مصيف مطروح يتسع للجميع.. شواطىء مجانية لاستقبال المصيفين
تغنت ليلى مراد بمطروح وجمالها ولأهلها، قبل منتصف القرن الماضي"ياساكني مطروح جنيَّة في بحركم .. الناس تجي وترُوح وأنا عاشقة حيكم" في فليمها الشهير "شاطئ الغرام" فما كان من أهل مطروح، إلا أن ردوا على أغنيتها بإطلاق أسم الفلم على الشاطئ الذي تغنت فيه "شاطئ الغرام " وعلى الصخرة التي كانت تجلس فوقها " صخرة ليلى مراد "
ليست ليلى مراد وحدها، من تأثر واُسر ببحر وطبيعة وبكارة مطروح، ونقاء جوها وتفردها بطبيعة ساحرة، فقبلها كانت مطروح مصيف ملوك وأمراء أسرة محمد علي، وصفوة المجتمع المصري على مر العصور، قبل أن تُمهد الطرق وتتوفر الخدمات، واستمرت مطروح مصيفا مفضلا، لرؤساء مصر ووزرائها وأمراء الخليج حتى الآن، وتشهد محافظة مطروح حالة من الرواج السياحى، خلال موسم الصيف، وتتزايد الأفواج السياحية والمصطافين من الأسر المصرية والأجنبية، كل عام أكثر من سابقه، حيث تأسر مطروح زائريها، ببحرها المميز ونقاء جوها وتفردها بطبيعتها الساحرة.
ومع الوقت مهدت الطرق وتزايدت الخدمات ووسائل المواصلات، حتى بدأ تزايد المتوافدين على مطروح من بضعة مئات إلى بضعة آلاف، وصلت إلى مئات الآلاف قبل ربع قرن، واستمر هذا التزايد حتى وصل عدد المتوافدين على محافظة مطروح التى تمتد شواطئها من الإسكندرية شرقًا وحتى السلوم غربًا بطول حوالى 450 كيلو مترًا، من كل الفئات الاجتماعية، لقضاء الصيف، وأصبحت محافظة مطروح فى السنوات الأخيرة تستقبل أكثر من 6 ملايين مصطاف، بعد انضمام شرائح جديدة من المصيفين التابعين للنقابات والجمعيات والأندية والجامعات والكنائس، إضافة لتنظيم رحلات اليوم الواحد من المحافظات المختلفة.
وتصنف محافظة مطروح على أنها واحدة من أجمل مناطق البحر المتوسط، حيث تمتاز شواطئها بصفات فريدة، لصفاء المياه ونعومة رمالها البيضاء، وتدرج ألوان مياه البحر ما بين الصافى الرقراق والتركواز والأزرق الفاتح والأزرق الغامق، مع كثرة الخلجان، مما يجعل الأمواج هادئة وعمق الشواطئ متدرج بشكل آمن للصغار والكبار.
ويعد شاطئ روميل، من أشهر الشواطئ الواقعة على خليج مرسى مطروح، وتأتي شهرته وكثرة إقبال المصطافين على ارتياده لإطلالته الجميلة على مدينة مرسى مطروح، لوقوعه على شبه جزيرة مواجهة للمدينة، بالإضافة أن الشاطئ يناسب الأطفال من صغار ومتوسطي السن، لأن مياهه ليست عميقة، كما يناسب الكبار ممن لا يجيدون السباحة، مع ميزة قربه للمدينة.
ويضطر من يزور مطروح، للتعلق بها والتعود على تكرار زيارته فى كل صيف، كما يحرص البعض على دعوة الأقرباء والأصدقاء والأحبة، للاستمتاع بها لهذا يزداد عدد المصطافين كل عام بشكل مطرد.
وانضم لعشاق مطروح عدد من السياح الأوربيين وخاصة من إيطاليا وألمانيا وسويسرا وبعض الدول الأخرى، بعد تزايد نشاط واهتمام شركات السياحة المصرية والأوروبية بالمنطقة، وإنشاء مجموعة من الفنادق الفاخرة ذات المستوى العالمى، بجانب المنتجعات والقرى السياحية المنتشرة على طول الشريط الساحلى.
ويتوافد المصطافون من كل أنحاء مصر ومن خارجها مستقلين سياراتهم الخاصة أو الأجرة والأتوبيسات العامة أو القطار المكيف، الذى يعمل خلال الصيف من وإلى القاهرة أو على متن الطائرات من مطار القاهرة إلى مطار مطروح، أو من أوروبا على متن طائرات الشارتر إلى مطارى مرسى مطروح والعلمين.
وتفتح شواطئ مطروح مجاناً أمام الجميع، فلا توجد شواطئ خاصة، إلا قليلاً، مثل التي تقع داخل القرى السياحية بالساحل الشمالى، أما شواطئ مدينة مرسى مطروح، فهى شواطئ عامة ما عدا عدد قليل جداً خاص بالفنادق التى تقع عليه.
وتنتشر الشواطئ شرقاً وغرباً مثل شاطئ مطروح العام "مبارك سابقا" القريب من وسط المدينة، يقابله من الناحية الأخرى شاطئ روميل الشهير، والذى يمثل شبه جزيرة صغيرة، والفيروز، وشاطئ العوام والليدو بالناحية الغربية من كورنيش المدينة، يقابلهما شاطئ الغرام وكليوباترا ويقعان على شبه جزيرة، كما تقع شرق المدينة شواطئ مينا حشيش والرميلة وغيرها، كما يقع غرب المدينة عدد من الشواطئ المميزة وذات الخصوصية، منها شاطئ الأبيض والأصيل وشاطئ منطقة عجيبة ذات المناظر الطبيعية الخلابة وغيرها.
كما أن شاطئ وهضبة "عجيبة" يمتازان بجمال وسحر خلاب، بالإضافة للمزارات السياحية والأثرية المتنوعة.
وتنعكس حالة الرواج على جميع الأنشطة التجارية والسياحية والخدمية بالمحافظة، حيث تزدحم الشواطئ نهارًا والشوارع والأسواق والمعارض والمقاهى والكافيتريات والسينمات ليلاً، حتى تحولت مرسى مطروح إلى مدينة لا تنام وكذلك المناطق الشرقية من المحافظة بالساحل الشمالى. الشواطئ مع كثرتها تكتظ بالمصطافين، سواء الواقعة داخل المدينة أو على طرفيها الشرقى والغربى، المجانية منها أو ذات الرسوم المنخفضة التى تنفق على خدمات الشواطئ، حيث تحرص المحافظة على عدم تعريض المصطافين للاستغلال، فتقوم بتحديد أسعار مناسبة إيجار الشمسية والكراسى بجميع الشواطئ، ويتم الإبقاء على فتح الشواطئ أمام المواطنين بالمجان ما عدا شاطئ الغرام ورومل، حيث يتم تحصيل رسم دخول رمزى من كل فرد مقابل الخدمات، وهذا بخلاف إيجار الشماسى والكراسى.
وطورت المحافظة فى السنوات الأخيرة الخدمات والطرق، كما تمت إقامة عدد كبير من المشروعات الترفيهية والمتنزهات، بالإضافة إلى وجود أكثر من سيرك وعدد من الألعاب والملاهى، وأماكن لركوب الدراجات تغلق لها شوارع خاصة لتوفير الحماية والأمان لمحبى ركوب الدراجات وخاصة الأطفال، إضافة إلى الطفطف ذى العربات المتعددة الذى يحرص المصطافون على استخدامه فى تنقلهم على الكورنيش لما يمثله من متعة، لدرجة أن هناك من يترك سيارته الخاصة ويستقله.