الفتاة بحروق من الدرجة الثالثة؛ وتبين أن الوضع التشريحى للشفرتين ومجرى البول غير محدد المعالم، وتم تركيب قسطرة بولية بواسطة أخصائى المسالك البولية، ونجم عن الحروق موت بعض الأوعية والشعيرات الدموية فى الساق اليسرى؛ الأمر الذى أدى إلى تورمها وتحلل النسيج، والدخول فى غرغرينة، وتم التأكد من ذلك برصد عدم وصول نبض للقدم باستخدام الأجهزة الطبية واضطر الفريق الطبى لإجراء عملية لبتر قدم الطفلة اليسرى المصابة، لتلفظ بعدها أنفاسها الأخيرة.
وبكلمات ممزوجة بالأسى والحزن، تحدثت عمة الطفلة عن بنت أخيها، قائلة: "منهم لله حرمونا منها، حرقوا قلبنا عليها ربنا يحرق قلبهم دنيا وأخرة".
وبحروف متلعثمة تحدثت "أماني" شقيقة "جنة" لأقاربها قبل نقلها للمستشفى، وسردت درباً من التعذيب التي تعرضت له شقيقتها على يد جدتهما، قائلة: "كنا بنعمل حمام على نفسنا، وعشان كده تيتة كانت بتكوينا بالنار لحد ما جنة ماتت، وأنا خايفة مش قادرة أنام من يوميها، مين هيلعب معايا بعد ما سابتني، أنا مش مسامحة تيتة، لأنها كانت بتربطنا بحبل في السرير عشان ما نقومش نشرب بالليل من التلاجة ونعمل حمام على نفسنا، فكنا نبات بالعطش".
الأب الذي تملك الحزن قلبه، تحدث عن المأساة التي تعرضت لها ابنتاه، قائلاً: "بعد انفصالي عن طليقتي وتركت لها ابنتي أهملت في تربيتهما، وتركت والدتها تعذبهما لأسباب واهية، تارة لتبولهما لاإرادياً وأخرى بسبب طبق أرز أكلته إحداهما، ولدى اصطحابي أماني لمنزلي اكتشفنا وجود آثار تعذيب عديدة على جسدها".
أقارب "جنة" أكدوا أن اللافت للانتباه أن الأم كانت على دراية بعمليات التعذيب التي تعرضت لها الطفلتان دون أن تحرك ساكناً، ولم تمنع والدتها من ذلك.
وبعد صدور قرار بحبس الجدة، وإحالتها لمحاكمة عاجلة، وثبوت عدم تعرض الفتاة الضحية للتعدي الجنسي من الخال، قال أسامة ياسين محامي أسرة الضحية، إن الجدة مارست كافة أنواع التعذيب على الطفلتين، واعترفت تفصيليا بجرائمها أمام جهات التحقيق.
وأضاف محامي الضحية، لـ"دوت مصر": الجدة وأبناؤها تعدوا بالضرب على والد "جنة" عندما فكر في زيارة بناته قبل ذلك، وتعاملوا معه بوحشية، وهو رجل كفيف طيب، محبوب لأهالي القرية بأكملها، إلا أنه لقى معاملة سيئة من أسرة طليقته، انتهت بمقتل أحد بناته.
وكان مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شربين بورود بلاغ لمركز شرطة شربين من مستشفى شربين العام يفيد بوصول الطفلة "جنة.م"، عمرها 5 سنوات، ومقيمة لدى أسرتها بقرية بساط كريم الدين بدائرة مركز شربين، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلى الأيسر، وتم تحويلها إلى مستشفى المنصورة الدولي.
وانتقل ضباط وحدة مباحث شربين لمكان الواقعة، وبسؤال جد الطفلة لوالدها اتهم جدة الطفلة لوالدتها وتدعى "صفاء.ع"، ربة منزل، ومقيمة بذات القرية، بالتعدي عليها بالضرب، وتسخين آلة حادة، وكى الطفلة لتبولها لا إراديا.
وتمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهمة، وبمواجهتها أنكرت ما نسب إليها، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 14167 لسنة 2019 جنح مركز شربين، وتم العرض على النيابة العامة، التى أمرت بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، ثم صدر لها قرار إخلاء سبيل من قبل القاضى الجزئى لمحكمة شربين بضمان محل إقامتها، وتم الاستئناف على قرار القاضى من قبل النيابة العامة وصدر قرار بتجديد حبس المتهمة 15 يوما على ذمة التحقيقات، وتم إحالتها لمحاكمة عاجلة.