على مدار الأيام الماضية، خرج المقاول محمد علي، يتغنى ويردد نغمات سابقيه من الهادفين لتحقيق مخطط «الفوضى»، ووفقا للمعطيات التي تحدث عنها «المقاول»، والتي تؤكد تورطه في العمل مع الجهة التي انتقدها قرابة الـ(15) عاما، وبالتحديد من (2002)، يمكن أن نقول إن المقاول «سكت دهرا ونطق كفرا».
كان أحد شباب رجال الأعمال، ويدعى هاني صابر، خرج عبر منصته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ليرد على المقاول، وفي بداية حديثه قال: «أهو معايا سجاير زيك، وهتكلم وبردو بحب أشخبط على الورق.. وسيبك من كل الكلام اللي اتقالك، بس أنا عايز اسألك سؤال واحد وترد عليا فيه.. ظروف الفلوس الزيادة اللي معاك؟.. ما تصرفها على الشعب يا مناضل».
«سكتوا دهرا ونطقوا كفرا».. كلمات اعتاد الجميع أن يرددها، وفي بعض الأحيان، لم تكن قد وضعت في موضعها الحقيقي، إلى أن جاء موضعها الحق خلال الأيام الماضية، التي برز فيها العديد من الشخصيات التي يمكن أن يقال عنها: «بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ».
«مقاول، وفاشل، ومسبباتي، ومسخناتي».. رباعي برز على الساحة خلال الأيام الماضية، ليعد للأذهان مخطط قديم، يبدو أن استحداثه أصبح الهدف الحالي، أنه «الفوضى الخلاقة»، النهج الذي سعى الإخوان ومن تحالفوا معهم على مدار سنوات إلى نشره، بهدف أن يصبحوا الملجأ الوحيد.
«الفوضى الخلاقة».. مصطلح ظهر قبل بضعة أعوام من ثورة يناير، وهو مصطلح سياسي، يقصد به أن تكون حالة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث، وبمعنى أوضح: «أن تقوم- بالأحداث ما بعد الفوضى- أشخاص معينة دون الكشف عن هويتهم»، ذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم، أو تكون حالة إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من أشخاص معروفة من أجل مساعدة الآخرين في الاعتماد على أنفسهم، فالفوضى الخلاقة هي فوضى تؤدي إلى نتيجة إيجابية.
وقد شهدت مصر خلال الأعوام الماضية، تجارب كثير للفوضى الخلاقة، والتي كانت وما تزال مدعوم، من الكتائب الإلكترونية للجماعة، والتي تغزو صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتتلاعب به كيفما شاءت ولعل أخر هي ظهور: «المقاول، سامي كمال الدين، سليم عزوز، وأسماء محفوظ، ومؤخرا وائل غنيم»، فكل منهم يعمل لتحقيق هدف منفصل، وغايته في النهاية واحدة، أو أن بعضهم قفز على أدوار بعض وهو ما دفع الرباعي لمهاجمة بعضهم البعض وحشد الصفوف ونشر السباب والتشويه لبعضهم البعض، رغم خدمته هدف واحد، ودعم جانب واحد لهم، لتنفيذ مخطط الشيطان، الدائم التكرار.
قبل بضعة ساعات من الآن خرج «وائل غنيم»، الذي اختفى في أعقاب ثورة يناير، عن صمته، ليهاجم المقاول، محاولا ارتداء ثوب البطل، إلا أن مقطع الفيديو كشف نواياه الخبيثة، ولم يكن الأمر ذو أهمية إلا أن مقطع الفيديو كان بمثابة قنبلة ألقيت في فناء باقي أضلاع مربع الشر.
فتى الثورة الهارب- وائل غنيم- الذي نسب إلى ذاته لقب البطل، خرج يتفاخر بحلاقة شعره، مدعيا أنه مساندة لمصر، مهاجما المقاول، بكلمات وألفاظ لا ترقى لأن تخرج عن شخصية بطولية- كما يدعي- وهو ما قابله المقاول، بالهجوم على وائل غنيم، ليصبح الأمر حربا بين الطرفين.
السخرية، والتكالب على السباب والقذف، كان شعار الفيديوهات التي خرجت من قبل وائل غنيم والمقاول، والتي تحولت إلى موقعة جذبت العديد من الشخوص المشكوك في أمرهم، لدعم صفوف الثنائي، فما بين المدافعين والمؤيدين، انقسم عدد كبير من الشخوص المشكوك في أمرهم.
الغريب في الأمر، هو تكالب الآخرين الضالعين لمربع الشر، إلى الحرب الهائجة، التي يقودها الإخوان، لنشر الفوضى الخلاقة، فقد، قام أسامة كمال الدين، بتداول مقطع الفيديو الذي قام المقاول، فيه بسب وائل غني، متحدث عن مشيد بقصف جبهته للأخير، وهو ما فضح التعاون المشترك بينهم، بل أنه أقرنه بهاشتاج "عصابة يناير ظهرت تانى"، كما لم يختفي المسبباتي كثير- سليم عزوز-، حيث اعتلى منصته على موقع التواصل الاجتماعي، قائلا: «سكت وائل غنيم دهراً ونطق سفها.. استدعاء لقيام بمهمة، من أول يوم ظهر فيه وأنا رأيي فيه لم يتغير.. شخص مشوه بدأ أخوان، وانقلب سلفياً من تلاميذ الحويني ومحمد حسين يعقوب، وكتب كتابه وجدي غنيم، ثم انطلق في اتجاهات أخرى ليصنعوا منه ممثلا للثورة فسقط أيضا.. إن حذاء محمد علي برقبتك».
من جانبه رد وائل غنيم، عبر منصته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عندما كان وائل غنيم من رموز الثورة المصرية تجاهلوا انتماءه الإسلامي، ألبسوه كما الثورة ثوبا ليبراليا فضفاضا، الآن بعدما أصبح مغضوب عليه، تذكروا أنه «سلفي أخواني»!.. شي مشابه حصل مع الساروت في سوريا».