دهب بنت مصر الجدعة.. هتضحكك وتبكيك
فى حارة ضيقة وقفت فى نهايته "دهب" بملامح منهمكة تطغى عليها الابتسامة البريئة أمام عربة كبدة صغيرة بالكاد تسع تحركاتها الحذرة وسط ما رصته حولها من أوانى وأطباق فى مربعها الزجاجى، الذى استقرت فوقه لافتة حملت اسم "أم دهب" للمأكولات المنزلية السريعة.
هو عنوان مشروع "دهب" صاحبة سيارة "الأكل البيتى" فى الممر الملاصق لمسرح قصر النيل بوسط البلد، لا يعرف الممر فتاة أخرى سواها ولا تعرف سوى الممر مكان آخر لقضاء يومها، يعتبرها سكان الممر من أصحاب القهوة أو الأكشاك المتلاصقة جزء من حياتهم اليومية بخفة دمها الطاغية والابتسامة التى نادراً ما تفارق وجهها الصغير، وزبائن محلها الصغير من المصريين والأجانب والسياح من كل شكل ولون.
"منال مصطفى" أو "دهب" كما يعرفها الجميع، هى الفتاة التى لقبها أهالى الممر وسكان المنطقة بـ"البنت الجدعة"، التى قررت قبل سنوات وضع "شهادتها الجامعية" جانباً، والتخلى عن رحلات البحث اليومية عن عمل "مش جايب همه" .
اكتشفت بمجرد تخرجها فى كلية التجارة الخارجية، شخصيتها القوية وخفة دمها الممزوجة بالصرامة عندما يتطلب الأمر، كل ذلك شجعتها على الوقوف داخل عربة زجاجية ينبعث منها دخان ما تعده من قائمتها الخاصة التى وضعت تفاصيلها على خلفية العربة التى حولتها "دهب" إلى مشروع ناجح لـ"بنت بميت راجل".
"ده مش لعبة ولا مبادرة ولا فكرة.. ده مكان أكل عيش".. وديه الفكرة اللى خرجت بيها دهب بعد تخرجها من الجامعة وقررت ألا تجلس فى المنزل وتذهب لترى لقمة عيشها بمساعدة والدتها التى أيدت الفكرة ورحبت بها .. دهب متعلمة وتعرف ازاى تجذب ذبونها بالوردة فهى تستقبل ذبائنها بالورود واالابتسامة .
دهب اكملت تعليمها وهى تعمل .. فأخذت العديد من الكورسات ودورات التدريب .. ولم تكتفى بذلك بل احترفت الشعر والكتابه وأيضا السواقة .. انسانيتها طاغية فى كل مكان تدب فيه قدميها فالحيوانات تعرفها مثلما تعرف نفسها فهى الاكثر حنان عليهم والأكثر عطفا ولها قصص مؤثرة معهم .