"أردوغان" الأغا الكاذب .. فيلم وثائقى يكشف رحلة الديكتاتور التركى
قد يقول أحدهم، إنه زعيم أو رئيس يسعى لتحقيق أهداف التنمية فى بلاده وحماية أركان حكمه، وقد يقول أخر إن التاريخ هو من سيحكم عليه وعلى غيره، لكن لغة الحقائق والوقائع والأدلة، لا تنتظر – فى أحيان كثيرة- أن يصدر التاريخ حكمه، أو أن تتباين الأقوال والتأويلات، فقد يظل الخلاف حول الكثير من الحكام والشخصيات السياسية مرهون بعدة عوامل، بينها كثرة الأتباع، أو القدرة على التأثير والإقناع، لكن عددا قليلا من تلك الشخصيات كان حكم التاريخ عليها أكثر وضوحا وحسما، ولا ينتظر رحيلهم أو تفسيرات أتباعهم، ذلك لأن تلك الشخصيات أصلا لا يخجلها ماتفعل، بل وتجاهر به، ولم تعد تبذل جهدا فى إنقاذ سمعتها.
على رأس من ينطبق عليهم ذلك، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تلك الشخصية التى سعت طوال سنوات أن ترسم لنفسها صورا وانطباعات مختلفة داخل نفوس الشعب التركى، والشعوب العربية، حتى جاءت لحظة اختارها هو، وقرر ألا يجتهد فى ذلك ثانية، وأعلن عن وجهه الحقيقى، ليتضح وينكشف للجميع أن رحلته فى عالم الحكم والسياسة منذ نشأته، لم تكن سوى عدة فصول فى مسرحية، لعب بها أدوار مختلفة رسمها لنفسه، حتى يصل للمشهد الأخير الذى نصب فيه نفسه ديكتاتورا ولا يعنيه أن يراه الأخرون هكذا.
فى الفيلم الوثائقى الجديد لـ"اليوم السابع"، "أردوغان- الأغا الكاذب ذو الألف وجه"، تنكشف بالأدلة فصول تلك المسرحية، وتتكامل خيوط الأدوار وتظهر من خلف الكواليس، الأهداف والنوايا الحقيقة التى عاش بها ومن أجلها أردوغان منذ نشأته كلاعب كرة قدم لا يعرف فى الحياة سوى فنون المراوغة التى كانت السمة الغالبة على باقى مشوار حياته فى عالم السياسة.
الدين والعلمانية، القدس والصهاينة، الحلفاء والخيانة، الديمقراطية والهوس بالحكم، كلها كانت أقنعة وأكسسوارات استخدمها أردوغان فى مشواره إلى كرسى الحكم، قبل أن يعلن فى الفصل الأخير "بعد الانقلاب المزعوم فى 2016"، أنه وصل لفصل الحقيقة، وأنه لم يعد يحتاج الأن إلى مزيد من الأقنعة، وأن وجهه الديكتاتورى يلعب الأن دور البطولة.
يرصد الفيلم كيف خان أدروغان كل حلفائه على مدار تاريخه السياسى، وكيف تاجر بقضية القدس وفلسطين، وماهى فضائح علاقته بالكيان الصهيونى منذ سنوات طويلة قبل صعوده السياسى؟، وكيف كانت أمريكا وإسرائيل كلمة السر فى تثبيت خطواته السياسية منذ إن كان نائبا فى البرلمان، ويكشف الفيلم أيضا كيف أن تطبيق القانون فى تركيا كان كفيلا بأن يوقف مسيرة أردوغان منذ 20 عاما، لولا أنه تلاعب على كل الأطراف ليعود إلى الحياة السياسية مرة أخرى.
كما يكشف الفيلم الوثائقى دوره فى تخريب الدول العربية وتمويل الجماعات الإرهابية بها، وكيف مزق ودمر المجتمع التركى وتاجر بالدين وبالإسلام فى حين أن الشعب التركى يرى أنهم أصبحوا يعيشون فى مجتمع "ملعون" بفعل ما يمارسه رئيسهم "أردوغان"، والذ وصفوه دائما بـ"الكاذب ذو الألف وجه".