في اليوم العالمي للمرأة.. كفاح "هدى الأسوانية" بنصف جسد
الحياة تقريبا بدون عظام، ومجرد نصف جسد، تواجه هدى عبد الحافظ الحياة فى حجرة ضيقة تفتقر إلى أبسط أدوات المعيشة وحمام مشترك، تعيش مع طفليها حياة بائسة بعد أن هجرها زوجها بسبب معايرة الأهل والجيران له بمرضها، بعد أن أصابها مرض هشاشة العظام والذى أدى إلى بتر ساقيها بالكامل لتعيش بنصف جسد، فأبسط الخبطات تعرضها للبتر أو الكسر،
لم تقف "فتاة أسوان" عند عجزها فالمشاكل أكثر، فبعد أن ضربها المرض اللعين بدأ الناس معايرتها والتنمر عليها ولم يسلم زوجها من ألسنة البشر حتى تركها تعيش هى وطفليها بسلام وحدهم، ورغم ذلك تحدت الظروف العصيبة التي مرت بها، ورفضت أن تكون ضحية هذا المرض اللعين، وقاومته بكل ما تملك من قوة، فأكملت حياتها لتشبع بطون أبنائها، وبدأت فى الخروج للشارع لبيع الصدف.
وقررت "هدى" أن تخرج وتحكى قصتها ومعاناتها حتى يقف معها أهل الخير، "سيدة النصف جسد" لم تستسلم للواقع وغيرت فيه وفى ملامحه حتى لا ترى فى عيون أبنائها لحظة ضعف، مؤكدة أن هذا المرض لن يحرمها من حقها في الحياة كأي فتاة في عمرها.
وتحكى "هدى"، أن مرض هشاشة العظام أصابها وهى فى عمر السنتين، وكل يوم يمر عليها تكبر فيه منذ ذلك الحين كانت تتكسر عظامها إلى أن كسر عمودها الفقرى وتوقف بعدها نمو جسدها، ولكن المرض لم يتركها ووصل إلى قمة ذروته بقطع ساقيها بالكامل وأوشكت يديها على البتر، فالأدوية لا حصر لها لعلاج جسدها من الضغط والسكر والهشاشة وغيرها الكثير من الأمراض التى تهتك جسدها كل يوم .
وتستكمل "فتاة أسوان" معاناتها، "أنا عايشة عيشة صعبة، انا تزوجت واحد كويس جدا رضى بيا وبحالتى وحملت منه وأنجبت خديجة ومصطفى، وبعدها حصلت ظروف انفصلت أنا وزوجى من كتر كلام الناس عليا ليه.. إيه اللى انت واخدها ديه وووو.. لحد ما سبنا بعض، وأنا دلوقتى اللى شايلة الحمل كله مع أولادى، شربت من كيعانى المر والله حليم".
أولادي بتعامل معاهم على قد ما أقدر أعمله ووالدتى شايلة معايا حمل كبير فى تربية ولادى، خايفة عليهم ليصيبهم نفس المرض بالوراثة والضنى غالى ومش عايزة أشوفهم زيى، أنا بشتغل على الله وببيع صدف، ومعاملة الناس معايا عن طريق الشفقة لما بشاور لحد بيفتكر أنى عايزة اشحت منه مع انه مش عارف انى عايزة أعدى الطريق أو اركب الأتوبيس أو عايزة اشترى حاجة.. الحياة صعبة ومحتاجة أقابل الرئيس عبد الفتاح السيسى أحكيله على اللى جوايا ونفسى أسلم عليه ده اللى أنا طلباه".