«كذب بيّن».. حمد بن جاسم Vs رئيس تحرير الراية القطرية
تناقضات اعتدنا على ملاحظتها خلال الشهور الماضية من خلال متابعة السياسات القطرية، التي بدت متخبطة قائمة على أساس من الكذب والتضليل، ولكن دائمًا ما يكون الكذب عمره قصير وسريعًا ما تنكشف الحقائق.
ومن سخرية الأقدار أن تنظيم الحمدين - حكومة قطر - من خلال تناقض سياساته وحديث أبواقه وتصريحها هنا وهناك، أصبح هو من يعكس ذلك الكذب كاشفًا إياه للعلن.
ولعل تناقض تصريحات وزير الخارجية القطري الأسبق، رئيس الوزراء الأسبق، حمد بن جاسم بن جبر التي أدلى بها عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر، ومضمون مقال لرئيس تحرير جريدة "الراية" القطرية، صالح بن عفصان العفصان الكواري، تم نشره اليوم لدليل بارز على ذلك.
حمد بن جاسم قال تعليقًا على الجدل الدائر حول تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن حماية دول في المنطقة العربية، تتطلب الدفع، وتوضيح وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن مقصد الرئيس الأمريكي من ذلك هو قطر: "آسف لتصريحات بعض المسؤولين المتناقضة، والتي قد أجزم أنها ليست من بنات أفكارهم، وآسف لأنهم قبلوا على أنفسهم هذا الحال.. أستطيع أن أقول ما هو التناقض وأستطيع أن أبدي أسباب وجود الأجنبي في بلدي.. للأسف فهو هنا ليس لدرء خطر البعيد ولكن لدرء خطر..."، مضيفًا أن "هم يحاولون أن يتناسوا مشاكلهم وما جلبوا على المنطقة من أخطار، وإذا أردنا أن نتحدث بوضوح أكثر عن الدول الكبيرة التي لم تستطع أن تحسم معاركها واستعانت بجيوش كثيرة في السابق، نتذكر بأن استعنا بأكثر من ٦٠ دوله لحماية الخليج وتحرير العزيزة الكويت".
وهنا يتضح أن "بن جاسم" راض عن تواجد القوات الأجنبية في بلاده، مبررًا ذلك الأمر بمبررات واهية لا تتعد الكلام المُرسل، وهو ما يؤكد على أن سياسات تنظيم الحمدين وفتح أراض الدوحة لقوات إيران وتركيا، إضافة إلى قاعدة العديد العسكرية الأمريكية؛ أمر متوافق عليه إلى أبعد مدى.
فيما يأتي مقال "الكواري" أحد الأذرع الإعلامية الشهيرة لتنظيم الحمدين، محاولًا اتهام المملكة العربية السعودية بما "هو فيهم"، بعنوان "قطر قادرة على حماية نفسها فمن يحمي السعودية؟، إضافة إلى الإساءة لـ"الجبير"، زاعمًا أنه أدلى بتصريحاته بأوامر من القيادة السعودية، على الرغم من انكشاف أمر الإعلام القطري بشكل صريح في خضم الأزمة القطرية، حيث تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، ما دفع إلى مقاطعتها في 5 يونيو من العام الماضي، من قبل كُلًا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وبذلك يتبين الكذب القطري ما بين التأكيد على الترحيب بالحماية الأجنبية على أراضي الدوحة، ومحاولة إنكار الأمر والزعم بأن قطر قادرة على حماية نفسها، وأن الرئيس الأمريكي كان يقصد السعودية وليس قطر.
من جانبه أشاد وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش اليوم الخميس، بتوضيح عادل الجبير ماهية تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب التي أثارت الجدل خلال اليومين الماضيين، قائلًا عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: "الأخ الكريم معالي عادل الجبير صاحب الملاحظات الدقيقة الثاقبة، منطق القاعدة والحماية التي ستسمح باللعب على التناقضات ولىّ، الأمن أساسه الجار والمحيط، والغدر به والتآمر عليه عزل قطر وجعلها عرضة للإبتزاز السياسي والمالي.. ملاحظة الجبير في محلها".
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون الثلاثاء الماضي أن دولًا في الشرق الأوسط لن تصمد طويلًا في حال رفعت الولايات المتحدة عنها الحماية وعليها أن تدفع الثمن. فيما قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير معلقًا على ذلك: "يجب على قطر أن تدفع ثمن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا، وأن تقوم بإرسال قواتها العسكرية إلى هناك وذلك قبل أن يلغي الرئيس الأمريكي الحماية الأمريكية لدولة قطر والمتمثلة بوجود القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها"، مضيفًا أنه "أنه لو قامت الولايات المتحدة بسحب حمايتها المتمثلة بالقاعدة العسكرية من قطر، فإن النظام سيسقط هناك في أقل من أسبوع".
اقرأ أيضًا..