تناقض غريب ستجده بين الدماء التي تلطخ ملابسها لتلعن عن مهنتها كجزارة محترفة، وبين المكياج الكامل الذى اهتمت بوضعه لتعلن عن فتاة لم يتعدى عمرها الـ24 عاما، سمر سمير التى تعيش فى أحد القرى البسيطة بالمنوفية، واختارت أن ترث عن أبيها مهنة الجزارة التى لن تجد فيها العديد من النساء.

الأنظار تتجه نحو هذا المحل الصغير في مدينة المنوفية، سمر أصبحت تملك شهرة كبيرة هنا كأصغر جزارة فى المدينة وربما فى مصر، تجدها تقف تواجه بقوة كل من يفكر فى انتقادها، أو تسول له نفسه أن يسخر منها، هى اختارت طريقها للمهنة التى تحبها بإصرار وبدأت تعمل عليه.

 تقول سمر أنها بدأت رحلتها مع الجزارة منذ قرابة الـ16 عاما، وتعلمت المهنة من والدها الذي ورثها أبا عن جد، وبالطبع واجهت العديد من نظرات الاستغراب خاصة أنها تعيش فى منطقة ريفية لم يعتد أهلها على أن تعمل سيدة في هذه المهنة وتقول "الناس كلها بتستغرب وبتحس إني بعمل حاجة جديدة".

لم يعترض والد سمر حينما طلبت منه أن تعمل فى الجزارة، أما عن الجانب الآخر من حياتها كفتاة فلم يبتعد كثيرا عن مهنتها، فهى تحلم أن تتزوج جزار، وترفض بشكل قاطع أن يمنعها زوجها من ممارسة المهنة التى تحبها.

حتى اللون المفضل لسمر هو اللون الأبيض، الذى ترتديه دائما فى مهنتها وتقول "أكيد هو أكتر لون بلبسه وأكتر لون بحبه".