قصة أمل .. فتاة تحترف الرسم والسباحة رغم إعاقتها(فيديو)
"أنها صاحبة إرادة وإصرار، اختارت أن تقضي حياتها مثل بقية البشر ، أصيبت وهي طفلة بالروماتويد الذي تسبب في عدم قدرتها علي الحركة، وإستخدمت كرسي متحرك، ولكن هذا لم يعيقها من الوصول إلى أحلامها وتحقيق النجاح، فتحدت الإعاقة فأصبح النجاح حليفها، لتثبت لنا جميعا أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد، بل إعاقة الفكر الروح، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح مهما كبلت جسمه القيود" وصاحبة هذة الإرادة القوية هي " أمل السيد البدوي" 36 سنة من مدينة ههيا محافظة الشرقية، حاصلة علي ليسانس أداب علم نفس، وبعمل إخصائية نفسية بمدرسة بمدينة ههيا، " اليوم السابع" ألتقي بها وسردت لنا قصتها.
قالت " أمل" إنها كانت طفلة طبيعة في الصغر، وكانت تحترف لعبة "الجمباز" من عمر 3 سنوات ،حيث كان والدها مدرب الفريق ودربها جيدا، وكانت بطلة الفريق وأثناء مشاركتها في تدريبات تصفية بطولة الجمهورية، سقطت علي الأرض وتبين إصابتها بالروماتويد ومن هنا عاشت رحلة كبيرة مع الألم والمرض والعلاج إنتهت بإستخدامها كرسي محترك وهي في سن 12 سنة.
وأضافات "أمل" أنها لم تستلم لإعاقاتها حيث ساعدتها أسرتها علي الدراسة والتفوق، حتي حصلت علي ليسانس أداب علم نفس عام 2004، وأول يوم لها في إستلام العمل في مدرسة للتعلم الأساسي بمدينة ههيا، للعمل فيها إخصائية نفسية، وكانت المدرسة مكونة من طابقين وإدارة المدرسة في الطابق الثاني، وصعدت والدتها للطابق الثاني للحديث مع مدير المدرسة، الذي طلب منها صعود نجلتها له في الطابق الثاني، فقالت له عندها ظروف خاصة ولن تتمكن من الصعود فقال لها " أنا هعمل بيها أيه ما تنفعنيش كدا ومعنديش مكان لها تحت غير الحمامات تشوف لها حمام تحت تجلس فيه" وبعد دقائق نزلت موجهة بالمدرسة وقالت لنا ياريت تشوفي مدرسة تانية لأن المدير رافض.
وتابعت : عندما عدنا للمنزل قصت لي والدتي ما قاله لها المدير فصمتت علي العمل في تلك المدرسة تحديدا وقولت ل ماما لو ما أشتغلتش في المدرسة دي مش هشتغل تاني في أي مكان ، وذهبت له في تاني يوم في الصباح فقال لي " أنتي جاية تاني ليه" قولت له شغلي وجوابي من الإدارة عند حضرتك، فقال لي مفيش فصول تحت هتقعدي فين فأجابته أنا إخصائية نفسية مش هدخل فصول هقعد في الحوش، فقالي في غرفة فاضية تحت قولت له هقعد فيها وكانت علي البلاط وأنا مش محتاجة منكم كرسي أنا معايا الكرسي بتاعي.
وبعد فترة خلقت حالة من الود وجدار الثقة بيني وبين الطلاب، وبين أولياء أمور الطلاب، وأصبحت صديقة للطلاب يرون لي كل شيئ، مما أذهل المدير وأصبح يشيد بي في كل مكان وأصبح صديقي بعد ذلك، لكن لم أنسي ما قاله لوالدتي أول يوم في إستلام العمل، حتي جاء يوم تكريم المدرسة له في حفل أثناء إحالته للمعاش "قولت له هو أنا لسة مكاني الحمامات ..قال أنتي أثبتي جدارة وأعتذر لي"
وسردت " أمل" قائلة موهبتي في الرسم جاءت من وقت الفراغ ال عندي حبت أستغله في شيئ مفيد بعد زواج أخواتي البنات والمنزل فضي علينا أنا وماما، بحب أتفرج علي الرسم، وبدأت أتعلم الرسم، ودخلت علي جروبات علي الأنترنت، وساعدني في ذلك
منة عصام وأحمد مجدي علموني كتير وبدأت أرسم ، وشاركت بلوحات في معرض تيبع أحد الأحزاب السياسية وتم بيعها وتكريمها ،ودخلت في مسابقات كتير وحصلت رسومات كتير لي علي جوائز، وحاليا بتعلم السباحة بعد ما تعرفت علي البطلة "هند حازم" صاحبة الإرادية القوية وهي أيضا مستخدمة كرسي متحرك.
وعن أحلامها قالت: نفسي كل الأطفال تتخلي عن التابلت لو ساعتين في اليوم وتمارس موهبة معينة مثل الرسم بدل ما في كثير منهم أصبح مدمن للتابلت والفيس وغير مبدع، وحاليا بقوم بتحفظ بعد الأطفال سور من القرأن الكريم وسعيد بحياتي جدا.