خالد صلاح: ابن تيمية أباح شرب الخمر للتتار.. وفتاواه كانت مناسبة لعصره
حذر الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، من التشدد وانتزاع الفتاوى من سياقها ونسبها إلى علماء كبار مثل الإمام أحمد بن تيمية، مشيرا إلى أن المتطرفين والدواعش طبقوا فتاوى كان لها ظروف وآلية معينة وعمدوا إلى تطبيقها بشكل غير صحيح.
وقال خالد صلاح، فى خامس حلقات برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم "ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM":"كل المتطرفين والدواعش وملوك الأكل ومن على شاكلتهم بيستندوا لفتاوى أحمد بن تيمية، كل ما انقولهم جايبين الفتوى دى منين؟ يقولك أحمد بن تيمية، انتوا بتقتلوا الناس ليه؟، يقولك أحمد بن تيمية، انتوا بتعملوا التشدد ليه؟، يقولك أحمد بن تيمية، خلوا صورة الراجل فى الزمن المعاصر صورة مشوهة ومشوشة لدرجة تخلى أى واحد بيكره الدواعش وبيعادى التطرف من وسطاء المسلمين المعتدلين بيحس إحساس سلبى، أول ما بيسمع كلمة بن تيمية.
وأضاف خالد صلاح: "أنا عارف أن بيتقال كلام كتير فى بن تيمية من زمان ولحد دلوقتى، اتقال فيه كلام إنه صاحب فكر شاذ وصاحب فكر منحرف، لكن أنا عاوز أفاجأك بحاجة.. إنت عارف بن تيمية قال الفتاوى دى إمتى وإزاى؟، يا أستاذنا إنت وهو بن تيمية كان فى زمن المغول يعنى المغول كانوا يجتاحوا العالم الإسلامى عن بكرة أبيه يجتاحوه بلا رحمة وبلا قلب بيحرقوا الأرض ويسبوا الناس ويقتلوا المسلمين لدرجة متخليش ولا أى عالم إسلامى يعمل أى حاجة غير إنه يحرض المسلمين على القتال والجهاد ضد هذا العدو الفاجر آنذاك، فأنت النهاردة بتجيب فتاوى فى وقت تتعرض فيه الأمة الإسلامية كلها لخطر المغول ويكتسحوا الأرض وجيوشنا ضعيفة والدولة ضعيفة ومفيش أى دولة قدرت تقف قدام المغول إلا لما جُم عند مصر وهزموا بفضل الله، طيب إنت عاوز تطبق فتاوى فى زمن المغول على فتاوى فى زمن السلم وعصر فيه انفتاح ودبلوماسية وأمم إسلامية مستقرة وإسلام مستقر واعتدال وفيه علاقات بين الدول، إزاى تطبق ده على ده؟ دى مشكلتنا الدائمة فى التاريخ الإسلامى".
وواصل خالد صلاح حديثه:" إذا كنا بنتكلم عن خطاب دينى جديد فأهم حاجة فى الخطاب الدينى الجديد هو زمن الفتوى وظروفها، إنت النهاردة إزاى تاخد فتاوى من فتاوى بن تيمية تطبقها على زمن زى دلوقتى؟، خُد عندك مثلا الإمام أحمد بن تيمية أفتى بقتل مسلمين لو كان جيش العدو يتحصن فيهم فى الصفوف الأولى، ودى فتوى شهيرة جدا اسمها فتوى "التترس" يعنى كان المغول لما بيجوا يغزوا بلد إسلامى كانوا بياخدوا المسلمين البسطاء من القرى اللى كانوا بيجتاحوها ويحطوهم فى الصوف الأولى وهما داخلين على مدينة تانية، فكانوا أصحاب هذه المدينة والمقاتلين اللى بيدافعوا عنها بيحتاروا هايعملوا إيه فى المسلمين اللى فى الصفوف الأولى؟ فأفتى الإمام بن تيمية بقتلهم حفاظًا على جسد الأمة وكيانها ومنع سبى مسلمين جدد أولى من هؤلاء المسلمين.
وأكمل خالد صلاح:" لما سؤل قال يبعثون على نياتهم، طيب إنت النهاردة عاوز تطبق يبعثون على نياتهم اللى فيه جيش عدو بيغزوا فيه أمة اسلامية تاخد نفس الفتوى تطبقها دلوقتى وتقول أصل يبعثون على نياتهم، خدوا بالكم أن يبعثون على نياتهم دى ومن سخرية الزمن طبقها بتوع التيار التكفيرى لما كانوا بيحرقوا محلات الفيديو فى الثمانينيات كانوا بيدخلوا ياخدوا قنابل بدائية الصنع بيرموها على محل الفيديو، فكان ساعات أطفال صغيرين يبقوا بيلعبوا قدام محل الفيديو ولا صاحب محل الفيديو ولا عامل فى محل الفيديو ولا الجار اللى ساكن فوق محل الفيديو كان بيحصلهم إصابات وبعضهم كان بيموت فى هذا الحادث".
وقال:"فلما حصلت مواجهة إزاى أن يكون فيه أن هذا النهى عن المنكر لو اصطلح إنه نهى عن المنكر إزاى يؤدى إلى موت مسلمين، فوجئنا بهؤلاء التكفيرين بيقولوا يبعثون على نياتهم زى فتوى "التترس" بقى إنت عاوز تجيب حرق محل الفيديو زى أن المغول بيجتاحوا العالم الإسلامى، مين يا عم اللى قالك الكلام ده؟، مين يا عم اللى فهمك الفتوى بالطريقة دى؟ ..قالك الإمام أحمد بن تيمية"، للدرجة دى الجهل فى تطبيق فتاوى فى غير سياقها.
وأضاف بقوله: "طيب خد عندك إنت عارف أن الإمام أحمد تيمية حلل الخمر أيوه حلل الخمر، حللها لمين؟، حللها للمغول فى البلدان الإسلامية، لما المغول دخلوا وأعلنوا إسلامهم وقالك احنا مسلمين كانوا بيشربوا الخمور بطريقة عادية أفتى الإمام بن تيمية أن يتركوا فى شرب الخمور وتترك لهم الخمور لأنهم حين يشربون الخمر يتوقفون عن قتل المسلمين، فقالك أيهما أولى يشربوا الخمر ويتهدوا ويناموا ولا يقتلوا فى الناس، هاتيجى إنت دلوقتى تحلل الخمرة علشان الإمام بن تيمية حلل الخمر قبل كده؟، دى المشكلة الرئيسية فى العالم الإسلامى وفى الخطاب الدينى فى تاريخ الإمة الإسلامية أن تنتزع الفتاوى من سياقها إنك تاخد فتوى كانت لها ظروف معينة طريقة معينة آلية معينة وتاخدها تطبقها فى زمن غير زمانها وتنسبها لشيخ كبير أو عالم جليل زى الإمام أحمد بن تيمية، اللى شهد ليه كتير جدا من ثقات المسلمين بأنه كان رجل حاد الذكاء وكان رجل عالم وموسوعى ومحرض على الجهاد فى زمن الجهاد، مش بيحرض على الجهاد ضد المسلمين ولا قتل المسلمين زى الدواعش والتكفيرين ما بيعلموا معانا دلوقتى".
وأطلق خالد صلاح رسائل تحذيرية من خطورة تشويه التاريخ قائلا:" إصحوا إصحوا متشوهوش تاريخنا بالطريقة دى إصحوا لأن الإمام أحمد بن تيمية ظُلم كما ظلمنا نحن بالضبط".