من أجل الفوضى.. كيف نجحت قطر في توريط حلفائها في مصر؟
تصريحات الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة أثارت جدلا كبيرا، بين غالبية المتابعين للشأن السياسي المصري، خاصة وأنها تناولت امتلاك الفريق مستدعي سامي عنان لأسرار تدين الدولة، وهي التصريحات التي أدت في النهاية إلى احالته للنيابة العسكرية، بتهمة إثارة الشكوك حول الدولة ومؤسساتها، في الوقت الذي تخوض فيه القوات المسلحة معركة الوطن في سيناء لاجتثاث جذور الإرهاب.
تصريحات جنينة، والتي انفردت بها حصريا صحيفة "هاف بوست عربي" الممولة من قطر، كانت محلا لاهتمام الصحف والقنوات الإعلامية في قطر، وعلى رأسها قناة "الجزيرة"، والتي تعد بمثابة الذراع الإعلامي لتنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر، حيث سعت إلى ترويج تلك التصريحات وإذاعتها عدة مرات، في محاولة لزيادة الجدل في إطار المحاولات المستمرة لإثارة الفتنة.
تجاهل تام لـ"نفي" عنان
وعلى الرغم من نفي محامي عنان ونجله لما ورد في تصريحات جنينه، أصرت الجزيرة على الترويج لها، متجاهلة في الوقت نفسه النفي الذي صدر عن رجال رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، وهو الأمر الذي يثير التساؤل حول ما إذا كانت قطر تسعى لتوريط من تروج لدعمهم لتحقيق أهداف أخرى.
كان محامي الفريق عنان، ناصر أمين، قد نفى عى حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أمس الثلاثاء، التصريحات التي أدلى بها جنينة، مؤكدا أنها عارية تماما من الصحة، ولا تمت للواقع بصلة. وأضاف أنهم سوف يتخذون الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من أدلى أو يدلي بتصريحات ينسب فيها أقوال أو أفعال للفريق عنان تؤدي إلى المساس بموقفه القانوني.
نغمة حقوق الإنسان
حالة الضجيج التي أثارها الإعلام القطري بتصريحات جنينة، لم تتكرر عند نفيها من قبل رجال عنان، وهو ما يعكس ابتعاد الإعلام القطري عن أدنى درجات الموضوعية، إلا أنها في الوقت نفسه تنم عن إقدام الإمارة الخليجية على التضحية بمن تعتبرهم في صفوف المعارضة المصرية، في سبيل مزيد من التشويه للنظام المصري الحاكم.
قناة "الجزيرة" القطرية بدت حريصة على إثارة قضايا حقوق الإنسان، فيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة المصرية بصدد جنينه وعنان، من أجل الإساءة للنظام المصري، معتبرة أن تلك الإجراءات تمثل انتهاكا لمباديء حرية الرأي والتعبير، بينما تجاهلت حرية الرأي لا تتفق مع إثارة الشائعات التي تستهدف إثارة الفوضى في توقيت يبدو حساسا في ظل التزامن بينها والحرب التي تخوضها القوات المسلحة للقضاء على البؤر الإرهابية في سيناء.
عناوين بلا محتوى
من جانبها، لم تتخذ صحيفة "هاف بوست عربي" منحى مختلف عما اتجهت إليه قناة "الجزيرة"، بل على العكس اتجهت إلى تأجيج القضية، بشكل ربما يؤدي إلى مزيد من التدهور في الموقف القانوني لحلفائها المزعومين، حيث نشرت ما أسمته بـ"تسريب" يكشف طبيعة الوثائق التي يخفيها الفريق عنان خارج مصر .
وعلى الرغم من أن العنوان الذي روجت إليه الصحيفة، الممولة من قطر، يبدو مثيرا للانتباه، إلا أنه كان عنوان بلا محتوى، حيث أن الأمر لم يكن أكثر من مجرد هراءات، لم تحوي أية معلومات تتعلق بوقائع بعينها.
الإزدواجية القطرية في التعامل مع مختلف القضايا ليست بالأمر الجديد، خاصة فيما يتعلق بالتعامل الإعلامي، إلا أن حالة الارتباك التي تعانيها قطر يبدو تدفعها الآن للتضحية بحلفائها، لحساب أهداف الفوضى في الدول العربية.
اقرأ أيضًا..