التوقيت الجمعة، 27 ديسمبر 2024
التوقيت 07:17 ص , بتوقيت القاهرة

أبو الغيط: تركيا دمرت سوريا وأضعفت العراق

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن إسرائيل حاولت الوصول إلى عضوية مجلس الأمن 2020، من خلال حملة مرتبة مع أفريقيا، وأوروبا الغربية، وآسيا بهدف بحث القرارات التى تتناول القضية الفلسطينة، إلا أن  الجامعة العربية تصدت لها وفرضت عليهم الانسحاب.

 


"صفقة القرن ربما تكون كلام فى كلام ولا نعرف عنها شئ".. هكذا رد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط خلال سؤال أثناء لقاء أداره مفيد شهاب، وزير الدولة للشئون النيابية الأسبق، وجمع عدد من السياسين والسفراء السابقين بمقر الجمعية المصرية للقانون الدولى.

 
 

 

وأكد أبو الغيط فى محاضرته بالجمعية المصرية للقانون الدولى، بحضور الدكتور مفيد الشهاب، وزير الدولة الأسبق للشئون النيابية، إن هناك دعوات  من تركيا وإيران وإسرائيل، بحل الجامعة العربية، والبحث عن نظام آخر، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون  نظام اقليمى لا يأخذ العرب فى الحسبان،  بل سيخضغ العرب للتأثير الغربى وتنتهى القضية الفلسطينية دون رجعة .

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة أثرت سياسيًا ودبلوماسيًا، فى قرارات بعض الدول التى حاولت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بعد ضغوط من الولايات المتحدة الأمريكية، عليها، مما أدى إلى تراجع بعض الدول مثل بروجواى، وتأجيل بعض الدول الأخرى لقرارها.

وأوضح أبو الغيط، أن الإدارة الأمريكية الحالية، منذ وصولها للحكم وهى تتخذ مواقف بالغة الحدة تجاه الفلسطينين، بدأت بشهر عسل قصير للغاية،  ثم بدأت تمارس ضغوطها واحدة تلو الأخرى، لإجبار السلطة الفلسطينية كي تكون طيعة لما تطرحه من مشروع التسوية التى لا يعلم أحد ملامحه الحقيقة، مشيرًا إلى ان هذه الضغوط بدأت بمنع تمويلها لوكالة غوث اللاجئين التى تبلغ ميزانيتها سنويًا مليار و350 مليون دولار، وتمول أمريكا 30% من هذه الميزانية، إلا أن الجامعة العربية، نجحت  فى التدخل لدى الدول العربية والغربية وغيرها، لتعويض ما منعته الولايات المتحدة.

ولفت أحمد أبو الغيط إلى أن اسرائيل أيضًا  حجبت أموال الضرائب الفلسطينينة على السلع المستوردة داخل الضفة، وحجبواعنهم حوالى 65 مليون دولار، إلا أن فلسطين رفضت لانها لو قبلت المبالغ  ناقصة، سيعتبر اعتراف بالإجراءا الإسرائيلى، الذى يمثل عقابا للسلطة.

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن القمة العربية، تواجه عدة تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية مطروحة على الساحة، بسبب صراعات داخلية أو ظروف خارجية، وأهمها قضية الجولان، مشيرًا إلى أن قرارات جامعة الدول العربية هى التى تضع الأساس والسند القانونى التى تتمسك به الدول وأعضاءها فى لحظة الضعف العربى، ويمكن الوطن العربى من المطالبة بحقه.

وأكد أبو الغيط، فى محاضرته بالجمعية المصرية للقانون الدولى، بحضور الدكتور مفيد الشهاب، وزير الدولة الأسبق للشئون النيابية، طرح قضايا جديدة فى القمة العربية، على سبيل المثال وجود طرح إماراتى للتعاون فى مجال الفضاء الذى لم يكن موجود  قبل ذلك، بالإضافة إلى  الاقتصاد الرقمى الذى أصبح مهم جدًا، والذى بدأت الجامعة العربية تعطيه الاهتمام .

وأشار أبو الغيط، إلى أن القمة العربية، تناقش دوريًا مجموعة من القرارت  تأتى أغلبها مكررة، يضاف عليها تطورات تحدث خلال السنة، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية التى تحظى بالدعم العربى، ويصدر لها سنويًا 17 قرارا يخص دعمها الاقتصادى او السياسى، وحقهم فى الأراضى المحتلة، بالإضافة إلى قضايا تمس دول أخرى مثل إيران والعراق والسودان، والجزر الإماراتية.

وأوضح أمين جامعة الدول العربية أن القضايا الأخرى التى يتم مناقشتها فى القمة العربية، تأتى  نتيجة للمأساة العربية  التى حدثت منذ 7 سنوات، مشيرًا إلى معاناة سوريا التى مات فيها  500 ألف سورى ونزح الى العالم الغربى ما يقرب من 5 مليون سورى، ونزح داخليا   7 مليون سورى . 

ولفت أبو الغيط إلى أن القرارات الاقتصادية والاجتماعية التى تخرج من الجامعة العربية اليوم، تشير إلى التوجه بعدم اقتصار العمل العربى المشترك على العمل السياسى، ولكن  التوجه إلى العمل الاقتصادى والثقافى أيضًا، وأن يكون هناك منظومة عربية متكاملة، موضحًا أن  الجامعة العربية ليست اجتماع للمندوبين، وإنما هى مماثلة تمامًا لأمم المتحدة بما فيها من منظمات نوعية، ومجالس وزارية متخصصة.

