التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:26 ص , بتوقيت القاهرة

صور| جنوب السودان.. دولة وليدة على حافة المجاعة

السودان وطن متعدد الأجناس والألوان، تتنوع تركيبته الاجتماعية بين عرقيات عربية وإفريقية، افتقرت إلى التجانس فيما بينها، مما دفع الإنجليز لتعميق هوة الفجوة بين الجنس العربي والإفريقي في السودان طيلة 67 عاما، حكم فيها الإنجليز السودان بسياسية "فرق تسد" إبان الاستعمار.



تجلت أخطر صور هذه الفرقة في جنوب السودان، وقالت مصادر تاريخية إن الإنجليز اعتبروه منطقة مغلقة، يحرم على الشماليين الذين يصنفون بأنهم العرب المسلمون، من العيش فيها أو الدخول إليها، مستغلين حالة الفقر والجهل الشديد التي يعانيها المجتمع الجنوبي، والذي كان يرتكن لعقائد وثنية آنذاك، وصار هدفا للحملات التبشيرية لنشر المسيحية واللغة الإنجليزية، كما شهد تعزيزا للكراهية في نفس المواطن الجنوبي تجاه نظيره الشمالي، إلى أن رحل الاحتلال وانفجرت الأزمة.



55 عاما من الحرب الشرسة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والجرحى، وشرد على إثرها ملايين الأشخاص، كانت كفيلة بأن تصل بأبناء الجنوب إلى اتخاذ قرار الانفصال، من خلال استفتاء شعبي أعلنت نتائجه في فبراير 2011، وجاءت نتيجته لصالح الانفصال عن الخرطوم.



مرت 4 أعوام على الانفصال، إلا أن ذلك لم يكف الدولة الوليدة للخروج من بؤرة الحرب، والتي سرعان ما اشتعلت عقب الانفصال بين القبائل المتناحرة في الجنوب، بقيادة الرئيس سيلفا كير، المدعوم من قبلية الدينكا من جهة، ونائبه السابق رياك مشارك، المدعوم من قبائل النوير من جهة أخرى.



ووفقا لآخر إحصائيات الأمم المتحدة، فإن 2.5 مليون شخص مهددون بالمجاعة، في إحدى أكبر الدول النفطية في الشرق الإفريقي، ويعانون ظروفا إنسانية صعبة في ظل دولة هشة، تعاني من نقص حاد في أبسط الخدمات الطبية والعلاجية التي تقدمها لمواطنيها.



وقد أطلقت الأمم المتحدة نداء استغاثة لدول العالم، للتكاتف وجمع تبرعات سريعة تصل إلى 1.8 مليار دولار، لإغاثة أبناء الجنوب، وسط توقعات بزيادة وتيرة الحرب الأهلية الدائرة في البلاد.


7 هدنات فاشلات كانت كفيلة بأن تقنع المواطن الجنوبي البسيط، أن سياسيي بلاده فشلوا في الوفاء بأبسط الالتزامات التي تضمن له العيش بقدر من الأمن والأمان، وسط حرب شرسة تتسارع وتيرتها يوما بعد يوم، في ظل صراعات إقليمية ودولية تتحكم بمصير السلطة السياسية في الدولة الوليدة.



وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تنتظر الطرفين مفاوضات غير مباشرة، تبدأ جولتها الثانية اليوم الثلاثاء، وسط إحباط كبير يسود الشارع الجنوبي، وتحذيرات دولية بضرورة لم شمل الدولة الجنوبية التي انفرط عقدها.