التوقيت الجمعة، 27 ديسمبر 2024
التوقيت 09:48 م , بتوقيت القاهرة

قصة أم زياد.. "أم وأب وطبيبة وطالبة" علشان خاطر أولادها (فيديو)

 أم زياد
أم زياد

منال أم وأب وطالبة وطبية" .. جميعها أدوار استطاعت منال التى تبلغ من العمر 35 عاما ان تقوم بها بمفردها دون مساعدة احد، وعوضت ابنائها عن فقدان الاب وحنانه، فعملت واجتهدت ودرست التخاطب لتساعد ابنها الصغير ليتخطى ازمته التى لتم تكن فى الحسبان.

 

الصدمة لم تكن واحدة ولكن كانت صدمتان بفقدان زوجها وتحويل طفلها الذى كان  يعيش بشكل طبيعى بل كان بطل فى السباحة، لطفل قعيد لا يستطيع الحركة او النطق وذلك بسبب حادث اليم.

"سوبر ماما"هو اللقب الذى تستحقه عن دورها العظيم مع أبنائها، تروي منال قصتها " كنت اعيش حياة طبيعية وهادئة مع زوجى واولادى الاثنين ولكن يوم واحد غير حياتى بكل تفاصيلها فكان ابتلاء يحتاج لصبر، ففى يوم من الايام كنا فى طريقنا لزيارة شقيقتى فى مدينة السادس من اكتوبر وعطلت السيارة الخاصة بنا على الطريق،  ونزل زوجى من السيارة ليعرف سبب العطل ، ونزل بعده  ابنى الصغير زياد ليساعده بينما ظل ابنى الثانى معى فى السيارة، فكان زياد شديد التعلق بوالده ويساعده دائما فى اى شئ، ولكن للأسف جاءت سيارة من خلفهم وحدفت كل منهم فى طريق.

 

وتضيف :" كانت اصعب اللحظات التى مرت عليا عندما جاءت عربة الاسعاف ونقلتهم على المستشفى ودخل زوجى المشرحة وابنى غرفة العمليات، هنا توقف الزمن والحياة وفقدت الوعى، ولكننى تماسكت لأنقذ ابنى زياد من الموت، فقد اخبرنى الاطباء انه يعانى من كسور شديدة فى جسمه وفى المخ والجمجمة والفكين وكان شبه متوفى، ولكن بالدعاء واليقين عاد للحياة مرة اخرى ولكنه تحول من طفل طبيعى لطفل قعيد لا يستطيع الحركة أو الكلام".

 

وتقول : كنت ادعى ليل ونهار أن اعود بابنى للمنزل وان لا يحرمنى الله منه كما حرمنى من والده، والحمد لله كان اسعد يوم فى حياتى عندما خرج من المستشفى، على الرغم انه لا يستطيع الحركة أو الكلام ويعانى من ضمور شديد فى المخ ولكن كان عندى دائما امل واصرار ان اساعده ليعود لحياته مره اخرى، ومن هنا بدأت رحلة جديدة وحياة مختلفة تماما، وكرست حياتى لخدمة ابنائى الاثنين .

 

وتابعت:"بدأت معه جلسات العلاج الطبيعى والتخاطب فى احدى المراكز المتخصصة ولكن اسعارهم كانت غالية وأنا لا املك سوى معاش زوجى البسيط، فهو كان اخصائى تحاليل، وكنت اساعد نفسى بمشروع صغير فى منزلى عبارة عن كريمات لفرد الشعر والماسكات للسيدات، وفى هذه الفترة اعمل دبلومة فى التخاطب بجامعة عين شمس، لكى اساعد ابنى واستطيع ان اتعامل معه بشكل صحيح  وفى نفس الوقت اوفر ثمن علاج التخاطب وأساعد غيرى من الاهالى بأسعار بسيطة بعيدا عن المراكز الخاصة".

 

وتقول:" قبل الحادثة كان زياد ابنى  بطل فى السباحة وهى الرياضة المفضلة عنده، لذلك كنت حريصا ان يعيش حياته بشكل طبيعى واشتركت له فى احدى المراكز ليكون العلاج الطبيعى عن طريق السباحة وفى المياه ، والحمد لله فرق جدا معه وفى تحسن على طول، وهو نبيه جدا وذكى ولكن مشكلته الوحيدة الان هى النطق والحركة، واحاول معه يوميا لكى يعود طبيعيا حتى لو بنسبة بسيطة".


 

 

واختتمت حديثها "على الرغم من الوحدة والألم الذى اعيشه بعد الحادث إلا اننى قاومت وصبرت من اجل ابنائى فليس لي غيرهم فى حياتى، والحمد لله على الابتلاء مهما كان وربنا يقدرنى واسعد ابنائى وأعلمهم ولا اجعلهم يحتاجون لأى شئ فى الدنيا":".