هكذا استقبل السعوديون دخول حمد بن جاسم عالم "تويتر" ؟
يبدو أن تنظيم الحمدين – حكومة قطر – العمل بمبدأ "إنقاذ ما يُمكن إنقاذه، ومن حيثُ بدأت الأزمة قطر مع دول الرباعي العربي، من خلال وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والبديل.
رئيس الوزراء القطري السابق، وأحد الفاعلين في التسب بأزمة قطر، حمد بن جاسم بن جبر، قرر الدخول أمس كما هو متداول، عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، مشيرًا إلى أن تفاعله مع موقع التواصل الإجتماعي، أتى كمحاولة منه لطرح الآراء دون الدخول في جدل.
ان المراوغة والإستمرار على نهج الكذب، أمر بدا مع أول تغريدة لـ"بن جاسم"؛ الذي قال أنه كان مترددًا دائمًا في الدخول إلى عالم "تويتر"، وأن ما دفعه لقيام بذلك الأمر، هو ما نشهده من أوضاع متأزمة حاليًا، في حين أن تاريخ تدشين الحساب يعود إلى يوليو من عام 2015، أى بعد 4 أشهر من تاريخ تدشين الحساب الرسمي لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، والذي لم يكن مُفعلًا أيضًا حتى نهاية العام الماضي.
اقرأ أيضًا: أمير قطر على «إنستجرام».. هل يحاول الهرب من المواجهة عبر «تويتر»؟
وربما يعكس ما سبق أن الدخول إلى عالم التواصل الإجتماعي، كان أمرًا مؤجلًا ولكنه مخطط له من قبل، في إطار سياسات إعلامية، هى الأشهر والأبرز لدى النظام القطري، الذي طالما عرف بأنه نظام قائم على الإعتماد على الإعلام بشكل رئيسي، حيث توجيه ميزانيات ضخمة لخدمة الإعلام، بدأت من النموذج الأشهر حيث قناة "الجزيرة"، واكتملت بتمويل عدد من القنوات والمواقع واللجان الإليكتورنية لخدمة توجهات وأطماع تنظيم الحمدين في المنطقة.
فيما رأينا اشتداد الحرب الإعلامية عبر "تويتر" بشكل خاص، من قبل الخليجيين ولاسيما من السعودية والإمارات، اعمالًا بمبدأ "المعاملة بالمثل" و"حارب عدوك بنفس سلاحه"، الأمر الذي نجحت في الدول الخليجية بشكل باهر خلال الشهور الماضية، حيث انكشاف تآمر تنظيم الحمدين وفضح ما كان دائمًا يخطط ويُدبر خلف الكواليس من قبل النظام القطري للإضرار بأمن واستقرار المنطقة.
اقرأ أيضًا: خلال حواره مع تلفزيون "قطر".. كيف أساء حمد بن جاسم لدول الجوار؟
وقد اعترف "بن جبر" بنجاح التجربة الخليجية في التعامل مع "تويتر" أكثر من قطر، قائلًا: "لن أدخل في نقاش ولن أرد على اساءة لأن الكل يعلم أن هناك جيوشًا مجيشة من كل الأطراف"، زاعمًا أن النجاح الخليجي عبر "تويتر" مخصص لهدم الكيان الخليجي، متناسيًا أنه فضح الكثير مما قام به بمعاونة أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة.
ونظرًا لعدم انتظام "تميم" في استخدام حسابه الرسمي على "تويتر"، منذ بداية استخدامه، بعد ما يتعرض له من اتهامات وكشف للفضائح مع كل تغريدة له، استبق "بن جاسم" الأمر، قائلًا: "لن أكتب يوميُا ولكن بين الحين والآخر".
اقرأ أيضًا: "تميم وجوعان".. وسيم يوسف يلقن آل ثاني دروسًا
وعلى الرغم من انكشاف أمره وحمد بن خليفة، وأنهم بمعاونة عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، عزمي بشارة، الحاكم الفعلي للدوحة، إلا أنه حاول تصدير الصورة بأن "تميم" حاكم فعلي.
وعلى الفور توالت التعليقات الخليجية على تغريدات "بن جبر" ولاسيما السعودية، من قبل عدد من الشخصيات الخليجية العامة إلى جانب آخرين، وقال الكاتب السعودي، محمد الساعد: "دخول حمد بن جاسم.. يؤكد أن الدولية فقدت الأمل في كل مرتزقتها، ولن تجن منهم إلا الفضائح، ولم يعدد أمامهم إلا تحريك أحد زعيمي التنظيم".
واستقبل الإعلامي السعودي، مثيب المطرفي تغريدات "بن جبر" بقوله تعالي: " اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ". وأضاف: " هدم الكيان الخليجي؟؟.. مو أنت نفسك اللي اعترفت بالتسجيلات مع القذافي، وقلت احنا شغالين على تقسيم المملكة ؟؟".. صاير تحاضر بالشرف يا حرامي الدوحة".
وقال الصحفي السعودي، حسن السلمي، قائلًا: " جثة جيفة دمها الخيانة وفكرها الغدر فقط، وغيره أنت لاشيء". فيما اكتفى الإعلامي السعودي، سلطان القحطاني بوصفه "إرهابي".
وقال الخبير الأمني والمتخصص في الشؤون الإستراتيجية، الدكتور محمد الهدلاء: "أنت لا تستطيع النقاش ولا الحوار فأنت تعودت في مسيرتك على الطعن في الظهر والغدر بالقريب والجار، ولم يسلم منك وطن عربي.. أنت وحدك المسؤول عن كل الفتن في المنطقة.. سوف يقاضيك الشعب القطري الأصيل ويلعنك التاريخ يا علقمي العصر الحديث".
اقرأ أيضًا: موجة سخرية من تغريدة تميم.. خليجيون: نودع عامًا جميلاً بمقاطعة قطر
يذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أعلنت مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي، إثر ثبوت دعم وتمويل تنظيم الحمدين - حكومة قطر - للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما قدمت الدول الأربعة قائمة مطالب من شأنها إحتواء الورطة القطرية وحل أزمتها، كان في مقدمتها إغلاق قناة "الجزيرة" والقاعدة التركية بالدوحة، إلى جانب تخفيض التمثيل الدبلوماسي والتعاون مع إيران، وتسليم ما لدى الدوحة من عناصر إرهابية ومطلوبة أمنيًا في بلادها، ولكن قوبلت تلك المطالب بالرفض من قبل القيادة القطرية.
اقرأ أيضًا: خاص.. كاتب إماراتي: سلطان بن سحيم يعمل على تصحيح مسار قطر