التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:41 ص , بتوقيت القاهرة

دبلوماسي روسي: قطر كانت تطمح إلى قيادة العالم العربي عبر مصر

السفير الروسي السابق لدى قطر
السفير الروسي السابق لدى قطر

قال السفير الروسي السابق لدى الدوحة، فلاديمير تيتورينكو، إن بلاده كانت تتجه بقوة نحو التعاون مع قطر خلال عامي 2009 و2010، في ظل تبادل الزيارات بين وفود ومسؤولي البلدين خلال تلك الفترة لتعميق التعاون في كافة المجالات، وعلى رأسها مجال النفط، ولكن الأمر ربما تغير بعد ذلك بسبب الخلاف فيما بينهم فيما يتعلق بالملف السوري والقضية الليبية.

وأضاف، في حوار جديد مع قناة "روسيا اليوم"، ضمن سلسلة من الحوارات تجريها معه القناة الروسية، أنه خلال تلك الفترة كان لديه شعور بأن قطر سوف تقوم بوقف المشروعات المشتركة بين البلدين، موضحا أن المماطلة القطرية كانت واضحة، خاصة تجاه مشروع "آمال" للغاز المسال، موضحا أنه كان يذهب في الوقت المحدد لاستلام الأوراق الخاصة بالمشروع فكانوا يردون عليه بقولهم أن الأوراق ليست جاهزة الآن.

اقرأ أيضًا: السفير الروسي لدى الدوحة يكشف سياسات تنظيم الحمدين لضرب استقرار المنطقة

وأضاف أنه مصالحهم التجارية في المشاريع المشتركة مع روسيا كانت كبيرة للغاية، لأن حمد بن جاسم وحكومته لن يدخلوا في حوار حول مشروعات مع الجانب الروسي دون أن تكون مربحة لهم، ولكن كل شيء كان مهما بالنسبة للجانبين، في إشارة إلى القضايا الإقليمية الرئيسية.

وأوضح "تيتورينكو" أن القطريين كانوا يأملون في تحقيق مشروع ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الكبير"، موضحا أنهم اعتقدوا أن هذا المشروع سيكون أكثر ربحا بالنسبة لهم إذا ما قارنوه بمشاريعهم المشتركة مع روسيا.

وأضاف أن قطر كانت تأمل، بعد الإطاحة بالنظام الحاكم في مصر (في إشارة إلى نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك)، في أن يتحكموا في العالم العربي عن طريق القاهرة، موضحا أنه إذا ما نظرنا إلى وضع مصر في المنطقة، فنجد أنهم كانوا يأملون للتأثير في القضية الفلسطينية وإسرائيل.

أما عن النظام الليبي، فيقول الدبلوماسي الروسي إن إسقاطه لم يكن لأسباب أيديولوجية فقط ولكن أيضا لأسباب تجارية، موضحا أنهم كانوا الطرف الأكثر مساهمة في الإطاحة بنظام القذافي، وذلك حتى يمكنهم التحكم في مصادر الغاز والنفط الليبي.

وكشف الدبلوماسي الليبي أنه اتصل برئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، قبل اندلاع الحملة العسكرية التي شنها الناتو على ليبيا، لسؤاله عما إذا كانت قطر سوف تشارك في العملية العسكرية أم لا، فأجابه "بن جاسم" بكل سرور بأن قطر سترسل ستة طائرات، مشددا على أن "بن جاسم" كان يتحدث بسرور وبهجة عن مشاركة بلاده في العملية العسكرية التي استهدفت اسقاط نظام القذافي.

وقال إن روسيا كانت لديها معلومات استخباراتية بدور قطر في إسقاط عدد من الأنظمة الإرهابية، موضحا أن قطر دفعت 237 مليار دولار منذ بداية الحرب في سوريا، حيث أن جزءا من هذه الأموال سرقه القادة الميدانيون وقيادات التنظيمات الإرهابية، كما دفعت قطر أيضا نفقات هروب رئيس وزراء سوريا رياض فريد حجاب، مثلما دفعوا نفقات هروب كبار الضباط السوريين.

واستشهد الدبلوماسي السوري بتصريحات أدلى بها بن جاسم لهيئة الإذاعة البريطانية، حيث قال إن بلاده لعبت دورا كبيرا في تدمير مصر وسوريا وليبيا واليمن، موضحا أن هذا كله جاء بتوجيهات من الولايات المتحدة، وهي التصريحات التي تفسر بوضوح سبب تغير موقف القطريين من روسيا خلال تلك الفترة، وهو الرفض الروسي للسير في ركابهم.

وتساءل السفير الروسي: "نحن لا نسير في ركاب الأمريكيين.. رغم كونهم دولة عظمى.. فكيف نسير في ركاب قطر؟؟"

وكشف السفير الروسي عن الإساءة التي لاحقته من قبل مسؤولي قطر، موضحا أنه كان في إجازة ببلاده في أغسطس 2011، ولكنه اضطر لقطعها بسبب التطورات التي تشهدها العلاقة بين البلدين، والتي كانت تسير وفق سيناريو سيئا للغاية، موضحا أن الصحافة القطرية بدأت تتناول الخلافات مع روسيا بالإساءة إليها، وهو الأمر الذي كان زائدا عن الحد، موضحا أن روسيا انتقدت المواقف الأمريكية والقطرية في سوريا ولكنها لم تخرج عن حدود اللياقة.

وأضاف أن الصحافة القطرية بأكملها رسمية عمليا، بالتالي فإن الإساءات التي احتوتها تجاه روسيا تمثل وجهة النظر الرسمية للسلطات، لتبدأ بعد ذلك التهديدات، من خلال الدعوات إلى التظاهرات أمام السفارة، بالإضافة إلى دعوات يوسف القرضاوي في خطبته كل جمعة بالتخلص مما وصفه بـ"الشيطان الروسي".