حصاد الأزهر فى 2018.. جولات ولقاءات للإمام الأكبر (فيديو)
شهد عام 2018 نقلة نوعية ونشاطًا مكثفًا للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر داخل مصرَ وخارجها، حيث وضع فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لقاء خريجي الأزهر على رأس أجندة جولاته الخارجية، من أجل توطيد الصلة والعلاقة بين الأزهر الشريف وخريجيه عبر العالم، إضافة إلى تدريب الطلاب والأئمة الوافدين وتأهيلهم ليكونوا سفراء الأزهر إلى العالم، وتفعيل التواصل بين الخريجين أنفسهم، من خلال إقامة المهرجانات الثقافية والرياضية للتقارب بين الثقافات المختلفة، وتم عقد بروتوكولات تعاون مع عدد من الجهات الدولية، بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة، والمتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم.
أجندة الإمام الأكبر
حرص فضيلة الإمام الأكبر خلال جولته الآسيوية في عام 2018، والتي شملت كل من إندونيسيا وسنغافورة وسلطنة بروناي، على الالتقاء بخريجي الأزهر في الدول الثلاث، والاطمئنان على أحوالهم، وعلى تمسكهم بما تعلموه في الأزهر الشريف، من قيم وسطية معتدلة، مبديًا سعادته وفخره بما شاهده من تقلد خريجي الأزهر لمعظم المناصب الدينية في الدول الثلاث، وأنهم جميعًا يسهمون بقوة في تنمية ورقي بلادهم، ويعملون دائمًا على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين أبناء وطنهم.
وخلال زيارته لإندونيسيا، ترأس فضيلة الإمام الأكبر المؤتمر العام لخريجي الأزهر في إندونيسيا، والذين يقدر عددهم بأكثر من 30 ألف خريج، مؤكداً أنهم كنز ثمين يجب استثماره، كما تكرر المشهد في سنغافورة، حيث التقى فضيلته مع خريجي الأزهر، معربًا عن سعادته بما سمعه من رئيس وزراء سنغافورة من أن خريجي الأزهر يتولون كافة المناصب الدينية في البلاد، وأن سنغافورة تعتز بالأزهر ومنهجه الوسطي، وتكرر المشهد للمرة الثالثة في سلطنة بروناي، التي يبلغ عدد خريجي الأزهر فيها نحو 670 خريج، وهو رقم ضخم بالنسبة لعدد السكان الذي يبلغ 400 ألف نسمة، ويتولى هؤلاء الخريجون العديد من المناصب الرفيعة في البلاد، خاصة في المؤسسات الدينية والقضائية، وقد توجت تلك الزيارة بالإعلان عن افتتاح فرع للمنظمة في سلطنة بروناي، كما أعلن فضيلة الإمام الأكبر عن إنشاء وحدة للتواصل مع خريجي الأزهر في إندونيسيا.
ويحرص الإمام الأكبر على الاجتماع بشكل دوري مع رؤساء فروع المنظمة، وعُقد آخر هذه الاجتماعات على هامش فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في يناير الماضي، حيث وجه فضيلته عدة نصائح لقادة المنظمة، دعاهم خلالها للتأكيد على ضرورة الاندماج في المجتمع والتواصل الإيجابي مع أفراده، فالأزهري لا ينفصل عن الناس ولا يخالفهم، ما دامت تصرفاتهم لا تخالف الشريعة، والإسلام لا يحب النزعة الانفصالية، ويحث المسلم على التفاعل البناء والمساهمة الفاعلة في المجتمع.
تدريب الطلاب والأئمة الوافدين
وعقدت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر خلال عام 2018 دورات تدريبية لعدد 125 إمام وداعية من جنسيات: جزر القمر، السنغال، تشاد، أفريقيا الوسطى، إندونيسيا، ليبيا، المكسيك، أمريكا، الهند، باكستان، رواندا؛ بهدف ترسيخ وسطية المنهج الأزهري ونقل الفكر الوسطي إلى العاملين بالمجال الدعوي من الدول المختلفة، إضافة إلى ذلك فقد نظمت 52 نشاطًا مختلفًا شمل ندوات تثقيفية وورش عمل متخصصة وبرامج تدريبية وثقافية للطلاب الوافدين، كما قامت المنظمة بإعداد قاعدة بيانات لعدد 46 ألف طالب أزهري من الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف للعمل على إعدادهم وتأهيلهم لتولي العمل الدعوي عند العودة لبلادهم للاستفادة منهم في تفنيد الأفكار المتطرفة والهدامة.