وأشار إلى أن  القمة الأخيرة شهدت اجتماعا رباعيا على المستوى العربى الأوروبى الإفريقى الدولى،  لمعالجة القضية اللييبة وهي مأساة أخرى تواجه الأمة العربية.

وأكد أبو الغيط أن ضياع الدولة الوطنية، مسئولية قيادة ومجتمع، مشيرًا إلى أن ما حدث فى ليبيا هو بسبب ممارسات ليبية داخلية او خارجية أدت إلى المأساة الحالية.

وأضاف  أحمد أبو الغيط أن الدعم الأمريكى لإسرائيل، من أجل الضغط على فلسطين، لن يؤثر على القضية الفلسطينية طالما هناك فلسطينين مستعدين للنضال والصمود وعدم الاستسلام، مشيرًا إلى وجود تكافئ فى العدد بين الفلسطينين و الإسرائيلين، بالإضافة إلى  اعتراف المجتمع الدولى، بدولة فلسطين القادمة، واعتراف  الجامعة العربية، مع إصدار قرارات  لصالحها رغم عدم تطبيقها حاليًا،  ولكنها ستطبق يومًا ما.

ولفت إلى أن الانقسام الفلسطينى،  يؤدى الى إضعاف القضية الفلسطينية، واستخدام اسرائيل ذلك ذريعة للتهرب من التفاوض، مشيرًا إلى أن مصر تحاول منذ سنوات جمع الطرفين

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جود صندوق للتعاون العربى الإفريقى، منذ 30 سنة، كانت تساهم فيه الدول العربية بمبالغ تساهم فى التعليم والتدريب بين  العالمين العربي والافريقى، ولكن الصندوق قارب على الإفلاس بسبب قيام بعض الدول العربية بالتحرك الثنائى  وليس التحرك  العربى المشترك.

وأكد  أبو الغيط على أن قرار ترامب بشأن الجولان، هو قرار لا يمثل إلا صاحبه،  ورفضه المجتمع الدولى، ولكن المأساة الكبرى، تكمن فى أن السوريين فى وضع لا يحسدوا عليه، خاصة وأن الرئيس الأمريكى، فعل ذلك من أجل إغاظة الرئيس بشار الأسد، و إيران لأنه تصور أن الجمعات الايرانية ستتواجد هناك لتنفيذ عمليات  عسكرية، وهو الأمر الذى لم يحدث منذ 50 سنة.

ولفت أمين الجامعة العربية،  إلى أن اسرائيل حاولت سنة 81 إعلان ضمها الجولان، ولكن سوريا و الجامعة العربية ذهبت إلى مجلس الأمن الذى  استصدر  قرار 497 برفضه، لأن التسوية فى الشرق الأوسط تقوم على مفاهيم محددة بالقرار 242 والذى يشير إلى عدم جواز احتلال الأراضى غير بالقوة.

وأشار أبو الغيط ، إلى أن الأوضاع العربية فى حالة مذرية، مؤكدًا إنقاذ القوات المسلحة المصرية لمصر،  وعدم انسياقها وراء المخططات التى كانت ستحولها إلى باقى الدول العربية.

وأكد أبو الغيط، ضرورة إقامة منطقة للتجارة الحرة  العربية، مشيرًا إلى أن الجامعة العربية،  تعمل حاليًا على إلغاء التعريفات الجمركية، وتوحيدها لتشجيع الدول العربية للمتاجرة فيما بينهم وبين بعضهم، لوجود حاجة فى الإقليم،  لمنظمة اقليمية عربية تدافع عن حقوق هذا الاقليم.

وأوضح أحمد أبو الغيط، الامين العام لجامعة الدول العربية،  أن المشكلة التى تواجه العالم العربى حاليًا ، هو إيران التى قررت عام 79 اتباع سياسة توسعية لنشر ما تراه من ثورة دائمة، يحاولون الاستفاده فيه من شيعة الاسلام لتحقيق أهداف قومية إيراينة ،  حتى أنهم قالوا فى إحدى اللقاءات أنهم يسيطرون على  4 عواصم عربية،مشيرًا إلى أن التفاهم مع إيران يحتاج ثقة منبية على تغيير للمنهج الإيرانى.

وأكمل أبو الغيط، أن العالم يواجه أيضًا الإمبراطورية العثمانية الجديدة، التى تستخدم المفاهيم السنية الإخوانية فى تحقيق أهداف تركية،  مشيرًا إلى أنها تتخذ الوضع السورى ذريعة للتدخل بها، على اعتبار ان ما يحدث فيها يهدد جنوب شرق تركيا، ولكنها هى  التى ساهمت فى خلق هذا الوضع،  وتفسيخ سوريا وإضعاف العراق.

وأشار أبو الغيط، إلى أن تركيا تعطى الجنسية التركية للسوريين، حتى تغير الخريطة الديموغرافية للمنطقة.

 ولفت أبو الغيط إلى استحالة أن تتحول الجزائر إلى ليبيا، لعدم وجود حروب أهلية فيها كما كان الوضع فى الأخيرة، مشيرًا إلى أن وضع الجزائر يسير بشكل قانونى، بدأ بالاستقالة.

وعلق أبو الغيط على خروج الأمير تميم بن حمد،  من القمة العربية، قائلًا : أى مسئول له حق الدخول والخروج فى أى لحظة وبالتالى لانسأله عن السبب.