يبدو أن الفتنة هي السلاح الوحيد الذي تجيد استخدامه قناة "الجزيرة"، الذراع الإعلامي لتنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، في محاربة الدول العربية، وهو الأمر الذي بدا واضحا في محاولتها المستمرة لتأجيج الفتن في العديد من البلدان، سواء بين السنة والشيعة في العراق ولبنان، أو المسلمين والأقباط في مصر، أو غيرها.

إلا أن فشل تلك المحاولات ربما دفع الإمارة الخليجية إلى استخدام الرياضة لإشعال الفتنة في مصر، مستغلة أزمة اللاعب المصري عبد الله السعيد الأخيرة، حيث نشرت الجزيرة ملفا بعنوان "إذلال لاعب"، بهدف تأجيج التوتر في الساحة الرياضية المصرية بين أكبر ناديين في مصر وربما في المنطقة العربية بأسرها.

تناولت القناة القطرية في عدة صور منشورة على صفحتها بموقع "فيسبوك" أزمة عبد الله السعيد، لاعب النادي الأهلي، موضحة أنه رفض التوقيع على بياض، مطالبا بزيادة مالية، وهو ما دفعه للتفاوض مع الزمالك والتوقيع له، لينتهي الأمر بتدخل رئيس الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية، والذي لبى رغبات اللاعب من أجل إبقائه داخل صفوف القلعة الحمراء.

تقرير "الجزيرة" يعكس رغبة قطر في تأجيج التوتر في الساحة الرياضية المصرية، من خلال بث دعايا إعلامية تهدف إلى زيادة الاحتقان بين جماهير الكرة المصرية، في توقيت يبدو حرجا للغاية، في ظل المناوشات الأخيرة بين جماهير الأهلي والأمن خلال مباراة الأهلي الإفريقية الأخيرة، وهو الأمر الذي قد يساهم في استمرارية غياب الجماهير عن المباريات في المرحلة المقبلة.

ولكن أهداف القناة القطرية لم تقتصر عند هذا الحد، حيث أنها سعت إلى استخدام قضية "السعيد" للإساءة للشيخ تركي آل الشيخ، حيث ألقت القناة القطرية باللوم على دور الرجل فيما أسمته إشعال النار في الكرة المصرية، وذلك بالرغم من أن دوره يأتي في إطار الاستثمار الرياضي، بالإضافة إلى كونه متوائما مع منصبه كرئيس شرفي للنادي الأهلي.