"التاتو".. أداة لتحويل الندبات والحروق للوحات فنية (فيديو)
بأناملها الرقيقة تستطيع دينا الحارونى، تحويل الندبات المختلفة سواء طويلة أو قصيرة على الوجه أو على الذراع وكذلك الحروق إلى رسومات جميلة، من الزهور والفرشات أو الحيوانات المختلفة من أليفة أو شرسة، وذلك حسب اختيار الزبون.
وتعود قصة دينا الحارونى مع "التاتو"، إلى بداية مؤلمة لحد ما، حيث منذ سنوات لحادث أجبرها على التحرك بكرسى متحرك، وكان عمرها فى ذلك الوقت 15 عامًا، مما جعلها تشعر بالإحباط خاصة عندما أبلغها الأطباء بعدم قدرتها على السير مرة أخرى، لكنها لم تستسلم للحزن، فقدت قررت أن تنمى موهبتها فى الرسم، بالإنضمام للدراسة بكلية فنون جميلة، لكن طلبها قبل بالرفض من جهة الجامعة، فأتجهت لكلية التجارة.
وظلت تحلم دينا بتنمية موهبتها فى الفن، مما جعلها تفكر فى شىء أخرى وهو تعلم فن "التاتو"، من خلال مشاهدة الفيديوهات الخاصة على موقع "اليوتيوب"، والتعلم من المواقع المختلفة، لكنها فضلت أن تسلك طريق مختلف فى هذا المجال وهو تحويل الندبات والحروق إلى لوحات فنية مبدعة، فبدأت بالتعلم هذا من خلال مواقع الانترنت المختلفة.
قالت دينا، :"كانت ذراعى مليئة بالندبات، مما جعل أفكر فى رسم تاتو عليها ومن هنا، والتى أخفت الكثير من الندبات وجعلتها تبدو أجمل، ولذلك فكرت فى رسم التاتو للمصابين، ولكن عندما يأتى أحد من المرضى أستفسر فى بادىء الأمر، عن ضرورة الاستفسار من الطبيب عن مدى إمكانية رسم التاتو على الإصابة، حتى لا تسبب أضرار للبشرة".
وذكرت دينا، إن الحالة التى لا تستطيع نسيانها، كانت لسيدة تعانى من حروق من الدرجة الثالثة، والتى طلبت رسمة معينة لتغطية الحروق، التى كانت منتشرة بداية من رقبتها، وسيدة أخرى طلبت رسم تاتو بحجم كبير لتغطية ندبات على بطنها وأخرى استخدمت رسومات لإخفاء الندبات التى على وجهها، وأشارت إلى إنها لا تتعامل فقط مع المرضى بل مع الأشخاص العاديين أيضاً والذين تختلف طلباتهم للرسمة وأحياناً يتركون لها اختيار الرسمة المناسبة لهم .
وأشارت إلى إن بعض الزبائن يختارون رسم تاتو شبيه للتاتو المشاهير ولعل أشهرهم رسم تاتو الفنانة مى عز الدين وتاتو هنا الزاهد، وأحياناً يطلب البعض طلبات غريبة مثل الرسم بداخل الفم مثل طفلة طلبت منى رسم قطة كيتى داخل الفم.
وأضافت أكثر الرسومات التى يطلبها الرجال الأسود والشبل والذئب والصقر والجماجم، والمرأة الثعابين والأسود، ولكن بحجم صغير، وقد يختار الزبون الحيوانات الشرسة معبراً بأنها مناسبة لشخصيتهم وأحياناً تطلب الفتاة كثيراً رسم أسمها حبيبها على ذراعها بعكس الرجال الذين يطلبون أكثر رسم أسم الأم على ذراعه .