"غِيرة من سوزان مبارك وزوجة تانية في القصر".. سر كره "موزة" لمصر
"تدرك جيدا أنها لن تظل سيدة قطر الأولى إلى الأبد، لذلك، فهي تفعل كل ما في وسعها لكي يستمر مجهود عمرها في مؤسسة قطر على المدى البعيد".. هكذا وصف الكاتبان كريستيان تشيسنو وجورج مالبرون، الشيخة موزا، في كتابهما "قطر.. أسرار الخزينة".
ماضي سيدة قطر الأولى يرتبط بمصر، وبالعودة قليلًا للوراء كشفنا سر كره الشيخة موزا لزوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
لم يغيب اسم موزا المسند، زوجة أمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، ووالدة الأمير الحالي، تميم بن حمد عن ساحة الصراع السياسي في قطر، منذ وصول زوجها إلى سدة الحكم، بعد انقلاب عسكري على والده في العام 1995، وصولا إلى دعمها وصول نجلها الأمير الحالي إلي الحكم عبر "انقلاب ناعم" في العام 2013 ، الأمر الذي دفع عدد من متابعي الشأن القطري إلي اعتبارها "الحاكم الفعلي" للإمارة الخليجية.
ويشير تقرير لشبكة "CNN" الأمريكية إلى وقوع خلافات حادة بين عائلة "المسند"، وبين "آل ثان" في العام 1964، خرج على إثرها "آل المسند" إلى الكويت ليستقروا فيها ما يقترب من 10 سنوات، ثم عادوا بعدها إلى قطر، وكان عمر الشيخة موزا عندما خرجت مع أبيها إلى الكويت 5 أعوام، ثم استقر بها المقام في مصر؛ حيث التحقت بمدارس تملكها "نوال الدجوي" لعدة أعوام.
جذور العداء
لم تخفِ موزا طوال سنوات مضت، عدائها لمصر منذ تزويجها لحمد بن خليفة، في إطار صفقة سياسية بين والدها، ناصر بن المسند مع أمير قطر الأسبق، خليفة آل ثاني، لوضع حد لطموحات عائلتها "آل المسند" في السعي لحكم الإمارة، ودخلت "موزا" إلى الأسرة القطرية الحاكمة كزوجة ثانية للشيخ حمد بن خليفة.
ويروي الصحفي المصري، عادل حمودة، في إحدى مقالاته السبب الحقيقي وراء عدائها لمصر، نقلا عن مدير المخابرات المصرية الراحل، عمر سليمان بأنه كانت هناك غيرة نسائية بين موزا وسوزان مبارك، مشيرا إلى توسط الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للصلح بين الرئيس الأسبق مبارك وحمد، وتحدَّد موعدٌ للقاء في الرياض، ولكن فجأةً طلب مبارك من سليمان أن يعتذر للعاهل السعودي عن الموعد واللقاء، ولم يجد أحد مبررًا لذلك الرفض سوى "كيد النساء".
وكشف حمودة، في مقاله عن رفض سوزان، تبرعًا من مؤسسة خيرية مملوكة لـ "موزا" في مصر قائلة: "لا موزة ولا تفاحة"، وعندما تنحَّى مبارك طارت موزا إلى أسوان، وقدَّمت إلى مركز مجدي يعقوب خمسين مليون دولار تبرعًا نكايةً فى سيدة مصر الأولى سابقًا، وعملت على تقريب كل خصوم مبارك، إمعانًا في المكايدة.
مكايدة سياسية
وفي خضم الأزمة بين مصر وقطر، أثارت زيارة موزا، في مارس الماضي، إلى أهرام منطقة "مروي" السودانية عاصفة من الجدل في مصر، خاصة وأنها تزامنت مع تصعيد سوداني مفاجئ ضد مصر، عبر وسائل الإعلام والتواصل في السودان، عن تاريخ مصر وأهراماتها، لإضافة إلى تدوينها في سجل الزيارات "السودان أم الدنيا"، واصفة السودان بلقب طالما لازم المحروسة عبر التاريخ.
الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام مصرية، مؤامرة من جانب النظام القطري ضد السياحة المصرية، في ظل ضربات الإرهاب المتلاحقة، والتي لم تبتعد كثيرا عن الدعم القطري للتطرف والإرهاب في المنطقة.
سياسات واحدة
لم تتغير سياسات الدوحة بتغير حكامها، سواء الوالد حمد أو الابن تميم ما يعني أن موزا لها اليد الطولي في رسم خارطة السياسات القطرية داخل قصر الإمارة، نظرا لكونها الرأس المدبر لعمليتي الإنقلاب على الجد، والوالد.ولم تتوقف الصراعات الداخلية، بين القيادات عند الانقلابات، فحسب، بل اتسعت مشاكل الابن مع والده، وآخرها كان قيام تميم بإطلاق الرصاص في الهواء فوق والده داخل القصر،في مايو الماضي، والسبب هو الزيارات الكثيرة للشيخة موزا برفقة رئيس الوزاء القطري السابق حمد بن جاسم، والتي كان آخرها زيارة إلى تل أبيب، حيث يوجد مصنع خمور تملكها الشيخة موزة، بحسب تقاريرصحفية.