بعد جهود "الحمدين" لاستقطابهم.. هل يتراجع يهود أمريكا عن دعمهم لقطر؟
يبدو أن الهجوم المتواتر الذي لاحق قطاع كبير من اليهود في الولايات المتحدة بسبب مواقفهم الأخيرة الداعمة لإمارة قطر، كان السبب الرئيسي في تراجع بعضهم ولو جزئيا عن الدفاع عن مواقف الإمارة الخليجية الداعمة للإرهاب.
ففي رسالة بعث بها إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نفى المحامي الأمريكي ألآن ديرشويتز أية مقاربة بين قطر وإسرائيل، واصفا الدولة العبرية بـ"الديمقراطية النابضة بالحياة" التي لا يجوز مقارنتها بأي دولة أخرى في المنطقة.
إسرائيل الخليج
كان الكاتب الأمريكي، والذي يعمل أستاذا للقانون في جامعة هارفارد الأمريكية، قد كتب مقالا في موقع "ذي هيل" الأمريكي، قد وصف الإمارة الخليجية باعتبارها "إسرائيل الخليج" وذلك في إطار الدفاع عن الإمارة الخليجية، موضحا أن قرار دول الجوار بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، يشبه العزلة التي تعانيها إسرائيل، حيث أن قطر أصبحت محاطة بأعدائها على غرار الدولة العبرية.
يقول الكاتب الأمريكي في رسالته لـ"نيويورك تايمز"، ردا على تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية استعانت فيه بهذا الجزء من المقال، أن مقاربته بين قطر وإسرائيل تقتصر فقط على مجرد الإجراءات التي اتخذتها دول الجوار تجاهها، موضحا أنه يقترح إنشاء لجنة مستقلة من الخبراء الموثوقين لتقديم مطالبات واقعية حول ما يجب أن تفعله قطر أو لا تفعله.
تراجع كبير
الرسالة التي بعث بها الكاتب الأمريكي البارز، والمعروف بتأييده لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تعكس تراجعا كبيرا في موقفه من قطر، خاصة إذا ما نظرنا إلى المقال المشار إليه، حيث بدا الرجل حريصا على الإشادة بالانفتاح القطري، على العالم، خاصة إسرائيل، مشيرا إلى قبول قطر مشاركة أحد لاعبي التنس الإسرائيليين في بطولة قطر المفتوحة للتنس، والتي أقيمت الشهر الماضي في الدوحة.
وقارن ديرشويتز، في مقاله بموقع "ذي هيل" والمنشور في 12 يناير الماضي، بين الموقف القطري من اللاعب الإسرائيلي، من جانب وموقف المملكة العربية السعودية الرافض لاستضافة لاعب شطرنج إسرائيلي، للمشاركة في بطولة كأس الملك سلمان للشطرنج، والتي أقيمت في ديسمبر الماضي، موضحا أن قطر كم كانت مرحبة بلاعبي إسرائيل خلال وجودهم على أراضيها.
انشقاق الصهاينة
ويأتي التراجع في موقف الكاتب الأمريكي نتيجة حالة من الانشقاق التي يعيشها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، والتي ظهرت واضحة في الأيام الأخيرة، في ظل رفض مجموعة من المفكرين المنتمين للمجتمع اليهودي الأمريكي لمحاولات قطر للتقرب منهم من أجل استقطاب الإدارة الأمريكية في صفها خلال أزمتها الراهنة مع دول الجوار، وهو ما بدا واضحا في مقالات عدة نشرها الكاتب الأمريكي اليهودي شمولي بوتيش، مهاجما قيادات المجتمع اليهودي، وعلى رأسهم ديرشويتز نفسه، بسبب قبولهم لدعوات الإمارة الخليجية وقيامهم بزيارتها.
ونقلت مجلة "فوروارد" الأمريكية عن مصادر، في تقرير لها قبل أيام، أنه بالرغم من هجوم بوتيش على قيادات اليهود التي سافرت إلى الدوحة، إلا أنه كان يطمح في القيام بزيارة مماثلة، إلا أن القيادات القطرية رفضت ذلك بسبب الأجر المالي المبالغ فيه الذي طلبه الكاتب الأمريكي البارز، مقابل المشاركة في الحملة التي تطلقها قطر لتحسين صورتها في الداخل الأمريكي.
إقرأ أيضًا..
ما شافوهمش وهما بيسرقوا.. صراعات يهود أمريكا تفضح قطر
بئر الخيانة.. الجزيرة تقدم فيلما وثائقيا لتلميع صهاينة أمريكا