يعتبر "معسكر باجوش" من أهم الأنشطة الصيفية داخل جامعة الإسكندرية، ومن أفضل وأهم الأماكن التى يسعى إليها الطالب بجامعة الإسكندرية خلال فصل الصيف، نظرًا لتجمع أكثر من 500 فرد داخل معسكر واحد لا فرق بين عضو هيئة تدريس أو طالب أو موظف؛ الجميع يقف فى طابور الصباح ليحيى العلم، ثم كل فرد يقف فى الطابور ليحصل على وجبته، ولم يكتف الأمر بذلك بل ينظف مكانه، فهى حياة قريبة من الحياة العسكرية يتعلم الجميع أن يعتمد فيها على نفسه دون تفرقه بين أستاذ وطالب، كاميرا "دوت مصر" أجرت معايشة بالمعسكر لمدة 24 ساعة.

يبدأ اليوم داخل "معسكر باجوش" فى الساعة السابعة صباحًا على صافرة الاستيقاظ يخرج الجميع من الخيم لأداء تحية العلم ثم الذهاب إلى مكان استلام التغذية ووجبة الإفطار، ليجتمع الجميع فى المكان المخصص لتناول الطعام يحمل وجبته، وعقب الانتهاء منها يٌسلم ما تبقى من وجبته فى المكان المخصص له وينظف مكانه لكى يترك المجال لغيره يجلس فى مكان نظيف.

بعد ذلك تبدأ الأنشطة الرياضية داخل المعسكر؛ منها الاستمتاع بمياه البحر أو لعب الكرة الشاطئية أو ممارسة الرياضة، وذلك حتى الساعة الثالثة عصرًا ليجتمع الجميع مرة أخرى على وجبة الغذاء والتى تستمر حتى الساعة الخامسة، وكذلك العشاء الذى يبدأ مبكرا فى الساعة التاسعة ولمدة ساعة فقط، وعقب ذلك تبدأ حفلات السمر من فريقى الجامعة للجوالة لتنتهى فى الساعة الثانية عشر مساءً، ثم يذهب الجميع إلى خيمته يخلد للنوم وتنطفئ الأنوار بالمعسكر .

أما عن نزول البحر وهو مفتوح من الساعة السابعة صباحًا حتى الساعة السابعة مساءً ويحذر النزول فيه بعد ذلك، الجميع يخضع للضوابط التى وضعتها جامعة الإسكندرية داخل المعسكر، فهو معسكر ترفيهى به العديد من الأنشطة ولكن تحت ضوابط مشددة، فهو أول معسكر ترفيهى خاص بجامعة على مستوى الجمهورية يقع قبل بوابة محافظة مطروح مطل على أفضل مياه على البحر المتوسط .

ويقول محمود جمال الدين مدير عام رعاية الشباب بجامعة الإسكندرية، إن "معسكر باجوش" يضم ثلاث مجموعات، هم أعضاء هيئة التدريس بأسرهم والعاملين بأسرهم والطلبة والطالبات، وأن الخيم المخصصة للطلاب تكون وسط خيم إقامة أعضاء هيئة التدريس والاستعداد للمعسكر يبدأ من منتصف شهر يونيو كل عام ويستمر حتى نهاية أغسطس.

وأضاف أن من يقوم بناء المعسكر هم طلاب الجوالة بالإضافة إلى العاملين والفنيين، مشيرًا إلى أنه فى عام 2019 تم استقبال الأفواج من بداية شهر يوليو، وأن هذا العام المعسكر استقبل 14 فوجًا، ويتم هدم الخيام حتى يوم 22 سبتمبر.

أما عن تاريخ المعسكر، قال مدير رعاية الشباب بالإسكندرية، إن المعسكر بدأ عام 1968، وكان فى البداية 55 خيمة وصل الآن إلى 125 خيمة، قوة الفوج الواحد 550 طالبا وطالبة وأعضاء هيئة التدريس والعاملين وأسرهم، وطريقة الاختيار تكون عن طريق رعاية الشباب فى الكليات، وكل كلية لها نسبة متاحة، على أن يكون المشترك فى كل فوج 120 طالبا و80 طالبة والباقى أعضاء هيئة التدريس والعاملين وأسرهم، واختيار الطلاب ليس فقط للمشاركين فى الأنشطة لكن للطلاب العاديين، وأن بعض الطلاب يشاركون مجاناً وهم طلبة ذوى الاحتياجات الخاصة والمتفوقين.

بينما قال طاهر الزينى، مدير النشاط الرياضى بجامعة الإسكندرية، أن "معسكر باجوش" مخيم طلابى يبدأ عقب الانتهاء من الامتحانات الدراسية، ويتكون من أفواج كل فوج يقضى 5 ليالى، يتكون من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين، ولكل فوج قائد يتم اختياره من مجلس إدارة المعسكر برئاسة هشام جابر نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.

وأضاف، أن النشاط الرياضى يبدأ بألعاب رياضية للطلاب والطالبات، وهناك نشاط اجتماعى أيضاً، ويجرى اختيار الطلاب المشاركين من خلال رعاية الشباب بالكليات التى تجرى قرعة داخلية للاختيار المشاركين، وأن أهم نشاط هو مخيم شاطئى يضم الجميع، يتم تقسيم المعسكر إلى مجموعات كل مجموعة تكون مسئولة عن المعسكر يومًا منذ الاستيقاظ بطابور الرياضة وتحية العلم، وحفلة السمر وأنشطة فنية واجتماعية ورياضية.

وأوضح أن ما يميز مخيم باجوش هو أنه يجمع الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بجامعة الإسكندرية، وتنشأ حالة اجتماعية داخل الجامعة.

وقال الدكتور هشام جابر، نائب رئيس جامعة الإسكندرية، إن معسكر باجوش هو حالة فريدة غير موجودة بأى جامعة مصرية يجمع بين طلاب وأعضاء هيئة تدريس وموظفين بأسرهم طوال ثلاثة أشهر الصيف للاستمتاع بمياه البحر فى معسكر رياضى ترفيهى على مياه البحر المميزة .

وأضاف أن هناك كتيبة تشرف على المعسكر لإقامة برنامج ترفيهى وثقافى وفنى والإشراف على التغذية والمشرفين على المعسكر هم مسئولو رعاية الشباب بالجامعة، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس المشرفين على الأفواج بالتناوب طوال الثلاثة أشهر ليضمنوا سير الأمور كما يجب أن تكون.

وأوضح أن هناك رسالة هامة فى المعسكر، أن الجميع سواسية فى المعسكر لا يوجد حواجز، الجميع فى مكان واحد يخدم نفسه ويقف فى الطوابير، ويزيل الحواجز بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وزيادة الألفة بين الجميع من كافة الفئات.