التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 10:32 ص , بتوقيت القاهرة

لإرضاء الذات.. قطر تغتصب الحضارة والتاريخ

تميم والمياسة
تميم والمياسة

«من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل».. مقوله شهيرة يتم ترديدها نقلًا عن حكيم العرب، مؤسس دولة الإمارات، الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، والتي تعكس ضرورة إرتكاز الدول على تاريخها وإرثها الحضاري إلى جانب القيم والتقاليد حتى تصل إلى غايتها بتحقيق أحلامها وطموحها بشكل تراكمي يؤدي إلى رسوخة أعوام وأعوام.

ربما قطر الحمدين تحاول أن تبحث لها عن ماضي أو تاريخ لتحقيق طموحاتها "المريضة"، والتي لم تجد لها سبيلًا إلا من خلال الإعتداء على مُقدرات دول أخرى، بكل السُبل دون مراعاة أى روابط وعلاقات تربطها مع أشقاءها بحكم الجوار واللغة والديانة الواحدة، تلك الأمور التي تتغنى بها ليل نهار دون العمل بها.

نهب الآثار المصرية

وتُعد سرقة وتهريب الآثار من أبرز السياسات التي ينتهجها تنظيم الحمدين – حكومة قطر – بحسب العديد من التقارير الأجنبية والبيانات الرسمية التي صدرت من جهات رسمية في دول عدة، ومن ضمنها مصر.

وكانت مصادر مُطلعة بوزارة الآثار قد كشفت من خلال تصريحات صحفية في عام 2013 أثناء حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية لمصر، أن قطر عرضت على الوزارة المصرية تأجير مناطق أثرية في مصر لمدة تتراوح ما بين 3 – 5 سنوات مقابل مليارات الدولارات، بحيث يكون حق الإنتفاع لقطر وحدها، لافتة إلى أن ذلك العرض قدمه الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وهو ما تم رفضه في ذلك الوقت، حيث أكد خبراء الآثار حينذاك أنه حتى لو كان المشروع القطري يرغب في مجرد إقامة لمعرض خارجي للآثار المصرية في قطر، فإنه أمر غير مرحب به، لأنه يجب انتقاء الدول التي تعرض آثار مصر، والتي يجب أن تكون على علم ودراية جيدة بقيمة الحضارات والتراث، ومن ثم أن تكون دولة ذات حضارة، وهو ما لا يتوافر في قطر.

ان المحاولات القطرية لنهب الآثار المصرية انكشفت جليًا منذ عام 2010 وقبيل أحداث ثورات الربيع العربي، ولعل الحادثة الأشهر كانت ضبط حاويتين بميناء العين السخنة مليئة بالآثار المصرية، أثناء تهريبها بمعرفة دبلوماسي قطري، وقد تم التحفظ عليها. وفي أكتوبر 2016، نجح أمن المطار في إحباط محاولة تهريب 14 مكيالًا تعود لأسرة محمد علي، وعليها اختام للملك فاروق، إلى قطر. وفي يناير من العام الماضي تم إحباط تهريب 5 عملات معدنية و5 سندات بنكية ترجع للأسرة العلوية وتحديدًا فترة حكم الملك فاروق، داخل طرد ضمن 42 طردًا متجهة إلى قطر من قرية بضائع مصر للطيران.

متحف الفن الإسلامي

الجدير بالذكر أن الكاتب الراحل، جمال الغيطاني، لفت منذ عام 2014 إلى وجود مخطط قطري لسرقة الآثار المصرية، وذلك منذ أن بدأت قطر في تشييد متحف الفن الإسلامي وهى لا تمتلك أى من تلك الآثار، لافتًا إلى عدد من القطع الآثرية التي اختفت بالفعل، مؤكدًا أنها بفعل فاعل.

 

فيما أكد الكاتب والمفكر الراحل، صلاح عيسى في تصريحات صحفية سابقة على أن قطر من أكبر الدول العاملة على تمويل سرقة الآثار من مصر وسوريا والعراق، لمصلحتها، مشيرًا إلى استعدادها بذلك الأمر إلى متحفها الجديد.

