بعد مبادرات الانفتاح.. هل تشهد السعودية خطوات جديدة لتعزيز حوار الأديان؟
الخطوات الواسعة التي اتخذها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، من أجل تحقيق الإصلاح، أثارت العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هناك نية لدى السلطات السعودية نحو مزيد من المبادرات في إطار تعزيز التسامح الديني والحوار في المستقبل القريب، بالتزامن مع اللقاء التي عقدها الأمير الشاب مع قيادتين من قيادات الكنائس في العالم خلال أيام معدودة، وهما البابا تواضروس الثاني، خلال زيارته للقاهرة، وكذلك رئيس الكنيسة الأنجليكانية البريطانية جاستن ويلبي، خلال زيارته إلى لندن.
وخلال لقائه مع رئيس أساقفة كانتبري، أكد بن سلمان على نيته تعزيز التسامح بين الأديان، وذلك في إطار الإصلاحات التي يقودها الأمير الشاب في الداخل السعودي في المرحلة الراهنة، والتي فتحت الباب أمام العديد من الحريات التي لم تكن متوقعة من قبل قطاع كبير من المتابعين للمشهد في المملكة.
خطوات إصلاحية واسعة
لعل الانفتاح الكبير الذي حققته السعودية على الأديان الأخرى، كان أحد أبرز معالم الانفتاح السعودي، من بينها التنسيق مع الفاتيكان، وزيارة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي للمملكة بناء على دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بالإضافة إلى لقاءات مسئولين سعوديين بقيادات مسيحية بارزة على مستوى العالم، كان سببا رئيسيا في إثارة التكهنات بمزيد من الخطوات في هذا الإطار في المرحلة المقبلة.
في هذا الإطار، يقول الكاتب المصري عبد اللطيف المناوي، في مقال منشور له بصحيفة "أراب نيوز" السعودية الناطقة بالانجليزية، إن زيارة ولي العهد السعودي للكاتدرائية المرقسية في القاهرة هي بمثابة صفعة على وجه التيار المتطرف حيث أنها حملت رسالة مفادها أن أفعال هذه التيارات لا تدعمها المملكة ومن قبلها الإسلام نفسه، موضحا أن مثل هذه الزيارات تبقى دليلا دامغا على قبول المملكة لفكرة التنوع الديني.
فكرة التسامح الديني
الحديث عن خطوات السعودية الواسعة نحو تدعيم فكرة التسامح الديني ربما لم يتوقف، خاصة مع زيارته التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى رئيس الكنيسة الأنجليكانية، جاستن ويلبي، بعد أيام من زيارته لتواضروس.
قال ويلبي، معلقا على لقاءه مع الأمير السعودي الشاب، أن ولي العهد السعودي أبدى التزاما صارما لتعزيز الحوار بين الأديان، ودعم فكرة الانفتاح في المملكة العربية السعودية، موضحا أنه ناقش مسألة بناء دور العبادة معه خلال اللقاء الذي جمعهما في العاصمة البريطانية لندن.
حوار الأديان
يقول الكاتب ديفيد كاوان، إن لقاء ولي العهد السعودي مع رئيس الكنيسة البريطانية في لندن هو امتداد للاتفاق الذي عقد بين مركز الملك عبد الله، والفاتيكان لإرساء حوار الأديان، باعتبار أن مثل هذه الحوارات تبدو أساسا لمحاربة الأفكار المتطرفة، وهو الأمر الذي يسعى إلى تحقيقه الأمير محمد بن سلمان في المرحلة المقبلة.
إقرأ أيضا
فاينانشال تايمز: هذه رسالة بريطانيا من زيارة بن سلمان