حكاية شيبة تؤكد نصيحة محمد صلاح "انت أقوى من المخدرات"
ببرشامة صغيرة وسيجارة بنى خسر دراسته ووظيفته وأهله، فلم تكن الخسائر هنا مادية أو جسدية فقط ولكنها كانت خسائر نفسية أثرت على حياته وحياة من حوله، وبعد مرور 19 عاما من إدمان جميع أنواع المخدرات، استيقظ "شيبة" من غيبوبته ليجد نفسه وحيدا دون عمل أو أهل أو حياة، ومن هنا استجمع كل قوته وأكد كلام محمد صلاح"انت أقوى من المخدرات"، واستقبل شهر رمضان وهو متعافى تماما، وتحولت حياته من مريض إدمان لمتعافى لمرشد علاجى للمدمنين.
" الضرب والمخدرات عمرها ما هتخلص لكن احنا اللى هنخلص" ، هى العبارة التى يؤمن بها أحمد شيبة الذى يبلغ من العمر 38 عاما، وذلك بعد رحلته الطويلة فى الإدمان، ويروى شيبة قصته لـ اليوم السابع قائلا: "كانت أسرتى ميسورة الحال، وأدرس فى المدارس الخاصة وحياتنا تسير بشكل طبيعى، ولكن منذ التحاقى بالمدرسة الثانوية بدأت رحلتى مع الإدمان بشرب السجائر والبانجو، فضلا عن ذلك كان سلوكى سيئا واستمتع بالكذب والعدوانية مع أهلى واصدقائى ، وبعد رحلة البانجو بدأت فى المغيبات مثل أدوية السعال والترامادول".
يضيف:" تطور الأمر وتحولت من مدمن لتاجر فى البانجو والمخدرات، وبسبب سلوكى العدوانى خسرت اصابع يدى فى مشاجرة مع الجيران ، بعد ذلك تعرضت للحبس أكثر من مرة وهنا خسر أهلى كل ما يملكونه من أجل مساعدتى للخروج من الحالة التى كنت بها، خرجت من السجن ضائع لا حياة ولا أسرة ولا كيان، وبالصدفة ذهبت مع أحد أصدقائى وشقيقته لمستشفى المطار لعلاج الإدمان فعرضت عليه شقيقته أن اكشف معه وأساعد نفسى للتخلص من الادمان ، لن أتردد ولكنى كنت مؤمن أن لا يوجد تبطيل والمخدرات ستعيش معى طول العمر".
يكمل:"مرت السنين والأيام واستيقظت على حقيقة مرة لم تكن فى الحسبان، ابى وامى مرة واحدة تملك منهم المرض وأصبحوا قعيدين، وخسر ابى كل ما يملك بسببى وأصبحت شاب 37 عاما ولكن لا املك اى شئ فى الحياة، لا زوجة ولا وظيفة ولا بيت، وقررت منذ هذه اللحظة أن أخوض تجربة التبطيل مرة أخرى، وذهبت لصندوق مكافحة المخدرات لبدء العلاج، قضيت فيهم 3 شهور فى علاج نفسى وجسدى وكورس كامل للتخلص من الإدمان، والحمد لله انتصرت على لعنة المخدرات، وبعد رحلة التعافى وفر لى الصندوق وظيفة فى نفس المكان وتحولت حياتى الآن من مدمن لموظف يستقبل المدمنين ويساعدهم ويحفزهم على العلاج" .
وعن استقبال أول رمضان له بعد التعافى قال شيبة:"رمضان السنة دى مختلف لأنى حاسس بأجواء البهجة والصيام والصلاة، وخصوصا لأن مفيش عند المدمنين صيام ولا بركة فى الأيام، انا دلوقتى شخص مقبول فى المجتمع ، شكلى منظم واسلوبى مهذب، عندى رأى مسموع ودور بقوم به ، وان شاء الله هعوض اهلى عن كل الخسائر التى حصلت بسببى، انا دلوقتى بقيت أشوف الألوان بألوانها مش باهته ولا سودا".