بعد فشلهم على "السوشيال ميديا".. الصحف الأمريكية تحتضن "بائعي الأوطان"
يبدو أن الصحف الأمريكية أصبحت بمثابة النافذة الوحيدة أمام النشطاء لبث سمومهم، التي تستهدف استقرار أوطانهم، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في المقالات التي ينشرها عدد من النشطاء المصريين والعرب في عدد من الصحف الأمريكية، والتي بدورها اتجهت لنشر تلك المقالات مترجمة إلى اللغة العربية حتى تصل إلى أكبر قدر ممكن من المتابعين العرب.
الاتجاه نحو الصحف الأمريكية يعكس رغبة مزدوجة في تشويه صورة الدول العربية، أمام العالم، بالإضافة إلى محاولة إيجاد مسارات بديلة بعد فشل النشطاء الذريع في بث سمومهم على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار ما حدث إبان ما يسمى بـ"الربيع العربي"، والتي لعبت فيها تلك المواقع دورا رئيسيا في إطلاق شرارة الفوضى التي عانت منها المنطقة لسنوات طويلة.
جمال خاشقجي
ولعل المثال الأبرز لنشطاء العالم العربي يتمثل في الكاتب السعودي جمال خاشقجي، والذي أصبح مؤخرا أحد الكتاب المنتظمين لدى صحيفة "واشنطن بوست"، حيث استخدم مقالاته لتكون بمثابة سهام تستهدف النظام الحاكم في المملكة العربية السعودية، وتقديم رسائل تهدف في الأساس إلى تشويه صورة المملكة أمام العالم.
ولعل الملفت للانتباه في هذا الإطار، أن استهداف "خاشقجي" لم يقتصر على السعودية، باعتباره معارضا، ولكنه امتد إلى الدول العربية الأخرى، وعلى رأسها مصر، وهو الأمر الذي يعكس توجهاته الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، بينما يبدو الأمر مختلفا عند حديثه عن إيران، حيث بدا متعاطفا مع الدولة الفارسية في أحد مقالاته داعيا النظام السعودي إلى القلق جراء التظاهرات التي تشهدها طهران.
توكل كرمان
تعد توكل كرمان أحد أبرز النشطاء العرب اللاتي توجهن إلى المنابر الإعلامية الغربية من أجل الترويج لأفكارها التي تهدف في الأساس إلى تدمير المنطقة العربية، وإثارة الفتن والانقسام في داخلها، سواء من خلال بعض المقالات المنشورة في بعض الصحف، وعلى رأسها "واشنطن بوست" الأمريكية أو حتى إجراء الحوارات مع بعض القنوات الغربية، والتي حرضت خلالها على الدول العربية المشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وعلى رأسها السعودية والإمارات.
منى الطحاوي
يمكننا تسميتها بـ"خاشقجي مصر"، ففي الوقت الذي سعت فيه إلى تشويه صورة مصر أمام العالم عبر مقالاتها بصحيفة "نيويورك تايمز" أو صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيتين، نجد أنها تدعم عبر قلمها الملوث الدعوات التي تتبناها إمارة قطر لـ"تدويل الحرمين الشريفين"، وذلك في مقال لها مترجم بالعربية بصحيفة "واشنطن بوست"، وهو الأمر الذي لاقى دعما كبيرا من قبل "خاشقجي" نفسه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو الأمر الذي يعكس الجهة الداعمة لهؤلاء النشطاء.
الناشطة المصرية استخدمت نافذة "نيويورك تايمز" للإساءة إلى النظام الحاكم في مصر، من خلال انتقاد أحكام القضاء التي تستهدف عناصر التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، أو للدفاع عن حقوق المثليين.
آية حجازي ومحمد سلطان
ولعل آخر النشطاء الذين اتجهوا لمنابر أجنبية للتعبير عن رؤاهم، كان الناشطان آية حجازي ومحمد سلطان، حيث تناولا الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية تجاه عدد من مروجي الشائعات والمحرضين على الفوضى، في المرحلة الراهنة، معتبرين إياها نوعا من القمع الذي تمارسه السلطات المصرية بحق المعارضة، بينما تجاهل الكاتبان حساسية الظروف التي تمر بها مصر جراء المعركة التي تخوضها القوات المسلحة المصرية في سيناء للقضاء على البؤر الإرهابية هناك.