"فوزية وياسمين" من محو الأمية إلى بكالوريوس الخدمة الاجتماعية بسوهاج
قصة كفاح جميلة من قصص كفاح الفتيات اللاتى محون أميتهن بمحافظة سوهاج بطلتها هذه المرة الشقيقتين فوزية عبد الله وشقيقتها الصغرى باسمين من قرية الهيشة بمركز طما، بعد أن أثبتا أنه بالإصرار والعزيمة سوف يتحقق كل شىء وخرجا من مرحلة الظلام إلى النور بعد أن محت الشقيقتين أميتهما وحصلا على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية فيما أكملت فوزية حصولها على الدبلومة التربوية.
الشقيقتان فوزية وياسمين ضربا مثلا رائعا فى التحدى وعبور الصعاب فقد عانتا الفتاتين أشد المعاناة نظرا لظروفهما المادية الصعبة والتى جعلتهما يجلسان فى المنزل فى بادئ الأمر، بالإضافة إلى عدم تعليم الفتيات فى القرى والنجوع وقتها ولكنهما لم يستسلما للأمر الواقع بل أرادا أن يخرجا من ظلام الجهل إلى النور رغم الظروف القهرية والتى دفعتهما إلى السير على الأقدام من المنزل إلى المدرسة.
وكان للأم دورا بارزا في تشجيع بناتها على التعليم فلم تجد سوى العمل فى المشغولات اليدوية للإنفاق عليهما فى ظل الظروف القهرية وتوجها إلى فصول محو الأمية، بتشجيع من محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية بسوهاج وكانت هذه بداية طريق النجاح لهما وانتهت بحصولهما على المؤهل العالى .
التقى "دوت مصر" بالفتاتين الشقيقتين فوزية وياسمين ليروبان قصة نجاحهما بعد أن نحتا فى الصخر وقالت فى البداية الشقيقة الكبرى فوزية 28 سنة أن والدها متوفى منذ سنوات ولديها 7 أشقاء وكعادة أهل القرى عدم تعليم الفتيات وعندما أتمت 12 عاما قررت الالتحاق بفصول محو الأمية لحبها الشديد للعلم وكانت والدتها تشجعها على ذلك رغم صعوبة الإنفاق ثم التحقت بعدها بالمرحلة الإعدادية بمدرسة الهيشة الاعدادية وكانت صعبة فى حياتها وعانت فيها كثيرا حيث كانت تسير على الإقدام من منزلها إلى المدرسة ولم يكن معها مصاريف وكانت والدتها تعمل فى المشغولات اليدوية للإنفاق عليها ولم تحصل على دروس خصوصية بسبب تلك الظروف.
وانتهت من المرحلة الإعدادية والتحقت بالثانوى العام وسط فرحة الأهل وتوجهت إلى مدرسة المدمر المطورة الجديدة الثانوية وكانت الأسرة وقتها تقترض المال للإنفاق علينا إلى أن حصلت على 65 % فى الثانوية العامة بعدما عانيت كثيرا والتحقت بالمعهد العالى للخدمة الاجتماعية بالكوثر وحصلت عليه عام 2011 ثم حصلت على الدبلومة التربوية عام 2014 .
وتكمل فوزية حديثها قائلة أنها فخورة بنفسها بعدما عانت أشد المعاناة أثناء فترة دراستها ولكنها شعرت بخروجها من الظلام إلى النور موجهة نصيحتها للفتيات الغير متعلمات بان يقدمن على الدراسة فلا يوجد مستحيل حتى لو كانت ظروفها المادية تحت الصفر لا بد أن تحاول لتحقيق هدفها والنجاح .
فيما قالت الشقيقة الصغرى ياسمين: إنها لم تيأس فى البداية من عدم تعليمها وذهابها للمدرسة مثل باقى الفتيات وخاصة وان والدتها كانت تشعل فيها الحماس والرغبة القوية فى التعليم والتحقت بفصول محو الأمية وحصلت عليها