فيديو ... "جريمة فى الحى الهادئ".. حداد يشعل النيران فى زوجته وأسرتها
"هخليكى تندمى".. بهذه الكلمات قرر حداد نسف أعوام جمعت بينه وبين زوجته فى فراش واحد، ووضع حلقة النهاية لهذه القصة التى كان ثمرتها ثلاثة أبناء، بالانتقام منها وأسرتها بعد تطور الخلافات الزوجية بينهما.
بعد جلسة صلح فاشلة استمرت لأكثر من ثلاثة ساعات، نزل "رمضان" من منزل شقيقة زوجته والغضب يتطاير من عينيه، مصطحبًا أبناءه الثلاثة معه بعد أن قرر أن يبعدهما عن زوجته، ثم عاد مجددًا بمفرده ونيران الغضب والكراهية لم تكن قد انطفأت فى قلبه بعد، حاملا "جركن" بنزين عازمًا النية على إشعال النيران فى شقة شقيقة زوجته التى شهدت جلسة الصلح الفاشلة للانتقام من كل من فيها :"زوجته وشقيقتها وزوجها وحمويه وأبناء شقيقة زوجته."
طرق الباب بنفس وتيرة العنف والكراهية التى أتى بها، فتح طفل صغير من أبناء شقيقة زوجته ولم يكد ينطق كلمة "عمو رمضان" حتى شعر الطفل الصغير بنيران الشر تتطاير من وجه "عمو رمضان" بعد أن شاهد جركن البنزين فى يديه فأغلق الباب مسرعًا وأخبر والديه، لكنهما ما أن وصلوا إلى الباب حتى كان "رمضان" قد أسكب جركن البنزين وأشعل فيه النيران فلم يستطيعوا الهروب، بعد أن دبت النيران فى معظمهم، وأسفرت عن مصرع والد ووالدة زوجته وإصابة كل من كان فى المنزل.
هنا فى شارع الإدارة بمنطقة كوتيسكا فى المعادى، الذى شهد الجريمة، التقى "اليوم السابع"، عدد من شهود العيان على الواقعة الذين رووا التفاصيل الدقيقة ليوم الحادث، ففى البداية يروى "صدام"، حارس العقار، تفاصيل الدقائق القليلة التى سبقت الحادث، قائلاً:"رمضان المتهم جاء قبل الحادث وكان معه عديله وحماته وحماه وزوجته وظلوا فى الشقة حوالى 3 ساعات، ثم نزل هو وأبنائه فقد".
وتابع حار العقار، لـ "اليوم السابع":"بعدها بحوالى نصف ساعة كنت فى الشارع لشراء بعض المستلزمات لأسرتى ولحظة دخولى العمارة سمعت أصوات صراخ وعويل فصعدت أنا وبعض الأشخاص ولم نستطع الدخول بسبب شدة النيران وبدأنا نحاول إطفائها بالمياه، ووصلت خرطوم مياه من مدخل العمارة لأحد الأشخاص فى محاولات للسيطرة على النيران."
يلتقط طرف الحديث، محمد مرتضى، صاحب مينى ماركت أمام العمارة، قائلاً:"كنا نعلم بوجود خلافات بين المتهم وزوجته، وتدخل محمد عبد الواحد، عديله وصاحب الشقة لحلها، ويوم الواقعة جاء "رمضان" يطلب من زوجته العودة إلى المنزل وتدخل حمويه وعديله، ولكنهما لم يتوصلا لحل ينهى الخلافات فيما بينهما فرفضت العودة لمنزلها، فقال لها "هخليكى تندمى" فردت عليه "اللي معاك اعمله" فأخذ أبناءه الثلاثة وغادر وبعدها عاد للمنزل بمفرده وكان يحمل جركن بنزين."
يضيف محمد مرتضى، لـ "اليوم السابع"، أن ما حكى ذلك الطفل "عمر" أحد المصابين فى الحريق، وقال إنه فتح الباب وشاهد الشر فى عينيه فخاف منه وأغلق الباب فورًا، فسكب البنزين من أسفل الباب وأشعل النيران فيه كما سكب بنزين على باب الشقة أيضًا، مما جعل من الصعب على المقيمين بداخلها وعددهم 8 أفراد، الخروج من الشقة فألقى بعضهم بأنفسهم من شرفة الشقة، إلى أن قام أحد شباب المنطقة بكسر باب الشقة."
فيما يروى "سامح"، صاحب ورشة نجارة بجوار المنزل، شهادته على الواقعة قائلاً:"يوم الواقعة كنت فى الورشة وسمعنا الصراخ فخرجت لاستطلع ماذا يجرى فوجدت طفل صغير يسقط من شرفة المنزل بالطابق الأول والنيران تلتهم جسده، فلففته أنا وأحد الجيران فى بطانية وذهبت به مسرعا إلى مستشفى قصر العينى لإسعافه، وحينما عدنا علمنا بتفاصيل الواقعة.
رجال مباحث قسم شرطة المعادى، تلقوا بلاغا من شرطة النجدة بنشوب حريق بشقة بمنطقة كوتسيكا، وتمكن قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق وإخماده.
ومن خلال التحريات تبين أن الحريق نشب بشقة بالطابق الأول، مما أدى لاحتراق محتويات الصالة بالكامل وإصابة قاطنيها كل من "م.ب" 36 سنة، عامل رخام، "مالك الشقة"، مصاب بحروق متفرقة بالجسم، وزوجته "س.م" 32 سنة، ربة منزل، مصابة بكسر بالفقرة القطنية الأول والحوض، ووالدها "م.أ" 60 سنة، بالمعاش، توفى إثر إصابته بحروق متفرقة بالجسم، ووالدتها "ه.م" 52 سنة، ربة منزل، "مصابة بحروق بالقدمين"، توفيت فى اليوم التالى للحادث متأثرة بجراحها، و"ع.م" 8 سنوات، طالب، مصاب بحروق بالقدمين، "نجل الأول والثانية ".
وبالفحص تم التقابل مع "س.م" 30 سنة، ربة منزل، شقيقة المصابة الثانية، والتى قررت بأنها أثناء تواجدها صحبة والديها بشقة شقيقتها فوجئت بحضور زوجها "ر.ق" 38 سنة، حداد كريتال، لحل خلافات زوجية قائمة بينهما وأثناء ذلك حدثت بينهم مشادة كلامية قام على أثرها الأخير بالانصراف وعاد مرة أخرى وبحوزته جركن بداخله سائل البنزين وسكب كمية منه على باب الشقة وأضرم النيران به وأثناء محاولة المصابين فتح الباب قام بسكب كمية أخرى بالصالة محدثًا التلفيات والإصابات المشار إليها والتى أودت بحياة الثالث، وفر هاربًا.
وعلى الفور تم إعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التى يتردد عليها المتهم، وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق، التى صرحت بدفن الجثث، بعد عرضها على الطب الشرعى، وحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.