التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:05 ص , بتوقيت القاهرة

حكاية نصف قرن للأم الروحية فى مهنة التطريز بالعريش (فيديو)

السيدة "موزه الشريف"
السيدة "موزه الشريف"

 

"موزه الشريف"  سيدة عمرها تجاوز السبعين، وضعت هدفا لها وهو رعاية إبداع المرأة السيناوية فى التطريز وتفردها برسم لوحات مشكلة بالخيط على القماش، وأن يصبح هذا الإبداع مصدر دخل لها، ولا يزول مع مرور الوقت .

تحكى موزه الشريف لـ"كاميرا دوت مصر" تجربتها قائلة، أنها بدأت وهى فى سن الثانية عشر من عمرها، عندما حالت الظروف دون اسكمال تعليمها، وبدأت العمل فى حرفة التطريز فى مشغل للتفصيل الخياطة، تابع لرابطة العمل العربية فى مطلع الستينيات من القرن الماضى، وكانت تشرف عليه الشئون الاجتماعية، وبعد إكمالها عاما فى التدريب والعمل استطاعت أن تصبح مدربة، وقوة المشغل 104 فتيات.

 

 

التشجيع على إنتاج قمش مطرز

 

وأوضحت،"موزه"  أنه خلال تلك الفترة كان التشجيع على إنتاج قطع قماشية مطرزة، وهى أكلمة ومفارش، تباع لصالحهن فى المعارض، وكانت تقوم بجولات على السيدات فى المنازل لحثهن على الإنتاج ، كاشفة أن المشروع تواصل على نهاية الستينيات ثم توقف بسبب ظروف احتلال سيناء، وبعد جلاء الاحتلال وعودة مدينة العريش فى الثمانينات قررت إعادة نشاطها فى التدريب على الإنتاج اليدوى المطرز.

 

 

وأضافت أنها فى عام 1983 تم تعيينها مشرفة مشروع التنمية والتوطين التابع لوزارة استصلاح الأراضى فى ذاك الوقت، وتم عمل مراكز تدريب على الإنتاج الحرفى للسيدات البدويات فى القرى كل مركز يضم 100 متدربة، يتم تجميعهن للتدريب ومنحهن الخامات اللازمة لإنتاج مشغولات مطرزة، واستطاعت هذه المراكز ان تحول السيدة البدوية فى القرى لمرأة عاملة تنتج وهى فى بيتها.

 

 

إدارة مشغل حرفى

 

وقالت، إنها بعد توقف عمل المراكز، واصلت عملها الذى تقوم به حتى اليوم فى إدارة مشغل حرفى خاص بإحدى الجمعيات يقوم بمساعدة السيدات والفتيات فى القرى على إنتاج مشغولات مطرزة، وإعادة تجميعها وطرحها للبيع فى الأسواق والمعارض .

 

وأضافت، أنها وهى فى هذه السن تقوم بتوزيع أداور العمل، حيث تحضر القماش ومشتملات حرفة التطريز، وتحدد المطلوب من الأشكال المطرزة على كل قطعة، وتسلمها للسيدة البدوية مع نموذج يوضح المطلوب إنتاجه، ومنها تستلم القماش بعد تطريزة بمقابل مادى  يمنح لها نظير العمل، ثم يعاد تجميعه فى المشغل بواسطة فريق عمل آخر من السيدات والفتيات، ويصنع على أشكال عبايات حريمى وشالات ومفارش وغيرها من كل ضروريات الحياة العصرية.

 

وأشارت إلى أن التطوير والتحديث لحرفة التطريز هو ماساهم فى بقائها، لأنها فى الأصل كانت تستخدم على الأثواب التى انقرضت ولم تعد تستخدم للأسف كملابس، ولكن السيدة البدوية استفادت منها وأصبحت تنتج ملابس حديثة مطرزة، سعرها مرتفع وله أسعار عالية فى دول الخليج ودول خارجية، وله سمعته وسوقه، وهو يضم وحدات زخرفية من البيئة المحلية، ومنها أوراق الشجر والطيور والورود وأشكال هندسية.

 

 

هجرة التراث

 

 

وتابعت "موزه الشريف"، إن ما يزعجها دائما هو هجرة التراث ونسيانه، لأنه يحوى كثير يمكن تحويله لمنتج عصرى والاستفادة منه، وإنها لم تتوقف ووحدها استطاعت ابتكار مئات من التصميمات الجديدة لأشكال تطريز وتحويلها لمنتج مطرز عصرى، موضحة أن نجاحها فى رسالتها فى المحافظة على تراث التطريز فى سيناء، كان إلى جانب حرصها على نجاحها كسيدة فى تربية ابنائها خصوصا بعد وفاة زوجها، حتى حصل ثلاثتهم على مؤهلات عليا .

 

واختتمت حديثها، مؤكدة أنها تعتبر "الإبرة" صاحبة فضل عليها فى نجاحها كسيدة سيناوية فى منطقة لها خصوصيتها، وأنها بسن الإبرة وصلت برسائل لكل العالم، مفادها أن الفتاه والسيدة البسيطة من هذا المكان قادرة أن تصنع وتنتج بأبسط الأدوات.