المياسة آل ثاني

وفي تقرير سابق لـ«دوت مصر» بعنوان «تركيا وإيران.. قطر تستعير التراث وتستضيف اليوم العالمي للسياحة»، تم رصد كيف أن مقتنيات متحف الفن الإسلامي ضمن متاحف قطر الوطنية، والذي تحاول رئيس مجلس متاحف قطر، الشيخة المياسة آل ثاني الإفتخار به عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر من آن لآخر؛ تعتمد أغلبها وبحسب المنشور عبر موقع المتحف الإليكتروني، على تراث حلفاءها حيث تركيا وإيران، ولعل السخرية هى السمة الحاضرة في الغالب بتصفح صالات العرض المختلفة عبر الموقع، وربما ذلك الأمر هو ما دفع بـ"المياسة" شقيقة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى أن تكون الإسم الأشهر في عالم تهريب ونهب الآثار، وخاصة في ظل هوسها بالأعمال الفنية والآثار، إلى حد شراءها لوحة نادرة للفنان الفرنسي، بول جوجان بـ210 ملايين دولار، إلى جانب أنها استعانت بالمهندس المعماري الفرنسي، جان نوفيل في بناء متحف قطر الوطني، بمقابل يقدر بـ434 مليون دولار.

اقرأ أيضًا: من تركيا وإيران.. قطر تستعير التراث وتستضيف اليوم العالمي للسياحة

 

سرقة الآثار بالوكالة

ويبدو أنه بعد أن بدأت نشاطات التنظيمات الإرهابية وبالأخص «داعش» و«القاعدة» في الإنحسار في سوريا والعراق، ومأزق قطر بعد فضح علاقاتها من التنظيمات الإرهابية ومساندتها ودعمها لهم، خلال الآونة الأخيرة، أخذ تنظيم الحمدين في التوجه إلى استغلال حضارة السودان، بحجة ترميم الآثار وتنمية السياحة بها، حيث فقدت قطر سرقتها للآثار بالوكالة من خلال «داعش» وغيرها، إلى جانب فشل مخططاتها في مصر.

استنزاف السودان

ولعل اهتمام الشيخة موزا المسند، والمياسة بالترويج لآثار السودان ومعلومات تاريخية مغلوطة عبر مقارنتها بالحضارة المصرية، ومحاولات بث الفرقة والفتنة بين السودان وأشقاءها، إضافة إلى تخصيص مبالغ مالية طائلة لذلك؛ هو أمر يثير التساؤلات، وربما يجيب عليها بشكل غير مباشر الموقع الإليكتروني الذي أعلنت عنه المياسة عبر حسابها على تويتر مارس الماضي، ويحمل شعار متاحف قطر بجانب شعار منظمة تنمية آثار النوبة – قطر السودان – بحسب التصميم القطري.

متاحف قطر
 
المياسة
 
المياسة 2
 
المياسة 3
 

الجزيرة وإثارة الرأى العام

كما تتبنى قناة الجزيرة، أحد الأذرع الفاعلة والمنفذة لتوجيهات تنظيم الحمدين الترويج لآثار السودان، وبالأخص أهرامات البجراوية، وأعمال الترميم والتنقيب التي تقوم بها البعثة القطرية لأهرامات السودان، والتي اتضح أهدافها الخبيثة منذ زيارة الشيخة موزا لتلك المنطقة في مارس من العام الماضي.

 

ويأتي ذلك في الوقت ذاته الذي تتبني فيه «الجزيرة» الحديث عن أزمات داخلية يعاني منها الشعب السوداني، بشكل يمثل تهديدًا غير مباشر للحكومة السودانية، بأن قطر قادرة على إثارة القلاقل والرأى العام الداخلي، مثلما فعلت بالدول التي شهدت ثورات الربيع العربي، في حال تراجعها أو التصدي لسيطرتها على مقدرات السودان. بالإضافة إلى محاولة الضغط على الحكومة السودانية للإنسحاب من قوات التحالف العربي، ما من شأنه إحداث توتر في العلاقات بين السودان وحلفاءها من دول الخليج، ولاسيما السعودية والإمارات، حتى لا تجد الخرطوم ملاذَا سوى الدوحة والإرتماء في أحضان الحمدين.

 

 

فلماذا يصرف تنظيم الحمدين المليارات لبناء ميناء سواكن والتنقيب عن الآثار في السودان، فيما لم يوجهها لحل الأزمات بالداخل السوداني ؟!!

424614-WhatsApp-Image-2018-05-01-at-4.41.09-PM
 

اقرأ أيضًا..

بعد فضح مراسلات "واشنطن بوست" لسياساتها.. هل تردّ قطر بالرافعات في «سواكن» ؟

صور| آخرها على أرض الدوحة.. تحركات "تميم" و"موزا" تجاه السودان