بثت قناة الجزيرة القطرية في إطار برنامجها "ما خفي أعظم"، الجزء الأول من وثائقي بعنوان "قطر 96"، أمس الأحد، والذي اتهمت من خلاله دول الرباعي العربي، بإثارة الإضطرابات السياسية بالداخل القطري، تاريخيًا.

وعلى الرغم من تاريخ الإنقلابات المعروف لدى الدوحة، وإنقلاب أمير قطر السابق حمد بن خليفة، على والده، والإستيلاء على الحكم خلال وجود أبيه بالخارج في 27 يونيو 1995، إلا أن سياق الفيلم أخذ في ادعاء الأكاذيب، الأمر الذي أثار الغضب بشكل واضح من قبل أشقاء الدوحة من دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال الكاتب الإماراتي، علي الحمادي في تصريحات خاصة لـ"دوت خليج": "مضمون ما تم بثه عبر الجزيرة جاء كالمتوقع، مليئًا بالأكاذيب والفبركات المفضوحة"، مشيرًا إلى أن الفيلم بدأ بالإفتراء على متوفين، والتحدث كذبًا بألسنتهم واتهامهم بالتآمر على قطر، على حد تعبيره.

وأضاف "الحمادي" أن "القائمين على الفيلم حلّوا علينا بضيوف طُلبَ منهم الكذب وتشويه الحقائق، كما زعموا أنه تم الإفراج عنهم بعفو من الأمير القطري، رغم أنهم سابقًا أعلنوا عدم إكتمال الأدلة".

وتابع الكاتب الإماراتي في تصريحاته لـ"دوت خليج" بأن "النظام القطري يتعمد الإستمرار بالأكاذيب ليخدر شعبه بها، ويحافظ على تعاطف المرتزقة معه، والجدير بالذكر أن الفيلم القطري تغاضى عن إنقلاب حمد على والده، والذي كان الشرارة الأولى لمشاكل قطر الدائمة".

من جانبه يرى رجل الأعمال السعودي، والمغرد ذو الشهرة الكبيرة عبر موقع التدوينات القصيرة، تويتر، منذر آل الشيخ مبارك أن "قطر 96" عليه الكثير من الملاحظات التي تؤكد على عدم مهنيته، وقال: "أولًا، لقد حاول تجاوز أن الحاكم الشرعي خليفه بن حمد، وأن دول الخليج تربطها مواثيق، وثانيًا، حاول البرنامج إلصاق الإنقلابات بالدول الأربعة، بينما سقطت الحبكة  في فخّ الشهادات، التي أشارت إلى أن الضباط كانوا يأخذون أوامرهم من الحاكم الشرعي خليفة، والذين أقسموا له بالولاء".

وأكد "آل مبارك" في تصريحاته لـ"دوت خليج" على أن ما جاء بـ"ما خفي أعظم" أتى بنتيجة عكسية بوجه عام، قائلًا: "لقد أشار البرنامج وعلى إستحياء إلى دور أمريكي مشبوه، فيما يلاحظ بعد ذلك أنه بدأت التنازلات القطرية، حيث العلاقات مع اسرائيل واستقبال شيمون بيريز، ثم نقل القاعدة الأمريكية لديهم بالدوحة".

أيضًا انتقد أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس، رامي خليفة العلي، تغريدة الحساب الرسمي لقناة "الجزيرة" عبر "تويتر" حول مداخلته الإعلامية لها حول تقييم "قطر 96"، قائلًا: "تغريدة قناة الجزيرة تفتقد إلى الموضوعية والمهنية، خصوصًا أن المذيعة سألتني في المقابلة إذا كنت أبرر؛ فأجبتها بوضوح أن مهمتي ليست أن أبرر وإنما أن أضع الأحداث في سياقها".

تغريدة قناة الجزيرة يفتقد إلى الموضوعية والمهنية، خصوصا أن المذيعة سألتني في المقابلة إذا كنت أبرر فأجبتها بوضوح أن مهمتي ليست أن أبرر وإنما أن أضع الأحداث في سياقها. https://t.co/gesmYXR7aq

— Rami ALKHALIFA ALALI (@ramialkhalifa) March 5, 2018

وذلك بعد أن أحرج رامي العلي مذيعة قناة الجزيرة، التي هاتفته ليؤكد ما جاء في مضمون الجزء الأولى من الوثائقي السالف الذكر، قائلًا: "البرنامج تجاوز بسرعة حدث إطاحة الشيخ حمد بوالده للوصول إلى سدة الحكم، وهو ما يمثل نصف المشهد، فخليفة هو من قاد المحاولة الإنقلابية"، منتقدًا تجاوز الفيلم لمثل ذلك الحدث للتركيز على حدث آخر مشكوك في مصداقيته.

<blockquote class="twitter-video" data-lang="en"><p lang="ar" dir="rtl">الباحث بجامعة باريس رامي العلي يبرر لدول عربية كانت لها اليد الطولى في محاولة الانقلاب عام 1996 <a href="https://t.co/eVAsGvT5Oy">pic.twitter.com/eVAsGvT5Oy</a></p>&mdash; قناة الجزيرة (@AJArabic) <a href="https://twitter.com/AJArabic/status/970443832415338497?ref_src=twsrc%5Etfw">March 4, 2018</a></blockquote>
<script async src="https://platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>
 

وعلقّ وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، اليوم الأثنين، على ذلك الأمر، وقال: " فشل السياسة القطرية في حلّ أزمة الدوحة يعود لمقاربة إعتمدت الهجوم على دول المقاطعة والإساءة إليها بدلا من أن تركّز على معالجة تفكيك الأزمة وتداعياتها على قطر".

فشل السياسة القطرية في حلّ أزمة الدوحة يعود لمقاربة إعتمدت الهجوم على دول المقاطعة والإساءة إليها بدلا من أن تركّز على معالجة تفكيك الأزمة وتداعياتها على قطر.

— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) March 5, 2018

يذكر أن إغلاق قناة «الجزيرة» بسبب استمرار تحريضها وحملاتها المغرضة في حق دول المنطقة؛ يُعد واحدًا من أبرز المطالب بقائمة الشروط التي قدمتها الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة، كمحاولة لإحتواء الورطة القطرية إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، ما دفع بدول الرباعي العربي إلى إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة منذ 5 يونيو من العام الماضي.

اقرأ أيضًا..

عيد الانقلابات في قطر .. ذكري إنقلاب الأمير السابق على أبيه وتميم على حمد

فيديو.. تحريف التصريحات و«الجزيرة» أسلوب حياه