مهرجانات ثقافية ورياضية
كما أقامت المنظمة خلال عام 2018، المهرجان الثقافى الدولى الأول لسفراء الأزهر الشريف، بهدف التلاقي والتقارب بين الثقافات المختلفة التي يحتضنها الأزهر من مختلف دول العالم، وقدمَّ الطلاب خلال هذا المهرجان عروضًا وفعاليات ثقافية، وأناشيد دينية، وعروضًا مسرحية تمثل ثقافات وتقاليد دولهم، كما أقاموا فى نهاية المهرجان معارض للمنتجات المحلية فى بلادهم، وعرضوا صورًا لأبرز المعالم الحضارية والتاريخية فيها. كما شاركت المنظمة في رعاية وتنظيم مونديال العالم الإسلامي لمحترفي الألعاب الرياضية من الطلاب الوافدين بالأزهر، وشمل المونديال جميع الألعاب الرياضية للأولاد والبنات.
تأهيل سفراء الأزهر
دشنت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر خلال عام 2018، مشروع تأهيل سفراء الأزهر، والذي يهدف إلى إعداد جيل أزهري قادرًا على التعامل مع الدوائر المعرفية والإعلامية بكفاءة، كما يهدف إلى تأهليهم للمشاركة في كافة المحافل المحلية والدولية، لتصحيح صورة الإسلام، وقد تولى المشروع تدريب 5000 أزهري على مهارات الحاسب الآلي والقدرات الشخصية، وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة.
فروع المنظمة العالمية بالخارج
كثفت المنظمة خلال 2018 جهودها في مواجهة التنظيمات المتطرفة وما تبثه من أفكار وشبهات، من خلال خريجي الأزهر المنتشرين في مختلف أنحاء العالم، حيث عقدت المنظمة عددًا من الندوات في فروعها عبر العالم للتأكيد على أهمية التعايش السلمي بين أفراد المجتمع، بصرف النظر عن المعتقدات الدينية، وأن رسالة جميع الأديان السماوية هي تنمية روح المحبة والإخاء.
كما أطلق فرع المنظمة في بريطانيا مشروعاً تحت عنوان: "ثقافة أنا وأنت"، يقوم على تدريب وتأهيل شباب الجامعات البريطانية على أهمية التعاون مع الآخر؛ من أجل ترسيخ قيم المواطنة بين أفراد المجتمع البريطاني بكافة أطيافه والتعريف بسماحة الدين الإسلامي، كما نظم فرعا المنظمة في الصومال ونيجيريا، بالتعاون مع حكومة دولتيهما، عدة ندوات لرعاية وتأهيل المنشقين عن حركة الشباب المجاهدين.
وقد اتسع حجم التواجد العالمي للمنظمة، ووصل عدد فروعها إلى 19 فرعًا، بعد الإعلان خلال عام 2018 عن تأسيس فرعين جديدين في رواندا وسلطنة بروناي، وبذلك تمتد خريطة انتشار المنظمة لتشمل كل من: (ماليزيا، إندونيسيا (فرعان)، تايلاند، الهند، فلسطين، الصومال، السودان، تشاد، بريطانيا، جزر القمر، مالي، كينيا، جنوب إفريقيا، تنزانيا، باكستان، رواندا، كوت ديفوار، سلطنة بروناي)، إضافة إلى عدة فروع تحت التأسيس في كل من: كُردستان العراق، اليمن، النيجر، أفغانستان، نيجيريا، أوكرانيا، والفلبين، كما قدم أزهريون من دول مختلفة طلبات لتأسيس فروع للمنظمة في دولهم.
زيادة فروع المنظمة داخل مصر
استجابة لرغبة آلاف الأزهريين المتواجدين بقائمة عضويتها، توسعت المنظمة خلال عام 2018 في افتتاح فروع في مختلف محافظات الجمهورية حتى وصلت إلى 13 فرعًا بمحافظات: الغربية، الدقهلية، سوهاج، دمياط، الأقصر، البحر الأحمر، الفيوم، بورسعيد، البحيرة، مرسى مطروح، المنيا، كفر الشيخ، بني سويف، وعقدت هذه الفروع العديد من الفعاليات والأنشطة التي ترسخ لوسطية المنهج الأزهري داخل المجتمع المصري فضلًا عن شرح ضوابط الإسلام الصحيحة في التعاملات الحياتية، في ظل ظهور دعاوي تعبر عن الأفكار المتشددة والتيارات المتطرفة.
