التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:25 ص , بتوقيت القاهرة

بعد فضح مراسلات "واشنطن بوست" لسياساتها.. هل تردّ قطر بالرافعات في «سواكن» ؟

تميم وأردوغان
تميم وأردوغان

تنعكس السياسات القطرية بشكل واضح دائمًا من خلال ممارساتها الإعلامية، عبر منصاتها المختلفة سواء من مواقع إلكترونية أو حسابات عبر "السوشيال ميديا" لأفراد وعناصر معروف تبعيتها لتنظيم الحمدين - حكومة قطر – أو العمل على دعم توجهاته.

دليل دعم الإرهاب

فعلى الرغم من المراسلات القطرية التي نشرتها أمس السبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، والتي أثبتت تورط قطر في دعم وتمويل الإرهاب، وما بينها والتنظيمات الإرهابية والمليشيات من علاقات وطيدة، إلا أن حديث الإعلام القطري غاب عنه تمامًا ذلك الأمر حتى الآن.

تطوير ميناء سواكن

فيما جاء اهتمام الأذرع الإعلامية القطرية على نطاق واسع بشأن آخر حيث الخبر حول استقبال ميناء سواكن على البحر الأحمر لعدد من الرافعات وقوراب السحب التي تم إرسالها من قبل الشركة القطرية لإدارة الموانئ – موانئ قطر، تنفيذًا لمذكرة تفاهم وقعتها الشركة مع ميناء بورتسودان لتطوير ميناء سواكن، وجعله ميناء رئيسيًا لنقل البضائع، بحسب بيان صادر عن الشركة، نشره الحساب الرسمي لها عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر صباح اليوم الأحد.

 

تهديد الأمن القومي

ومن خلال سياق البيان ينعكس استمرار النهج القطري على طريقته التي اعتادت إستفزازات الدول الأشقاء، عبر تهديد أمنها القومي بشكل غير مباشر، وأضاف البيان أن "السفير القطري لدى السودان، راشد بن عبدالرحمن النعيمي أكد على متانة العلاقات الثنائية بين قطر والسودان، التي أرسى دعائمها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس عمر البشير"، مشيرًا إلى أن الرافعات وسفن السحب هى جزء من رأس المال الخاص بتطوير ميناء سواكن، موضحًا أهمية الميناء وموقعها الإستراتيجي وما له من مميزات تدعم الصادرات بشكل كبير خاصة اقتصاديات المنطقة الإفريقية، إلى جانب مروره بطريق الحرير وتميزه كنقطة التقاء مهمة للتصدير وخاصة لدول الجوار.

2
 
3
 

 

ويبدو أنه بعد خسارة قطر لكثير من أسلحتها والتأييد والتعاطف الدولي لقضيتها – الخاسرة – في ظل استمرار دعمها وتمويلها لإرهاب، الذي يتم إثباته يومًا بعد يوم؛ لم تجد ورقة تحاول المراوغة وتهديد دول المنطقة بها، ولاسيما الدول الأربعة الداعمة لمكافحة الإرهاب - السعودية والإمارات والبحرين ومصر – إلا من خلال الدول الإفريقية، وفي المقدمة السودان وأثيوبيا والصومال.

وتمثل جزيرة سواكن بموقعها الجغرافي، قضية أمن قومي بالنسبة للمنطقة العربية، وخاصة مصر والسعودية، فهى بحسب تقرير سابق لـ"المونيتور"؛ تستخدم في نقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، ويأتي في المرتبة الثانية بعد بورتسودان، وفي إطار فرض السيطرة التركية عليها بعد تسلم حكومة "أردوغان" الجزيرة السودانية في ديسمبر الماضي؛ فإن الأمر يمثل مضايقات للسعودية.

إنهيار النفوذ الإيراني

ونعلم أن التعاون القطري التركي الإيراني الوطيد وخاصة بعد إعلان دول الرباعي العربي مقاطعة الدوحة، التي لم تجد ملاذًا آمنًا لها سوى الارتماء في دائرة ذلك التعاون المعادي للمنطقة، وربما يأتي التسريع في خطوات ميناء سواكن متزامنًا مع ملامح الخناق الدولي على إيران، وتساقط القادة الحوثيين في اليمن بوتيرة سريعة، ومن ثم فشل كل محاولات السيطرة التي حاول الحوثيين القيام بها في البحر الأحمر.

استغلال أردوغان

كما أكدت تقارير إعلامية على مدار الأشهر الماضية أن سعي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على جزيرة سواكن لم يكن كما حاول الترويج له حول إحياء الجزيرة تاريخيًا وسياحيًا وما إلى ذلك.. وإنما جاءت تلك الصفقة كواحدة من بين عدد من الصفقات الاقتصادية والعسكرية بين تركيا والسودان بقيمة تُقدر بـ650 مليون دولار.

وبموجب ذلك الأمر فإنه يسمح لتركيا بإنشاء مرفأ لسفن عسكرية أو مدنية على حد سواء، ما يمثل قاعدة عسكرية بشكل غير مباشر، وخاصة أن أنقرة تهتم بشأن تواجد عسكري لها في المنطقة، حيث التواجد من خلال الدوحة، وأيضًا الصومال، ما يمثل تواجد لها في البحر الأحمر. وتعكس المؤشرات والمعطيات خلال الآونة الأخيرة الدعم القطري لذلك التواجد التركي العسكري، الذي ربما يمثل لها حماية من مخاوفها في ظل غياب جيش قطري وطني، ودعمها لإرهاب في المنطقة.

جزيرة قطر

أيضًا في حال تنفيذ المملكة العربية السعودية لمشروع قناة سلوى البحرية، فإن قطر ستتحول إلى جزيرة معزولة بحسب الخبراء والمتخصصين، هذا إلى جانب التواجد العالمي لموانئ دبي، إضافة إلى تنفيذ مشروع قناة السويس الجديد منذ عام 2015.  

انكشاف الأكاذيب

ولعل الخطوة القطرية التي تعمل على الترويج لها بشكل واسع اليوم، تأتي مؤشرًا دامغًا على الأكاذيب التي حاول "أردوغان" الترويج له وقت إعلان منح بلاده جزيرة سواكن، لتنعكس النوايا الحقيقية في السيطرة على الجزيرة وتحويلها إلى ميناء فاعل، من خلال دعم وتمويل قطري.

وكان وزير النقل السوداني مكاوي محمد عوض، قد صرح في نوفمبر من العام الماضي أن العمل بين السودان وقطر بدأ في عام 2016 بهدف إنشاء ميناء "سواكن" وتطوير ميناء بورتسودان، مشيرًا على الطموحات القطرية التركية حول أن يتحول ميناء سواكن إلى الأكبر في البحر الأحمر.

وأضاف في مارس الماضي أن "وزير المواصلات والاتصالات القطري، جاسم بن سيف السليطي، قد زار أرض المشروع المشترك بين البلدين، مؤكدًا على أن مشروع ميناء سواكن، سيكون أكبر الموانئ الموجودة في البحر الأحمر، وفوائده لكل الدول الإفريقية الواقعة خلف السودان، مثل دول تشاد وإفريقيا الوسطى وأثيوبيا وجنوب السودان"، على حد تعبيره.

اقرأ أيضًا..

صور.. تفاصيل المراسلات التي كشفت تورط قطر في تمويل الارهابيين