تصريحات «آل ثاني».. إعلان رسمي بانتهاء الوساطة الكويتية أم استمرار للتخبط؟
تصريحات حملت في طياتها العديد من الدلائل والمؤشرات التي ترسم ملامح سياسات تنظيم الحمدين - حكومة قطر – تجاه أشقاءها، جاء بها نائب رئيس مجلس الوزراء القطري، وزير الخارجية، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بحسب موقع وزارة الخارجية القطري.
«آل ثاني» ركزّ في حديثه اليوم الثلاثاء، خلال عرضه للسياسة الخارجية للدوحة أمام مجلس الشورى القطري، على الأزمة الخليجية، وورطة قطر مع جيرانها إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة.
استمرار الأكاذيب
واستمر مثله مثل أمير بلاده، تميم بن حمد آل ثاني خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن في دورته الـ54، الجمعة الماضية؛ في استخدام مصطلحي «الحصار» و«السيادة»، تلك المصطلحات التي أوضحت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، مرارًا وتكرارًا ماهيتها والفارق بين الحصار والمقاطعة الدبلوماسية والتجارية التي قررتها تجاه قطر في 5 يونيو من العام الماضي، وقال في سياق حديثه: "أى حوار مع دول الحصار لن يكون على حساب سيادة قطر".
اقرأ أيضًا: من ميونيخ.. أمير قطر يواصل تطاوله على "الرباعي العربي"
انتهاء الدور الكويتي
وعلى الرغم من التصريحات القطرية الرسمية السابقة خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي، والتي أكد خلالها تنظيم الحمدين على احترام دور الكويت، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لإحتواء ورطتها، ومحاولة اتمام الوساطة بين قطر ودول الرباعي العربي؛ إلا أن «آل ثاني» ركزّ اليوم خلال حديثه على الدور الأمريكي، قائلًا: "لا توجد مساع جديدة الآن لحل الأزمة سوى مساعي الولايات المتحدة، لاسيما ما يرتبط بقمة كامب ديفيد".
الإستجداء بـ«ترامب»
أيضًا حاول استجداء الوسيط الأمريكي لإتمام تلك القمة، التي كان «تميم» قد لوّح لها خلال حواره مع الإعلامي الأمريكي، شارلي روز، في أكتوبر الماضي، عبر شبكة «سي بي إس» الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد أخبره بذلك المقترح، خلال لقاءه في سبتمبر الماضي بنيويورك، على هامش مشاركته في فعاليات الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وهو المضمون ذاته الذي تداولته عدد من الصحف القطرية المحلية بنهاية يناير الماضي، نقلًا عن تصريحات الأستاذ القطري الجامعي، ماجد الأنصاري أثناء تواجده بواشنطن، لحضور فعاليات الحوار الإستراتيجي الأمريكي القطري، بنهاية يناير الماضي، لافتًا إلى أن هناك زيارة مرتقبة لـ«تميم» إلى واشنطن، في مايو المقبل، تتزامن مع زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وأخرى لنائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتردد الأنباء عن قمة تجمعهم في كامب ديفيد، على حد قوله.
الإستقواء بأمريكا
ويبدو أن هاجس التدخل العسكري الذي حاول تنظيم الحمدين الترويج له منذ بداية الأزمة، لازال لديهم، حيث تضمن حديثه الإستقواء بالجانب الأمريكي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستلتزم بموجب إعلان الدفاع المشترك بين البلدين بتقديم كافة الدعم لقطر في حال تعرضها لأى هجوم خارجي، زاعمًا أن واشنطن منحازة للجانب القطري.
السيادة الواهية
ويأتي ذلك الأمر ليخالف تغني تنظيم الحمدين بالـ«السيادة»، فمسؤوليها في الوقت الذي يُصرحون فيه بذلك المصطلح، يتحدثون عن الدعم الخارجي، هذا إلى جانب أن الدوحة أصبحت مرتعًا للجنود الأتراك وعناصر الحرس الثوري الإيراني.
«ضربني وبكى..»
وعلى طريقة «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى».. ادعى «آل ثاني» أن دول الرباعي العربي تمضي من تصعيد إلى آخر، ما يعني أنه لا مؤشرات لحلّ الأزمة، على حد تعبيره، ذلك الأمر المنافي للواقع؛ لأن الشهور الماضية لم تخلو من محاولات الإستفزازات القطرية للدول الأربعة، ولاسيما جيرانها من دول الخليج، حيث ظهر وزير الدفاع القطري، خالد العطية، بجولة ميدانية في معسكر «جو سلامة» بالقرب من حدود المملكة العربية السعودية، إلى جانب الإستمرار في محاولات تدويل الحرمين.
اقرأ أيضًا:
فيديو.. بعد ظهوره بالقرب من الحدود السعودية.. سخرية خليجية من وزير الدفاع القطري
خاص.. عبدالله العساف: بعد فشل تنظيم الحمدين في "تدويل الحرمين" يرمي الآخرين بدائه
كما تعمد تنظيم الحمدين الترويج لظهور رئيس الوزراء القطري السابق، وأحد الأسباب الفاعلة في الأزمة القطرية الحالية، حمد بن جاسم بن جبر، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن والذي إنعُقد في الفترة من 16 – 18 فبراير الجاري، في ألمانيا، والتأكيد على العلاقات الوطيدة بينه وبين الأمير القطري، عبر صورة تداولتها الأذرع الإعلامية لتنظيم الحمدين عبر حساباتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، هذا إلى جانب استمرار قناة «الجزيرة» القطرية في التدخل في الشؤون الداخلية لمصر والسعودية والإمارات، والإساءة إلى رموز الأنظمة العربية، تلك السياسة التي أصبحت عدد من الصحف القطرية المحلية تعمل على انتهاجها. بالإضافة إلى تعمُد «تميم» خلال كلمته بمؤتمر ميونيخ، الدفاع عن التنظيمات الإرهابية، ملوحًا إلى جماعة «الإخوان»، زاعمًا أنها لا تندرج تحت بند الإرهاب، وأن كل ما في الأمر هو اختلاف أيديولوجيات، على حد تعبيره.
يُذكر أن الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت مقاطعة قطر دبلوماسيًا وتجاريًا في 5 يونيو من العام الماضي، إثر ثبوت دعم وتمويل تنظيم الحمدين - حكومة قطر - للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما قدمت الدول الأربعة قائمة مطالب من شأنها إحتواء الورطة القطرية وحل أزمتها، كان في مقدمتها إغلاق قناة "الجزيرة" والقاعدة التركية بالدوحة، إلى جانب تخفيض التمثيل الدبلوماسي والتعاون مع إيران، وتسليم ما لدى الدوحة من عناصر إرهابية ومطلوبة أمنيًا في بلادها، ولكن قوبلت تلك المطالب بالرفض من قبل القيادة القطرية.
اقرأ أيضًا..
خاص.. «أصدقاء اليوم أعداء الغد».. «عفرين» و«المتوسط» و«ميونيخ» تكشف الحقائق