تفكيك الفكر المتطرف
وبهدف زيادة التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والتدريبية، وتوحيد الجهود الدولية لمواجهة وتفكيك الفكر المتطرف، عقدت المنظمة بروتوكولات تعاون مع عدد من الجهات الدولية مثل: جامعة كامبريدج (المملكة المتحدة)، وهيئة تنسيق الكليات الإسلامية (الهند)، ومؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية (الإمارات)، ووزارة الشؤون الدينية (جاكيم) ماليزيا، وجامعة صلاح الدين (العراق)، ومعهد المجلس الديني (تايلاند)، وجامعة مقديشيو (الصومال)، ووزارة الشؤون الدينية (إندونيسيا)، إضافة إلى التعاون مع جامعة الدول العربية، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، ومؤسسة منصور عامر الخيرية.
قوافل طبية ودعوية
شاركت المنظمة خلال عام 2018، بالتعاون مع قطاعات الأزهر الشريف في تنفيذ عدد من القوافل الطبية والدعوية للمحافظات الحدودية ومنها: أسوان، والبحر الأحمر «حلايب وشلاتين»، مرسى مطروح، وشمال سيناء، وجنوب سيناء؛ بهدف التواصل مع المجتمع وتقديم مساعدات إنسانية لهم وترسيخ منهج الوسطية وتفنيد أية أفكار مغلوطة تكون قد ظهرت بين أوساطهم.
مجلة نور وجريدة الرواق
كما واصلت المنظَّمة إصدار "مجلة نور للطفل"؛ لتُتيحَ التواصل مع زُهور مصرَ والعالم بلُغة مبسَّطةٍ وشكلٍ جذَّاب؛ لتُعمِّقَ مفهوم المواطنة، وتُسهِمَ في نبذِ رُوح التعصُّب والفُرقة والخلاف في المجتمعِ، فضلًا عن ترسيخ جوهر الإسلام الذي يحثُّ على مكارم الأخلاق، وذلك باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، كما توسعت المنظمة في إصدار جريدة (الرواق) بخمس لغات (الإنجليزية ـ الفرنسية ـ الأوردية ـ المالوية ـ فضلًا عن العربية)؛ وقد خصصت الجريدة 8 صفحات تحت عنوان (الرواق الليبي) استجابة لصوت الطلاب، والمواطنين الليبيين المقيمين في مصر، الذين نادوا بإبراز كلمة علماء الأزهر، فيما يحدث على الأراضي الليبية؛ وتوعية للأشقاء هناك بضرورة إعمال فقه الأولويات، حفاظًا على وطنهم وإسهامًا في التوعية بمخاطر الإرهاب والتطرف والجماعات الإرهابية.
بوتقة أزهرية
جدير بالذكر أن فكرة إنشاء المنظمة العالمية لخريجي الأزهر تولدت خلال الملتقى العالمي لخريجي الأزهر الذي انعقد في الفترة من 11 إلي 13 إبريل 2006 بالقاهرة، وذلك بهدف تفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة، والمتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كل ربوع المعمورة، وإحياء الدور العالمي للأزهر ومنهجيته الوسطية، والحفاظ على هوية الأمة وتراثها، والدفاع عن قيم الإسلام، ثم أخذت الفكرة في التطور إلى أن أصبحت منظمة دولية غير حكومية بعد توقيع اتفاقية بين المنظمة ووزارة الخارجية المصرية.
وتأسست المنظمة -في البداية- كمؤسسة غير حكومية مشهرة بجمهورية مصر العربية، وفقًا للقانون المصري على يد مجموعة من كبار العلماء وفي مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر آنذاك، الذي شدد –حينئذ- على أن المنظمة هي بمثابة بوتقة ينصهر داخلها جميع خريجي الأزهر في شتى بقاع المعمورة، وأنها تسعى جاهدة لتصحيح صورة الإسلام فضلًا عن رعايتها للطلاب الوافدين. وبفضل مساعي فضيلة الإمام الأكبر، منح المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لهيئة الأمم المتحدة.. المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الصفة الاستشارية الخاصة، وهو ما يمكّنها من المشاركة مع المجلس وهيئاته الفرعية وبرامجه ولجانه، كما يمكّنها من طرح موضوعات متعلقة بقضايا العالم الإسلامي ضمن جدول الأعمال الخاص بلجان المجلس.