ما شافوهمش وهما بيسرقوا.. صراعات يهود أمريكا تفضح قطر
يبدو أن حالة من الانشقاق ضربت اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة مؤخرا، جراء الموقف من قطر، في ضوء اقدام عدد من قيادات المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة على دعم قطر مؤخرا بعد الزيارات التي قاموا بها للإمارة الخليجية بناءا على دعوات من قبل تنظيم "الحمدين" الحاكم في الإمارة الخليجية، من أجل استقطابهم في سبيل استرضاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها قطر من أجل إنهاء الأزمة التي تعيشها جراء قرار الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بقطع العلاقات الدبلوماسية معها في يونيو الماضي.
ولم تتوقف أسباب الانقسام الحالي الذي ضرب المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، على مجرد الخلاف حول ما إذا كانت قطر قد قدمت ما يثبت أنها توقفت عن دعم التنظيمات التي تروج لنفسها باعتبارها مناوئة لإسرائيل، ولكن الأمر على ما يبدو يرتبط بصورة كبير بتوزيع الغنائم التي يقدمها حكام قطر لقيادات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة مقابل الحصول على دعمهم.
النظام الإرهابي
ولعل النموذج الأبرز في هذا الإطار، هو الكاتب اليهودي شمولي بوتيش، والذي بدا حريصا على نشر مقالات عدة، في عدة صحف أمريكية، من بينها "نيويورك تايمز"، اتسمت بمناوئتها لسياسات قطر، ودعمها للإرهاب، بل وهاجم كذلك قيادات المجتمع اليهودي الذين استجابوا لدعوات الإمارة الخليجية وقاموا بزيارتها.
ففي مقال له بصحيفة "جيروزاليم بوست"، هاجم بوتيش المحالمي الأمريكي الشهير ألآن درشويتز، معتبرا أن زيارته لقطر بمثابة استسلام للنظام الممول للإرهاب، بينما قال عنها في مقال آخر بأنها استجابة يهودية للدعاية القطرية.
الأكثر صخبا
الهجوم المتواتر من قبل بوتيش على قطر، وزعماء اليهود الأمريكيين الذين أقدموا على زيارة الدوحة خلال الأشهر الماضية أثار التساؤلات حول ما إذا كانت المسألة مرتبطة بموقف الرجل تجاه سياسات قطر فقط أم أن هناك أسباب أخرى وراء ذلك.
تقول مجلة "فوروارد" الأمريكية أن الرحلات التي قام بها زعماء اليهود في الولايات المتحدة كانت بالفعل مثيرة للجدل إلى حد كبير، إلا أن بوتيش كان الأكثر صخبا بين كل المتابعين لهذا الأمر، موضحة أنه كثير ما صوب سهام انتقاداته اللاذعة لقطر، ولكنه كان يبدو متحمسا أن يناله نصيب من تلك الزيارات المدفوعة الأجر.
قطر تنتقي زوارها
ونقلت المجلة الأمريكية عن القيادي اليهودي الأمريكي نيك موزن قوله أن بوتيش كان يطمح للقاء أمير قطر في نيويورك أو قيادة أحد الوفود اليهودية التي سافرت إلى الدوحة، ولكنه فشل في تحقيق ذلك
يبدو أن إمارة قطر كانت تنتقي زوارها بعناية شديدة، خاصة وأنهم سوف يتم تكليفهم بمهام معينة، وبالتالي فكانت هناك معايير معينة يتم بناءا عليها اختيار الشخصيات التي سوف تستخدمهم لتحقيق أهدافها، والتي تتمحو حول تحسين صورتها أمام الغرب، وخاصة الولايات المتحدة.
مبلغا كبيرا من المال
تقول "فوروارد"، في تقريرها، نقلا عن مصادر لم تذكرها، أن موزن فشل بالفعل في إقناع القطريين بلقاء بوتيش، حيث أن قيادات الإمارة استبعدته من القائمة المقترحة بأسماء القيادات اليهودية الأمريكية للقاء أمير قطر أو للسفر إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث أنهم رأوا أن بوتيش ليس من الوجوه التي تحظى بمصداقية كبيرة أو تتمتع بدائرة كبيرة من المتابعين.
وفي المقابل، بحسب المصادر، فإن بوتيش طلب مبلغا كبيرا من المال من أمراء قطر من أجل القيام بهذا الدور، يعادل ما يحصل عليه ستة شخصيات أخرى من القيادات اليهودية، والتي قبلت القيام بدور تحسين صورة الإمارة أمام الرأي العام في الولايات المتحدة.
إقرأ أيضا
بعد استضافته على "الجزيرة".. هل تقدم قطر "أبو الفتوح" بديلا للإخوان؟