التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:12 م , بتوقيت القاهرة

ليه أسموها زنقة الستات.. وإيه حكاية البرق والملاية اللف؟

غالبية الجيل الجديد لا يعلمون شيء عن البرقع، وربما لم يروه على وجه أحد من النساء حاليا، ولكى نكون أكثر وضوحا ربما نجده على وجه النساء فى المسلسلات القديمة، والجدير بالذكر هو أن البرقع خرج من الإسكندرية وبالأخص منطقة زنقة الستات التى برع صانعيها فى صناعته وتردد على هذا السوق السيدات لاقتنائه وتفصيله فالأنواع الكثيرة والألوان أيضا ومنها خرج أيضا الملاية اللف فى عهد محمد على باشا.

وحينما نتحدث عن البرقع فلا نستطيع أن ننسى هدى شعراوى أول سيدة تخلع البرقع عندما استقبلت الزعيم الراحل سعد زغلول ولكن مذكراتها تقول أنها لم تدع إلى خلع البرقع أو النقاب ولكن كان هناك تظاهرة فى ميدان التحرير خرج بها الكاتب شريف الشوباشى ودعى فيها لتحرر المرأة.

 

محمد زيتون صنايعى "برقع وملايا لف" فى زنقة الستات، ورث المهنة عن جده الحاج زيتون أقدم صانع برقع فى الإسكندرية والذى قام بتصنيع برقع الناشطة هدى شعراوى، ويقول الحفيد، إن المهنة أساسها البرقع الذى كان يوقع على الوجه وكذلك الملاية اللف فقد كنا مشهورين بصناعتهما، فالبرقع والملاية اللف والمنديل بقويا جميعهم طراز اسكندرانى، البرقع فيه منه المطرز والسادة والتطريز يختلف ان كان فضى وذهبى أو ألوان.

 

وتابع أن السيدات كانت تتفنن فيه على حسب امكانياتها أو الفئة العمرية ومستواها الاجتماعى، وكان الذى يرتديه هم أولاد البلد ولكن الطبقة الارستقراطية كانت لا ترتدى هذا النوع أو ما يعرف بحاشية الملك، البرقع من أوله لآخره شغل يدوى حرير كروشيه والتطريز خيط وأبره، أما الملايا اللف فهى عبارة عن قماشة كبيرة طولها 2.5 متر فى متر فى منها مطرز على الحروف وهناك أيضا السادة.

 

واستكمل أن البرقع بدأ فى الانقراض من الاربعينيات وتحول فيما بعد الى النقاب، عندما ارتدت صفية زغلول وهدى شعراوى النقاب فى ثورة 1919م، والبرقع يختلف عن النقاب لأنه شفاف ويبين ملامح الوجه بعكس النقاب تمام وجدى له صورة مع هدى شعرواى وهو يقوم بتلبيس هدى شعرواى النقاب فى المحل، الاسكندرية كانت بيت البرقع ومن ثم النقاب.

 

وتابع ، أن البرقع يتراوح سعره بين 25 الى 30 جنيها اما الملاية اللف من 50 حتى 100 جنيه أما الملايا اللف الأصلية اليوم سعرها كبير للغاية وتصل فى بعض الاحيان إلى 700 جنيه لأن القماش تصنيعه يدوى ولا يوجد من يقوم بتصنيعها اليوم، ولا يوجد أحد يستخدمها اليوم إلا فى العروض المسرحية وحفلات المدارس والأفلام والمسلسلات فهى انقرضت من الاربعينيات بسبب الانفتاح ودخول المستورد.

 

وأوضح، أن زنقة الستات كلمة محرفة وغير حقيقية والقصة الواقعية هى أنه كان هناك محل خلفنا يتبع خواجة يهودى يدعى "ستيت" مغربى الجنسية والسيدات كانت تأتى له لتفصيل ملابسهن فقد كان ترزى، ولما كان السيدات يسألونه لما نحب نيجى عندك نسأل على إيه؟ فرد عليهم اسألوا على زنقة ستيت، ومعنى كلمة زنقة هى محل ستيت وحرفت فيما بعد إلى "زنقة الستات".