من السر إلى العلن.. الرياضة بوابة قطر للتقارب مع إسرائيل
يبدو أن محاولات قطر لاسترضاء الولايات المتحدة لم تعد تقتصر على مجرد التقرب من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ولكنها امتدت إلى مغازلة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من خلال العديد من التصريحات السياسية والمواقف الأخرى التي تهدف إلى تقديم رسالة مفادها استعداد قطر للانفتاح على اسرائيل، ولعل أهم المجالات التي حاولت قطر استخدامها لتحقيق هذا الهدف هي الرياضة.
وعلى الرغم من أن العلاقات القطرية الإسرائيلية ليست بالأمر الجديد، حيث يرجع تاريخها إلى التسعينات من القرن الماضي، إلا أن محاولات التقارب القطري مع اسرائيل أصبحت معلنة في صورة تعكس استجداء قطر للتعاطف الصهيوني معها، وهو ما بدا واضحا في التصريح الذي أدلى به الدبلوماسي القطري محمد العمادي حول زياراته إلى اسرائيل في السنوات الماضية، من أجل التنسيق حول المساعدات الانسانية المرتبطة بقطاع غزة.
إسرائيل الخليج
بدأت محاولات قطر للتقارب مع اسرائيل من بوابة الرياضة، وظهر هذا في استضافة الإمارة لرياضيين إسرائيليين على أراضيها خلال البطولات التي تم تنظيمها في الدوحة، وهو الأمر الذي حاولت قطر استخدامه لتحسين صورتها أمام العالم عبر تنظيم زيارات لقيادات اللوبي الصهيوني الأمريكي بالتزامن مع وجود هؤلاء اللاعبين.
ولعل مشاركة لاعب التنس الإسرائيلي دودي سيلا في بطولة قطر المفتوحة للتنس، تمثل مثالًا واضحًا للنهج القطري في هذا الإطار، حيث تزامنت مع وجود المحامي الأمريكي آلان ديرشويتز، والمعروف بدعمه لحكومة نتانياهو، في الدوحة، وذلك للتسويق إلى فكرة الانفتاح القطري على اسرائيل، وهو الأمر الذي دفع ديرشويتز لكتابة مقال بعد عودته للولايات المتحدة في موقع "ذي هيل" الأمريكي، وصف خلاله قطر بـ"اسرائيل الخليج".
من السر إلى العلن
استضافة قطر للفرق الرياضية لم تقتصر على سيلا، وامتدت إلى "بطولة العالم المدرسية لكرة اليد"، واستضافت العاصمة القطرية فريقين إسرائيليين، للفتيان للفتيات، وذلك خلال البطولة التي أقيمت الأسبوع الماضي.
اللافت حرص مسئولي قطر على الإعلان عن وجود الإسرائيليين على أراضيهم، من خلال التقاط الصور معهم، عكس ما كان يحدث من قبل، في السابق كانت الإمارة دائمًا تبتعد عن الحديث على المستوى الرسمي عن مشاركات لاعبين إسرائيليين على أراضيها.
تسييس الرياضة
السعي القطري لاستخدام الرياضة في تحقيق المآرب السياسية ليس جديد، سبق للإمارة الخليجية استخدام لاعبين عالميين في مجال كرة القدم، من أجل تحسين صورتها أمام العالم، خاصة بعد اندلاع أزمتها مع دول الخليج، وذلك من خلال تصوير فيديوهات لهم.
ولعل حرص قطر على الاعلان عن وجود وفود إسرائيلية على أراضيها، أحد الأدوات التي تستخدمها الإمارة الخليجية لدحض الاتهامات التي تلاحقها بدعم الإرهاب، منذ الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب تجاهها في شهر يونيو 2017.
اقرأ أيضًا
استراتيجية قطر الرياضية.. بحثا عن هوية وطنية أم لإخفاء دعمها للإرهاب؟