التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:34 ص , بتوقيت القاهرة

المايسترو إيمان جنيدى..قصة أول سيدة تقود فرقة موسيقية بالعالم العربي

 إيمان جنيدى
إيمان جنيدى

إيمان جنيدى بنت بنى سويف، أصبحت أول سيدة تقود فرقة موسيقية فى الصعيد وعلى مستوى مصر والعالم العربى .

 

"دوت مصر" التقت المايسترو إيمان جنيدى للحديث عن تجربتها ومشوارها حيث قالت: أنتمى لأسرة فنية تعشق الموسيقى فأخى عازف وملحن، وشقيقتاى حاصلتان على كلية تربية موسيقية، وبرغم أن والدى كان  يعمل  مهندسا، ولاعبا شهيرا  للكرة  بنادى بنى سويف فى عصره الذهبى ومشاركته فى الدورى الممتاز إلا أننى منذ طفولتى وقعت عيناى على «البيانو» الذى يحتفظ به فى صالة المنزل.

 

 أضافت: خلال المرحلة الابتدائية وبالفطرة بدأت أناملى تلامس أصابع البيانو،  من وقت لآخر، ولاحظ والدى ميولى للموسيقى فشجعنى على الاستمرار ما ساعد على نمو موهبتى وتطورها، وبدأت فى المرحلة الإعدادية عزف الأكروديون فى طابور الصباح وحصة الموسيقى، كما تطورت موهبتى وأتقنت العزف خلال المرحلة الثانوية، وبعدما حصلت على الثانوية العامة كان توزيعى وفقا للتنسيق على كلية الحقوق، وفضلت الالتحاق بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان لمواصلة دراسة الموسيقى ومقاماتها المتنوعة بشكل أكاديمى لمدة خمس سنوات .

 

واستطرت إيمان جنيدى: أثناء دراستى بالكلية شاركت ومجموعة من زملائى «كورال» مع مشاهير المطربين فى إحيائهم لحفلات بالإذاعة والتليفزيون، كما تقدمت بأوراق التحاقى بالدراسات العليا، ولكننى تلقيت إتصالا من شقيقتى التى تعمل  معلمة موسيقى  بإحدى المدارس بالكويت، بتوفير تعاقد معلمة موسيقى، بنفس مدرستها، وسافرت لأقضى هناك أربعة سنوات، عدت بعدها لاستلم العمل بالمدرسة الثانوية للبنات الشهيد محمد قصلة حاليا، بمدينة بنى سويف العاصمة عام 1989، وبدأت فى اكتشاف الطالبات الموهوبات فى العزف والغناء وتنمية قدراتهم الإبداعية، كما ساهمت فى تطوير مركز الفنون التابع للشباب والرياضة الذى يضم الطلائع والشباب من 18 حتى 35 عاما، وكثير منهم عقب التحاقهم بالجامعة أصبحوا عازفين ومطربين مميزين يشاركون فى الاحتفالات والمسابقات بين الجامعات ويحصدوا المراكز المتقدمة . وتابعت: سافرت مرة أخرى لمدة خمس سنوات إلى سلطنة عمان للعمل معلمة موسيقى بإحدى المدارس، إلى جانب عملى فى مركز الفنون هناك بعد انتهاء فترة عملى بالمدرسة، وساهمت هذه التجربة فى ظهور  شخصية القيادة «المايسترو»، والبدء فى إعدادها وتنمية مقوماتها إذ يعد المايسترو أو القائد صاحب موهبة، ويكوّن له عالما خارجيا  خاصا، ولا يفرض شيئا على من معه، ويخرج الإبداع الفكرى والفن والخيال والإحساس من مجموعة العمل، وعقب عودتى عام 2005 توليت مسؤولية قيادة فرقة جامعة بنى سويف للموسيقى، وشاركنا فى احتفالات وحصلنا على جوائز ومراكز متقدمة.

 

واستكملت تلقيت عرضا لقيادة فرقة الموسيقى العربية بفرع الثقافة وترددت، نظرا لصغر سنى وقتها مقارنة بأعمار معظم أعضاء الفرقة، ثم وافقت واعتبرت التجربة نوعا من التحدى وفى أول تعارف ولقاء بالأعضاء، وضعت عددا من  الأسس والقواعد ليلتزم بها الجميع أثناء العمل، وبذلك جمعت بين قيادتى لفرقتى الجامعة والثقافة، وقدت فرقة قصر ثقافة بنى سويف للمرة الأولى فى مهرجان 2009،  للموسيقى العربية بمحافظة الفيوم، وحصلت على جائزة المركز الأول وأفضل مايسترو، كما حصد العازفون والمطربون سبع جوائز وضمت لجنة التحكيم قامات من الملحنين والفنانين الكبار، وهم الملحن  حلمى بكر والملحن والكاتب  محمد قابيل، والمايسترو  عبدالحميد عبدالغفار والمطرب أحمد إبراهيم رئيس الشؤون الفنية بهيئة قصور الثقافة وقتها.

 

واستكملت وفى صباح اليوم التالى للمهرجان فوجئت باتصال هاتفى من الكاتب والملحن محمد قابيل -الذى اعتبره علامة مضيئة فى حياتى، يخبرنى بأنه يتحدث عنى فى الإذاعة، كأول سيدة «مايسترو» تتولى قيادة فرقة موسيقى عربية فى الصعيد  ومصر والوطن العربى فاستمعت إلى ما قاله عنى، ثم اتصلت به وقدمت له الشكر، كما كتب قابيل مقالات بمجلة الكواكب وعدة صحف، ثمن خلالها تجربتى وأطلق علىّ  لقب الفراشة التى تتحرك على المسرح بفكر متميز، وسط تجانس وتناغم مع أعضاء الفرقة، وفى مهرجان 2010 للموسيقى العربية بالفيوم فوجئت بالدكتورة رتيبة الحفنى رئيسا للجنة تحكيم تضم حلمى بكر وأحمد مجاهد وأحمد ابراهيم وشعرت بشىء من الخوف والقلق عندما شاهدت هذه  اللجنة، ثم استعدت توازنى وثقتى بنفسى، وقدمت الفرقة فقرات متنوعة نالت إعجاب اللحنة وصفق لنا الجمهور كثيرا، ومنحت شهادة تقدير وثانى أفضل مايسترو، وحصلت  الفرقة على المركز الثانى وحصد أعضاؤها 7 جوائز، وفى نفس العام كرمت وحصلت على شهادة تقدير  «أول سيدة مايسترو»  فى مهرجان تكريم المرأة المصرية، بدار  الأوبرا برفقة الإعلامية الدكتورة درية شرف الدين والفنانة الكبيرة رجاء الجداوى، كما نلت شرف وضع اسمى فى موسوعة أعدتها دار الأوبرا المصرية .

 

وتواصل إيمان جنيدى حديثها قائلة: قدمت وفرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة بنى سويف عددا من العروض الموسيقية التى وصلت إلى 20 عرضا شهريا فى مراكز المحافظة ومعظم محافظات مصر، وذلك نظرا لإقبال الجمهور على مشاهدة أول سيدة تقود فرقة موسيقية، وذاع صيتى فى الوسط الفنى.