بين القرضاوي والشنقيطي.. الإرهاب يتوغل في المدارس الأمريكية في قطر
في الوقت الذي تسعى فيه إمارة قطر لاستقطاب الإدارة الأمريكية إلى صفها في الأزمة الخليجية، بالعديد من الطرق، مازالت تواجه العديد من التحديات والاتهامات المرتبطة بدعمها للارهاب، ليس فقط بدعم التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضا من خلال نشر الأفكار المتطرفة بين المجتمعات المسلمة في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية.
ولعل أبرز الاتهامات التي تواجهها قطر في هذا الإطار، هي تلك المرتبطة بمحاولات الإمارة الخليجية، للتوغل في منظومة التعليم في الولايات المتحدة، من خلال المؤسسات التابعة لها، من أجل نشر الأفكار المتطرفة، من خلال المناهج التي تقدمها المدارس المملوكة لتلك المؤسسات.
تبرعات ضخمة
إلا أن الأمر على ما يبدو لا يقتصر على المدارس المملوكة للمؤسسات القطرية، وإنما يمتد إلى المدارس العامة، في ضوء التبرعات الضخمة التي تقدمها الإمارة للمدارس الأمريكية، والتي بلغت أكثر من 30 مليون دولار.
من جانبها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن عشرات المدارس في مختلف الولايات الأمريكية تلقت دعما ماليا كبيرا في الفترة بين عامي 2009 و2017، من قبل المؤسسات القطرية، والتي قدمت بعضها مبادرات من شأنها تعليم الطلاب اللغة العربية، ولكن تبقى الخطورة في كون الإمارة الخليجية هي المسئول الرئيسي عن توفير الكتب ورواتب المدرسين العاملين في تلك المدارس، وبالتالي يمكنهم الترويج لأفكار تخالف في مجملها القيم الأمريكية.
دعاة متطرفين
وعلى الجانب الآخر، تبقى المؤسسات التعليمية الأمريكية في الداخل القطري هي أحد المعضلات التي تواجهها الولايات المتحدة في المرحلة الحالية، خاصة وأن تلك المؤسسات تحظى بدعم مالي كبير من قبل الإمارة الخليجية، حيث تتواجد أفرع لتلك المؤسسات، ومن بينها جامعة "جورج تاون" الأمريكية وجامعة "تكساس" وغيرها، في المدينة التعليمية في قلب العاصمة القطرية الدوحة.
يقول الكاتب الأمريكي أورين ليتوين، في مقال منشور له بموقع "ناشيونال ريفيو" اليوم السبت، إن الجامعات الأمريكية يمكنها الاحتفاظ بقدر من الحرية داخل قطر، ولكن تبقى المعضلة الأكبر في المدارس الأخرى، والتي تقوم باستضافة دعاة مرتبطين بمؤسسة قطر الخيرية، معروفين باتجاهاتهم المتطرفة ضد الولايات المتحدة، وكذلك دعمهم للتنظيمات المتطرفة.
وأوضح الكاتب أن أحد المحاضرين البارزين الذين يتم دعوتهم في المؤسسات التعليمية الأمريكية في قطر هو الداعية محمد مختار الشنقيطي، والذي كان إماما بأحد مساجد تكساس، حيث كان معروفا بتشجيع الشباب على القيام بعمليات إرهابية ليس فقط في إسرائيل، ولكن أيضا في بعض الدول العربية، ومن بينها مصر.
شيخ الإرهاب
المؤسسات التعليمية الأمريكية تحظى بدعم مالي من الحكومة القطرية عبر مؤسسة قطر الخيرية، وهو ما يزيد الشكوك حول الدور الذي تلعبه الإمارة عبر هذه المؤسسة، من أجل تحقيق أهدافها، خاصة وأن أعضاء هيئة التدريس يتم اختيارهم عبر المؤسسة القطرية.
يقول ليتوين إن مؤسسة قطر الخيرية هي إحدى المنظمات القطرية المعروفة بنهجها المتطرف، وهو ما يظهر في النهج الذي تتبناه المؤسسات التابعة لها، وعلى رأسها "مركز القرضاوي للاعتدال والتجديد الإسلامي"، موضحا أن شيخ الإرهاب يوسف القرضاوي ترأس اللجنة المكلفة بتشكيل هيئة التدريس بالمركز.
اقرأ أيضا
بعد سعي قطر للتقارب مع اسرائيل.. مغردون: الدوحة كعبة المتصهينين