التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 10:19 م , بتوقيت القاهرة

ديفيد اجناتيوس: محمد بن سلمان يحظى بتأييد علماء الدين والشباب

منذ بداية الحملة التي أطلقها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، كان التساؤل الرئيسي يدور حول مدى جدية الإصلاحات في السعودية، ومدى دعم القيادة الدينية في السعودية لها، هكذا استهل الكاتب الأمريكي ديفيد اجناتيوس مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.


وعلى الرغم من صعوبة التنبوء بمستقبل المملكة، يرى الكاتب أن هناك العديد من النقاط التي يمكن أن تدفع إلى التفاؤل، خاصة إذا ما نظرنا إلى الدعم القوي الذي يحظى به من قبل الشباب السعودي.


وأوضح الكاتب أن ولي عهد السعودية يحظى بدعم عدد كبير من العلماء المعروفين مثل الشيخ محمد العيسى، الذي أصبح رئيساً لرابطة العالم الإسلامي المدعومة من السعودية، حيث أيد الشيخ العيسى سلسلة التحركات الأخيرة التي قام بها الأمير محمد بن سلمان مؤكدا أنها مدعومة كذلك من زملائه العلماء، أو القيادة الدينية العليا.


وبدأ العيسى حديثه عن مسألة السماح للمرأة بقيادة السيارات، والتي سوف تدخل إلى حيز النفاذ في يونيو القادم بناء على قرار الملك سلمان، موضحا أن قيادة المرأة للسيارات لم تكن أبداً قضية دينية، وإنما تتعلق بالعادات والثقافة.


وألقى العيسى باللوم على المتطرفين فيما يتعلق بالربط بين هذه القضية والدين، إلا أن قرار الملك سلمان يحظى بدعم كل العلماء.، وهو الأمر الذي حدث أيضا فيما يتعلق بالتحركات التي شهدتها المملكة من أجل اصلاح هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لتتوافق مع مقاصد الشريعة.


كما صرّح العيسى بآراء متسامحة حول لباس المرأة. وقال إنه ما إذا كانت المرأة في العالم الاسلامي تلبس عباءة سوداء أو نقاب الوجه ” ليس بالأمر المهم”. ولكنه قال إنه يجب على المرأة في جميع الدول الإسلامية أن تستمر بتغطية شعرها ولبس الحجاب الشرعي المتفق عليه من الجميع في باقي البلاد الاسلامية.


وأضاف الكاتب الأمريكي أن العيسى لفت الانتباه في الغرب في شهر يناير عندما أدان، في رسالة إلى مدير المتحف التذكاري للهولوكست في واشنطن، حملة الإبادة النازية واصفا إياها بأنها “من أسوأ الفظائع الإنسانية على الإطلاق”.


وأوضح إجناتيوس أن موقف السعودية ضد الإسلام الراديكالي يحمل جانبا عمليا أيضاً، وهو ما يظهر بوضوح في المركز العالمي الجديد لمكافحة الأيديولوجيات المتطرفة، والمعروف باسم "اعتدال"، وهو ما يقوم بدور بارز في محاربة التنظيمات المتطرفة على المستوى الفكري. 


ولكن ما رأي السعوديين العاديين في هذه التغييرات؟ هكذا تساءل الكاتب الأمريكي، موضحا أن أفضل طريقة للوصول إلى آرائهم كانت عبر التوجه إلى مجموعة من الشباب السعوديين في منطقة عامة وسؤالهم عن آرائهم، موضحا أنه قام بذلك بالفعل في أحد المقاهي بالرياض.


وأضاف أنه ربما لا يمكن اعتبار حواره مع الشباب السعودي بمثابة اسقصاء عملي، إلا أنه من الملفت للانتباه هو أن جميع الشباب أعربوا عن حماسة كبير حول ضرورة تغيير النهج الذي ساد داخل المملكة لسنوات طويلة.


وحظيت حملة الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الفساد على اهتمامهم بشكل خاص، حيث تم احتجاز 381 فرد من السعوديين الأثرياء، بما في ذلك بعض الأمراء البارزين، في فندق ريتز كارلتون هنا في نوفمبر الماضي، وُطلب منهم دفع ما يقارب 100 مليار دولار كتعويضات قبل إطلاق سراح معظمهم.