التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:19 ص , بتوقيت القاهرة

النور مكانه القلوب.. 3 مكفوفين يحولون الصحراء لبستان: بنشوف بإحساسنا

 الأشقاء المكفوفين
الأشقاء المكفوفين

ليس كل من فقد بصره يفقد بصيرته، فى إحدى قرى محافظة قنا يعيش ثلاث أشقاء حرموا نعمة البصر فوهبهم الله نعمة البصيرة، رغم أنهم يعيشون فى ظلمة ويفقدون نعمة النور وبهجة الألوان، إلا أنهم غيروا لون الصحراء الصفراء إلى اللون الأخضر الواهب للحياة.

 

 

"عبد الله عبده، محمد عبده، جابر عبده" الأشقاء الثلاث في العقد الثانى من عمرهم، تحدوا الإعاقة وكلمات الشفقة وجبران الخاطر، قرروا عدم الاستسلام والكسل فوجدوا الزراعة هى الملجأ لهم، فعملوا مزارعين فى إحدى المزارع القريبة من قريتهم، يخرجون من بيتهم البسيط إلى عملهم دون الاعتماد على أحد.

 

"أنا اتولدت بإعاقة بصرية أحمد ربنا عليها" هكذا قال "عبد الله " الأخ الأكبر عن إعاقته "العاقل" كما يلقبونه في قريته؛ واستطرد مكملًا لـ"دوت مصر": والدي مزارع هو من علمني الفلاحة في البداية كنت خايف وكنت أعمل ببطء شديد، ولكن مع مرور الأيام أصبحت أعمل بمنتهى الدقة، وأصبح صاحب المزرعة يثق فى عملي أنا وأخواتى.

 

وتابع: لم أتعلم فقد اخترت العمل لأساعد والدى على متاعب الحياة و"أكل العيش"، حيث نخرج من بيتنا مع شروق الشمس متجهين إلى عملنا أحيانًا نسير على القدمين وأحيانًا نستقل دابتنا حتى نصل إلى المزرعة ثم نقوم بعملنا من رش الكيماوي، بندور الماتور ونشحمه ،نسقى لزرع ، نجمع المحصول في أوقاته ، نعتمد في زراعتنا على الإحساس "بنحس بزرعتنا وهى كمان بتدينا أحسن إنتاج".

 

"محمد عبده" أو كما يقولون عليه"البركة" فقد حرمه الله منه نعمة البصر ووهبه نعمة التلقائية وخفة الدم وحب الناس، ويقول محمد: "ولدت ضرير، ورغم ذلك أعشق الحياة، وأعشق الناس، وأتمنى أن يعود لي البصر كي أرى نور الدنيا، وربنا يسترنا، لم أتعلم سوى الزراعة منذ 10 سنوات تقريبًا فقد تعلمتها من أبى، أتعامل مع الزرع بإحساسي، كما أنى ألمس الزراعة وأشعر بها إذا كانت مريضة أو لا، هناك مخاطر كثيرة ممكن أن نتعرض لها مثلًا ذئب يظهر فجأة ، جروح أعصابنا من المنأد أثناء حش الزرع، مخاطر رش الكيماوي رغم حرصي الشديد أثناء الرش ".

 

وأكمل: "أحب الضحك واللهو رغم أنه ليس لي أصحاب سوى أخواتي فهم كل شيء لي أجلس معهم ونضحك ونتسامر، وأسعد أوقاتي ونحن جالسين معًا نمص القصب".

 

"عندما أرى إعاقة غيري أحمد الله على إعاقتي" هكذا قال "جابر" الأخ الأصغر لأشقاء الثلاث أو كما يلقبونه "المتعلم"، حيث أنه اختار طريق العلم فهو في الصف لثالث الثانوي، يذهب إلى المدرسة صباحًا ويعود بعد الظهر ليساعد أخواته في الزراعة، يقول" المتعلم" :"أملى في الدنيا أنى أساعد أخواتي وأشوفهم أحسن ناس في الدنيا اللي ما تجوزش يتجوز ويكون لكل واحد شقة ويعيشوا سعدا، ومن نعمة ربنا عليا أخذ منى نعمة البصر وأعطاني نعمة الذكاء" ، وأشكر والدي ووالدتي وأتمنى لهم السعادة وزيارة بيت الله الحرام.