يبدو أن إمارة قطر لا تجد طريقا أسهل من الاختراق لتحقيق أهدافها، فعندما حاولت نفي تصريحات أمير قطر في بداية أزمتها مع جيرانها الخليجيين، لجأت إلى الادعاء بأن وكالة الأنباء الرسمية للإمارة قد تم اختراقها، بل وكالت الاتهامات كذبا لدولة الإمارات في هذا الإطار، إلا أن مفهوم "الاختراق" في قطر لا يقتصر استخدامه عند الدفاع أو تبرير مواقف الإمارة، وإنما يحمل أهدافا أخرى.

ولعل الاتهامات التي يواجهها تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر في الوقت الراهن حول اختراق البريد الإليكتروني لرجل الأعمال الأمريكي إليوت برويدي، دليلا دامغا على احترافية الميليشيات الإليكترونية التي تسعى الإمارة الخليجية لاستخدامهم من أجل تحقيق أهدافها عبر سلاح القرصنة الاليكترونية، من خلال بث معلومات خاطئة أو نشر أخبار كاذبة يمكن من خلالها إما تحسين صورتها أو الاساءة لخصومها أو حتى إثارة الفوضى في مناطق مختلفة من العالم.

مقالات مدمرة

فبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن برويدي، والذي يعد أحد قيادات الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة بالإضافة إلى كونه الممول الأكبر للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد اتهم قطر بالتورط في اختراق بريده الاليكتروني بهدف زرع مقالات مدمرة في وسائل الاعلام الأمريكية.

وفي رسالة مفتوحة إلى سفير قطر لدى الولايات المتحدة مشعل بن حمد آل ثاني، اتهم رجل الأعمال الأمريكي البارز من أسماهم بالعملاء داخل وخارج الولايات المتحدة باستهداف المواطنين الأمريكيين من خلال تنفيذ عمليات استخباراتية ضد المصالح الأمريكية.

وأضاف برويدي، في رسالته، أن "تصرفات حكومتكم ضد المواطنين الامريكيين ستهدد بالتأكيد علاقات بلادكم مع الولايات المتحدة فى وقت سياسى حساس ومكلف".

تاريخ من الانتهاكات الاليكترونية

وعلى الرغم من البيان الذي أصدرته حكومة قطر لنفي تورطها في عملية الاختراق الإليكتروني، إلا أن التاريخ ربما يبقى شاهدا على استخدام قطر لسلاح القرصنة سواء دفاعا أو هجوما، وهو الأمر الذي بدا واضحا في النفي الصادر من قبل تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر للتصريحات المنسوبة لأمير قطر تميم بن حمد، والذي أكد خلالها عن عمق العلاقات مع طهران بالإضافة كذلك للاساءه لدول الجوار.

ولكن المواقف السابقة لقطر لا تقتصر على مجرد التذرع باختراقها للدفاع عن مواقفها، حيث كان الاختراق هجوميا من قبل، حيث أقدمت الإمارة الخليجية على اختراق الحساب الرسمي لـ"حساب المواطن"، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو الأمر الذي أثار حالة واسعة من الجدل في المجتمع الخليجي.

ورغم لجوء قطر المعتاد لنفي تورطها في هذا العمل، كانت صحيفة "العرب" القطرية قد نشرت تقريرا حول نجاح مجموعة تحمل اسم "صقور قطر" لـ"حساب المواطن"، بالإضافة إلى حسابات سعودية أخرى، وذلك ردا على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية الذي اتخذته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاه قطر في يونيو الماضي.

إقرأ أيضا

خالد الهيل:المعارضة القطرية تدعو إلى قبول طلبها لحضور اجتماعات القمة العربية